الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مسلسل استدعاء السيارات

19 فبراير 2010 21:42
تلقت صناعة السيارات العالمية صدمة قاسية إثر استدعاء ثلاث من أكبر الشركات العالمية للسيارات، ما يناهز عشرة ملايين مركبة بسبب عيوب في دواسات السرعة والوسادات الهوائية والمكابح. وتأتي هذه المشكلة في وقت يجاهد فيه صناع السيارات لإعادة جذب العملاء بعد تباطؤ قوي في الطلب وزيادة المخزون في خضم الأزمة المالية العالمية. وشوهت سلسلة الاستدعاءات حول العالم سمعة شركات سيارات في الحفاظ على معايير الجودة والسلامة، خاصة أن بعض الشركات لم تتحرك بالقوة الكافية لتهدئة مخاوف المستهلكين بعد اكتشاف عيوب في ملايين السيارات. وتبين من أزمة استدعاء السيارات أن الكثير من الشركات العالمية المنتجة كان همها الأول التسابق نحو زيادة المبيعات والأرباح على حساب الجودة أحياناً، فزادت عيوب التصنيع وكثرت شكاوى المستهلكين، ففي دولة الإمارات على سبيل المثال تستحوذ شكاوى المستهلكين من وكالات السيارات على أكثر من 60% من إجمالي شكاوى الخدمات. وفي تقديري، فإن التغاضي عن عنصر الجودة في الصناعة يرجع في جزء منه إلى العولمة، حيث تلجأ شركات السيارات إلى موردين في الخارج لتزويدها بالمكونات والخامات اللازمة للتصنيع. والمثال الواضح على ذلك أن إحدى الشركات اليابانية التي ظلت لعقود تتزود بتجهيزات من مزوديها ومعظمهم من اليابانيين، قامت ومن أجل إمداد مصانعها في الخارج، بتوقيع عقود مع الكثير من المزودين المحليين في الخارج الذين يجهلون كل شيء عن هذا النظام المعتمد من الشركة، ومن هنا جاء سوء التفاهم المحتمل الذي كان له أثر ضار بالجودة. ويبدو أن مسلسل استدعاء السيارات لم ينته عند هذا الحد، حيث وجهت شركة “دانا كوروبوريشن”، التي تتخذ من ولاية أوهايو مقراً لها مذكرة إلى السلطات الأميركية لسلامة الطرق تفيد أنها ستسحب السيارات التي أنتجتها عدة شركات من بينها فورد وتويوتا ونيسان؛ لأنها اكتشفت خللاً في ذراع ناقل السرعة التي تنتجها الشركة الأميركية. كما تحقق الوكالة ذاتها في شكاوى جديدة على علاقة بجهاز ناقل الحركة في سيارات تويوتا من طراز “كورولا”. وهذا الإجراء يؤشر على أننا لم نصل بعد إلى نهاية النفق وأن شركات السيارات العالمية تواجه أزمة في الجودة وأنها في حاجة إلى استعادة ثقة المستهلك، كما أنها ملزمة بالتحرك السريع الحاسم عندما يتعلق الأمر باكتشاف عيوب فنية يمكن أن تهدد سلامة الركاب. عاطف عبدالله | atef.abd llah@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©