سعاد صليبي·· عناد أم استسلام؟

في ركن هادئ بإحدى الردهات الهادئة المنزوية بأحد الفنادق، لمحناها مستغرقة بين قلمها وأوراقها ترتشف وهي تحملق في سطح فنجان القهوة التركي الذي حملته برقة بين أصابعها وكأنها تقرأ ''طالعها'' قبل أن تكمله·· قطعنا تداعي تركيزها وسألناها دون مقدمات: ''فيم تفكرين؟'' أجابت الفارسة والكاتبة اللبنانية الواعدة سعاد صليبي: ''إنني أوشك أن أضع اللمسات الأخيرة من كتابي الأول، أو لنقل ''وليدي البكر'' الذي ألملم فيه عصارة خبرتي وتجاربي الذاتية لأقدمه إلى كل فتاة وامرأة عربية، وذلك قبيل طباعته، بعد أن أحلته إلى الكاتب والمؤلف الشهير الدكتور جرجس ميشال جرجيس لمراجعته لغوياً·· وفي هذا الكتاب الذي اخترت له عنواناً مبدئياً: ''عناد أم استسلام؟'' يتناول كيف يمكن للمرأة أن تنهض من جديد بعد رحلة فشل؟ وكيف تواجه ضغوط الحياة ومشاقها ومتاعبها، وبلغة الفرسان كيف تنهض من عثرتها كفارسة، وكيف تستجمع قوتها وشجاعتها لتعويض ما فاتها وتصبح قادرة كامرأة أن تحقق النجاح الذي تريده، وفي الوقت ذاته كيف تجلب السعادة لنفسها وللآخرين في آن واحد، وذلك من خلال قصص واقعية، وتجارب ذاتية للعديد من العلاقات الإنسانية المتشابكة والحافلة بالإثارة والمتعة والموضوعية من خلال قصة حب رومانسية شيقة بين ''زينب وبشار''، وكيف استطاعت ''زينب'' أن تنهض نهوض الفرسان بعد إخفاقها في تجربتها الخاصة، وتصر أن تستمر حتى النهاية لتعطي لنفسها ولغيرها من النساء الكثير من الدروس التي تعينهن على مواجهة الحياة بمنظور مختلف· وتتندر سعاد صليبي على عدم إصدار إبداعاتها رغم بدايتها المبكرة في الكتابة وعمرها 14 عاماً، لكنها تقول إن الفروسية ألهمتها الإصرار والقوة، ويبقى الفن لديها حلماً مؤجلاً·