الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المتين» لا يعجزه شيء في الأرض والسماء

«المتين» لا يعجزه شيء في الأرض والسماء
24 أكتوبر 2013 20:53
القاهرة(الاتحاد) -سمى الله جل جلاله ذاته العلية باسم «المتين»، وهو من أسمائه الحسنى والمتين في اللغة هو الثابت في قوته، الشديد في عزمه وتماسكه، والواسع في كماله وعظمته، والله سبحانه وتعالى متين في ذاته قوي شديد وواسع كبير محيط، فلا تنقطع قوته ولا يلحقه كلل في قدرته، فالمتين هو القوي الشديد الذي لا يلحقه في أَفعاله مشقة ولا كلفة ولا تعب. وقد ورد ذكر اسم الله المتين في القرآن الكريم مرة واحدة في قوله تعالى: إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين «الذاريات 58» وكذلك وصف كيده بأنه متين فقال عز وجل: “وأملي لهم إن كيدي متين «القلم:45». وقد ورد هذا الاسم الكريم أيضاً في السنة المطهرة من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رب العزة إني أنا الرزاق ذو القوة المتين”. صفات الجبروت وحول معنى اسم الله المتين قال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه الشديد في قوته وعزته، الشديد في جميع صفات الجبروت الكامل القوة، الذي بلغت قدرته أقصى الغايات، ولا يعجزه شيء لا في الأرض ولا في السماوات، قوة ثابتة مستمرة ممتدة، في أي مكان وفي أي زمان وأي عصر. والله سبحانه “المتين” هو الذي لا يلحقه في أفعاله مشقة، وقدرته بالغة الشدة لا نهاية لها، والمتين تعني شديد القوة والفرق بينها وبين القدرة أنها أخص من القدرة وزيادة. قال الإمام الخطابي رحمه الله تعالى: إن المتين هو الذي لا يستولي عليه العجز في حال من الأحوال، والمخلوق وإن وصف بالقوة فإن قوته متناهية وعن بعض الأمور قاصرة والله الشديد القوي الذي لا تنقطع قوته ولا تلحقه في أفعاله مشقة، ولا يمسه لغوب، والمتانة تدل على شدة القوة لله تعالى، فمن حيث إنه بالغ القدرة هو القوي، ومن حيث إنه شديد القوة متين. التوازن العادل وعندما تتجمع القوة مع القدرة والتقدير يكون التوازن العادل بإحسان، فكونه هو الخالق لكل شيء بقدر وهو القادر على تنفيذ القدر مع تقدير للأمور فتكون القوة من شديد القوى المحكمة التي لا تعرف التناقض، فقد تكون القوة وتنقصها حكمة التقدير، فيكون الإخلال في المسير، ولكن الله سبحانه وتعالى صاحب القوة والله متم قدرته، وبالغ أمره. وتدبير الله الذي أراد به على كيد الكافرين يحمي به المؤمنين، أي إن تدبيره حكيم، ومن سنن الله عز وجل أنه يهدي عباده، لأنه تعهد بهدايتهم كما ورد في قوله تعالى، “وعلى الله قصد السبيل” “النحل: 9” أي أن على الله أن يبين سبيل القصد، ولأن أهل الباطل وأعداء الدين والملة لا يكلون ولا يملون من الكيد للدين وأهله، وتتجدد وسائلهم وأساليبهم فإن كيدهم للدين ينقطع ويفشل لكن كيد الله بهم “متين” قوي شديد لا ينقطع ولا يصيبه العجز. الولد الصالح ومع هذا الاسم الجليل “المتين” علينا ألا نستعظم على الله شيئا من أمانينا ورغباتنا فنسأله بصدق وإيمان ونحن نثق بأنه “القوي المتين” ونبذل أسباب أمانينا بالطريقة التي شرع، وأن نجعل بيننا وبين الله عملاً يكون متيناً لا ينقطع، ولنبحث عن هذا العمل في الأعمال التي وصفت بأنها لا تنقطع مثل الصدقة الجارية والعلم النافع والولد الصالح والمتانة في العمل ليس بحجمه لكن بالثبات والدوام عليه. وفي بعض الأدعية إلهي أنت المتين المعين، تمد الوجود بالقوة، وتجعل أحبابك في حصن حصين، أعطنا متانة في أجسامنا نصبر بها على الطاعة، وامنحنا قوة في قلوبنا نكن بها على السنة والجماعة، أعطنا مددا من غيب قدرتك نهزم به النفس والشيطان والكفار وأهل العصيان إنك على كل شيء قدير، ويقول بعض العارفين: من علم أن مولاه على كل شيء قدير قطع الرجاء ممن سواه وأفرد له سره. طريق القوة ومن تطبيقات هذا الاسم العظيم ألا يغتر الإنسان بقوته لأنه لا شيء أمام قوة الله، بل يطالبه الأدب بإظهار الضعف أمام ربه القوي المتين مهما كان المرء غنياً وقوياً وصحيحاً، يجب أن يظهر ضعفه أمام الله عز وجل، ويذكر الإمام البخاري أن من صفة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا أهل قوة، وطريق القوة والمتانة هو طريق الله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©