الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد يوسف: الشغف بالمسرح منبعه الذات وليس المادة

21 فبراير 2007 01:52
الشارقة ـ إبراهيم الملا: استضاف الملتقى الأسبوعي لمعهد الشارقة المسرحي مساء أمس الأول المسرحي والتشكيلي الإماراتي المعروف الدكتور محمد يوسف، الذي ارتبط اسمه ومازال بالمساهمات الإبداعية المبكرة التي رافقت البنى الأولى للمشهد الثقافي في الإمارات، تلك البنى التي تفتحت تجاربها الفنية في بداية السبعينات على منطقة بيضاء وشبه مهجورة توازت مع ضبابية وشتات البنية السياسية للدولة قبل قيام الاتحاد· ومن هنا فإن دخول كوكبة من الأفراد المهمومين بسؤال الثقافة وسط مناخ وليد ومفتقد للتراكم المعرفي والمؤسساتي، هو بمثابة دخول في المجهول واشتباك حقيقي مع المغامرة والحماس والفورة الإبداعية الراغبة في مجاراة الحراك السياسي الذي خلقه ''الاتحاد'' كحالة عامة من الفعل والتنفيذ والترجمة العملية على أرض الواقع· بدأ الدكتور محمد يوسف حديثه بالعودة إلى المنابع الأولى التي شكلت وعيه الفني من خلال تماسه المباشر مع هوايات والده والتي اشتملت على أشغال يدوية وحرفية بسيطة كانت بمثابة المناخ الفني البدائي المرتبط بالألوان والأدوات الخشبية، أما الولع الكبير الذي شده لعالم المسرح فكان مرتبطاً بأجواء الدراسة آنذاك وبالشقاوة الذاتية التي ميزت قدراته الأدائية مقارنة بالطلاب الآخرين، وهي القدرات التي حولته بعد ذلك إلى مونولوجيست متميز وصاحب حضور في الوسط المسرحي الناشئ في تلك الأيام· وأضاف يوسف: إن الفعل المسرحي الحقيقي الذي يمكن تحديد ملامحه الفنية بدأ مع تأسيس مسرح الشارقة الوطني بعد إدماج مسرح الإمارات مع مسرح الشارقة، ومن الأشخاص الذين شاركونا هذا التأسيس أذكر: ضاعن جمعة، عبدالله المطوع، موزة المزروعي، عبيد بن صندل، مريم سلطان، غصن سالم، عايدة حمزة، ومنى حمزة، وغيرهم·· وكان مقر المسرح في منطقة المصلى بالشارقة· ومن المسرحيات المبكرة التي خرجت من معطف المسرح الوطني تبرز عناوين لأعمال حاضرة في الذاكرة مثل: ''هارون الرشيد في القرن العشرين''، و :''أين الثقة''، و مسرحية : ''المخرج الفاشل'' التي شارك فيها عبدالله المناعي ومحمد السويدي· ويقول الدكتور يوسف: إن حب المسرح والشغف به في تلك الفترة كان منطلقاً من الذات ولم يكن مرتهناً للأمور المادية والمكافآت، وكان الحماس هو وقود هذا الحب ووقود التضحيات التي رافقته، وبسبب قلة الإمكانات، وعدم وجود خشبة قادرة على استيعاب العرض المسرحي، فإننا كنا نجتمع على طريق (الشارقة / الذيد)، وهناك كنا نؤدي بروفاتنا اعتماداً على ضوء السيارات'' وعرّج الدكتور يوسف على الأسماء الإخراجية العربية الخليجية التي ساهمت وبقوة في تشكيل المشهد المسرحي في الإمارات ومنها: صقر الرشود، إبراهيم جلال، المنصف السويسي، منجي بن إبراهيم، ثم وفدت أسماء إخراجية مهمة ولامعة في الفترات اللاحقة مثل: الراحل عوني كرومي، و جواد الأسدي، وقاسم محمد، مع عدم إغفال دور فنانين آخرين مثل: عبدالله العباسي، وعبدالرحمن الصالح، وعبدالله السعداوي· ومن الأعمال التي رافقت هذه الفترة يمكن الإشارة لمسرحيات مثل: ''الفريج'' التي أخرجها الراحل إبراهيم جلال، وكان معه عبداللطيف القرقاوي ومن الممثلين: عبدالله المناعي ومريم سلطان وعبدالله السعداوي، وعرضت المسرحية في المسرح المكشوف في أبوظبي والذي أقيمت عليه إذاعة وتلفزيون أبوظبي بعد ذلك· ويقول الدكتوريوسف: إن التحدي الكبير الذي واجهنا في تلك الفترة تمثل في ضرورة المحافظة على هذا الكيان المسرحي فظهرت أيام الشارقة المسرحية التي ساهمت وبشكل كبير في تقوية الكيان الاعتباري لكل الفرق والمسارح بالدولة، وهو دور ثقافي مهم تكفل به صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كي يستمر الفعل المسرحي في المكان ويتحول إلى تقليد سنوي وحدث ثقافي مهم ومتواصل·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©