السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لغز لعبة ست الحبايب

لغز لعبة ست الحبايب
15 مارس 2009 23:33
كم هو جميل أن يقترن ''عيد الأم'' ببداية فصل الربيع في 21 مارس من كل عام بزهوره·· وجماله·· وعطره·· وألقه·· ونسائمه·· ومعانيه! والأجمل هو ذلك الإحساس الذي يحفز الذكريات الجميلة القابعة في صفحات الطفولة المنسية لتطفو على سطح الذاكرة بعد أن أصبحت مجرد ذكريات· لكن هذه المرة سأعود إلى أيام الطفولة التي نفتقدها، وتعيش في دواخلنا حتى آخر العمر· أمام مشاغل الحياة وضغوطها، كنا كأشقاء باعدت بينهم طبيعة أعمالهم ومسؤولياتهم، نحرص أن نلتقي أيام وليالي عيدي الفطر والأضحى في عادة سنوية ملزمة، نتجمع فيها في أحضان الأم في بيت الأسرة الكبير، وكانت - رحمة الله عليها - تجهد نفسها وهي في منتهى السعادة والفرحة في إعداد أصناف الطعام اللازم لجيش الأحفاد لدستة من الأشقاء والشقيقات، وقد تحول البيت الى ما يشبه المدرسة، وبعد تناول وجبة العشاء الرئيسية كنا نلتقي في فناء البيت في حفل سمر يتبارى في الكبار قبل الصغار نحو التفاعل مع الأبناء في ألعابهم، والعودة ولو لساعات معدودة الى أيام الطفولة الأولى وبراءتها وطرافتها · لكن كان الجميع يحرص على لعبة ''الأم'' التي كانت ست الحبايب بطلتها الحقيقية دون منازع· لعبة'' ست الحبايب''، كانت تقضي بأن أدخل أنا وأكبر أشقائي غرفة مجاورة لفناء البيت الذي يلتقي فيه كل أفراد الأسرة، ونغلق باب الغرفة، ومن ثم يقوم أحد منا بقول كلمة ما، أو نقوم بالنداء على أحد من الموجودين، أو التلفظ بأي كلمة معينة، ويطلب من باقي الموجودين أن يتعرفوا من هو المتحدث ''أنا أم شقيقي''، ولما كانت بصمة الصوتين متطابقتين تماماً فيما بيننا، كان الأشقاء والشقيقات وزوجات الأشقاء بمن فيهم زوجتي وزوجة شقيقي، يخطئون في تحديد القائل على وجه الدقة، وكثيراً ما كان الأمر مدعاة ضحك وتهكم إن أخطأت زوجتي أو زوجة أخي في حل اللغز، وكثيراً ما كنا نورطهن في الخطأ متعمدين، وبالطبع كانت ''ست الحبايب'' تبتسم وهي صامتة، لثقتها في معرفة القائل، فكانت هي الوحيدة التي تميز صوتينا بقلبها بثقة وحزم ، ولا أتذكر أنها أخطأت ولو لمرة واحدة، ولاسيما عندما كنا نتعمد النطق بكلمة واحدة قصيرة، وكانت هي الفائزة الدائمة في هذه اللعبة، وكم كانت سعادتها بالغة عندما تخطئ زوجتي في التعرف على ضحكتي من ضحكة شقيقي، أو عندما تصر زوجة أخي أن المتحدث هو زوجها وتكتشف العكس! لكن قلب ''ست الحبايب'' لا يخطئ أبداً· ·· مع كل ''عيد أم'' نذكر لعبة ''ست الحبايب'' وأجتر بعد سنين صوتها الخالد في وجداني وهي واثقة من الإجابة· إنه قلب الأم الذي لا يخطئ أبداً· ألف تحية لكل أم في يوم عيدها، وكل أم وهي بألف خير· المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©