الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

علي الحميري: لا يزال القلب أخضر ومَنْ لا يحبّ من الرجال فهو ميِّت

علي الحميري: لا يزال القلب أخضر ومَنْ لا يحبّ من الرجال فهو ميِّت
27 يناير 2011 19:50
أقام نادي القصة باتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، مساء أمس الأول في مقر الاتحاد على قناة القصباء بالشارقة، أمسية احتفائية بالقاص والروائي علي الحميري، بمناسبة صدور مجموعته القصصية “تيجان البونسيانا” مؤخراً، عن منشورات الاتحاد، بدعم من وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وأدار الأمسية، التي تضمنت حواراً وقراءة لقصتين، القاص السوري إسلام أبو شكير. بدءاً قام إسلام أبو شكير بتقديم القاص علي الحميري ومنجزه الإبداعي وكتابته القصة القصيرة، وأشار إلى أن “تيجان البونسيانا” تنطوي على بعض الموضوعات والأجواء، التي تمتاز بغرابتها، التي تصوِّر في بعض الأحيان أحداثاً غرائبية بالفعل، مثل شجار بين قردة وكلاب وسط أجواء مستلهمة من بيئة حقيقية كبيئة الجبال في السعودية واليمن. وأكد إسلام أبو شكير أن “تيجان البونسيانا” هي أكثر الأعمال الإبداعية، التي تمثل تجربة علي الحميري، متوجهاً إليه بالسؤال: متى بدأت الكتابة وكيف تطورت تجربتك؟ وردّ علي الحميري بالقول “لا أستطيع أن أحدد متى بدأت الكتابة بدقة، لكن حدث لي في صباي أن بدأت أكتب معتقداً بأنني مهما حاولت الكتابة فإنني لن أكون أقرب إلى صفة الكاتب” وأضاف “غير أنني كنت أقرأ كثيراً، خصوصاً في الأدب العالمي، وربما أن هذه العادة قد نقلت إليّ عدوى الكتابة. إنما لا أزال أحبو”. وأكد الحميري “لقد أخذ بيدي القاص جمعة اللامي وآخرون، وشجعونني على الكتابة لما رأوا في ما أكتب من اختلاف عما يكتب الآخرون، أضف إلى ذلك أن ارتباطي باتحاد الكتّاب، وتحديداً نادي القصة فيه، قد أسهم في رفع مستوى الوعي الفردي بالكتابة الإبداعية واشتراطاتها”. وفي صدد تعليقه على الملاحظة، التي أوردت فكرة أن أجواء البعض من القصص مستمدة من تجارب لم يخضها علي الحميري، مثل قصة “القطار الأخير، قال “لقد أكملت تعليمي في بريطانيا، وتحديداً في إحدى جامعات ويلز، وهناك حدثت مواقف والتقيت بشخصيات من أنحاء متفرقة من العالم، وقد استلهمت منها بعض الأجواء والأحداث، وذلك فيما يتصل بقصة “القطار الأخير”، أما في قصة “تورا بورا”، فلا تنس أنني نشأت وترعرعت في بيئة جبلية لا أزال أعيش فيها، ولقد كتبت القصة عنها جغرافيا واجتماعياً، بل إنني أخذتها طبق الأصل، بدءاً من التضاريس بتفاصيلها الدقيقة وليس انتهاء بالحكاية فحسب”. وعن تعرُّض النقد لعمله الإبداعي قال الحميري “ما أزال أخاف من كتابة القصة وأحب أن يتعرض أي عمل من أعمالي للنقد والملاحظة، لأنهما يسهمان في تطوير المستوى الفني للكتابة”. أما عن جنوحه إلى قَدْر من الرومانسية في عمله “تيجان البونسيانا”، قال الحميري “لا يزال القلب أخضر ومَنْ لا يحبّ من الرجال فهو ميِّت” مشيراً إلى أنه ما زال غير حداثي، على الرغم من أنه يكتب في سياق ما يعرف بالحداثة. ثم دار حوار مع علي الحميري، ختمه إسلام أبو شكير بالتأكيد على أن القاص الحميري “يمثّل بإخلاص الاتجاه التقليدي في كتابة القصة القصيرة الإماراتية، ولطالما تعرّض للنقد من جرّاء ذلك، ولطالما تمنينا أن يخرج من هذه العباءة، لكن استمراره يعني أن هذا من حقه، وهو مقتنع تماماً بما يقوم به من كتابة في هذا الاتجاه، فقدم فيه أسلوباً خاصاً بطبيعة القصة التي يكتبها، وتحديداً في “تيجان البونسيانا”. ثم قرأ علي الحميري القصتين “لست الآخر” و”النيويوركية” وهي اقتطاعة من “حكايا صغيرة”، وجاء فيها “كانت جميلة، نائفة الارتفاع، نزيهة النوايا، وكنت معجباً بشموخها وبإكليل بديع يعتلي هامتها، يبعث إشعاعاً مريحاً إلى كل الجهات، فلما زعموا أن ساحراً سيخفيها عن الأنظار شعرت بحسرة، ولكنني التففت كالآخرين حول التلفاز لمشاهدة الحدث. وجاء الساحر بطلاسمه وكل أدوات سحره، فطلسم على العيون وسلب الكثيرين نعمة البصيرة، غير أنه عجز عن أن يفعل ذلك مع الجميع. بقيت فئة من الناس تردد (ولا يفلح الساحر حيث أتى) فرأت ما لم يره الآخرون، رأت فرعون وملأه يختطفون جميلة نيويورك ويغرقونها في بحر الظلمات ثم يضعون مكانها واحدة أخرى لها إكليل مشابه في الهيئة، لكنه جبروتي الخلق، سوداوي المزاج، يرسل على الشرفاء حمماً من النابال والقنابل الذكية”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©