رضا سليم (دبي)
سادت ساحة كرة اليد حالة من الصمت أشبه بالصدمة بعد الانسحاب من بطولة العالم للرجال التي ستقام بالدوحة خلال الفترة من 15 يناير إلى الأول من فبراير 2015، خاصة أنه التأهل الأول والتاريخي في مسيرة اللعبة والتي انتظرته لسنوات طويلة كما أنه كان حلم هذا الجيل، الذي كان يريد أن يسجل اسمه في سجلات أول مشاركة مونديالية في تاريخ اللعبة إلا أن الأسباب التي خرج بها اتحاد اليد جاءت مقنعة ومتماشية مع الواقع، وفي مقدمتها الخوف من الهزائم الكبيرة والخروج بـ «فضيحة» يتحول بسببها حلم المونديال إلى كابوس.
ويأتي في مقدمة الأسباب أن المنتخب غير قادر على مشاركة مشرفة تليق باسم كرة اليد الإماراتية، وهو سبب رئيسي جاء نتيجة تراكمات كثيرة في مقدمتها عدم جاهزية المنتخب والإصابات والغيابات الكثيرة وعدم تفرغ اللاعبين، وأمور فنية كثيرة أدت إلى اتخاذ القرار الصعب.
وأكد ماجد سلطان نائب رئيس الاتحاد أن الاعتذار عن عدم المشاركة له أسباب كثيرة وقال: يهمنا في المقام الأول مصلحة اللعبة لأن مجلس الإدارة عندما حصل على ثقة الأندية سعى إلى تطوير اللعبة بجانب أن المجلس الحالي حقق المعادلة الصعبة بالتأهل التاريخي للمرة الأولى للمونديال عبر البطولة الآسيوية بالبحرين، وهو ما يعني أننا سعينا لتحقيق الحلم الكبير، الذي طال انتظاره لسنوات طويلة، وزاد: «جاء الاعتذار باتجاه معاكس لحلمنا وحلم هذا الجيل ولكن ظروف المنتخب لا تسمح له بالمشاركة وإذا كان المنتخب قد خسر كل مبارياته بالدور الأول في الألعاب الآسيوية فما بالنا ببطولة العالم للرجال التي يشارك فيها أفضل المنتخبات العالمية».
وأضاف: «الحلم لم ينته بعد وهناك طموحات كبيرة تنتظر أسرة كرة اليد، خاصة أن الاتحاد يجهز لأجيال جديدة ولن يتوقف التأهل للمونديال عند هذه المحطة، وسنعود بقوة والأهم أن نكون في جاهزية تامة».
وكشف عن أن الاتحاد خاطب الاتحادين الدولي والآسيوي للعبة بالاعتذار الرسمي عن عدم المشاركة في بطولة العالم، وقال: «ندرك أن هناك عقوبات سيتم توقيعها على الإمارات، ومهما كانت العقوبات، فالاعتذار أفضل في الوقت الحالي خاصة مع وجود قائمة طويلة من الإصابات والغيابات وعدم الجاهزية، وهو ما دفعنا للاعتذار عن بطولة الغردقة الدولية وإلغاء المباراة الودية أمام البحرين، وعدم جاهزية منتخبنا الدافع الأول للاعتذار».
وأكد نائب رئيس الاتحاد أن الأيام المقبلة ستشهد اجتماع مجلس الإدارة للوقوف على آخر المستجدات وبحث تعديل جدول المسابقة وإعادة الدوري إلى وضعه الطبيعي، مشيرا إلى أن التونسي منير بن حسن مدرب المنتخب مستمر في عقده لمدة عام، في الوقت الذي سندرس فيه كيفية التعامل مع الجهاز الفني للمنتخب خلال المرحلة المقبلة ورؤية المدرب، كما سيواصل منير بن حسن متابعاته للاعبي الدوري كما تم الاتفاق عليه.
وأوضح أن بطولة الإمارات الدولية الأولى لكرة اليد التي سيتم تنظيمها في يناير المقبل بالاتفاق مع إحدى الشركات وبالتعاون مع مجلس دبي الرياضي، لن يتم إلغاؤها رغم عدم مشاركة المنتخب في المونديال إلا أن الاتحاد يحرص على أن تقام البطولة سنويا وأجرينا اتصالات مع الشركة التي أكدت أن البطولة قائمة ولن تتأثر باعتذارنا عن المونديال.
وتطرق رئيس المكتب التنفيذي إلى تعديلات المسابقات وقال: «نحرص على الأندية من خلال تأجيل الدوري خلال فترة مونديال الدوحة حتى ولو لم نشارك فيه، نظرا لأن الأندية لديها محترفون أجانب يلعبون في صفوف منتخبات بلادهم، وبالتالي سيتركون أنديتهم للانضمام إلى منتخبات بلادهم وستعود بطولة كأس الإمارات من جديد بدل الدوري حتى نهاية البطولة».
وأوضح محمد حسن السويدي أمين عام الاتحاد أن الاتجاه المقبل في الاتحاد هو بناء فريق للمستقبل، وقال: عندما تم التعاقد مع منير بن حسن المدرب الحالي للمنتخب تم الاتفاق معه على بناء جيل جديد يحمل أحلام وطموحات كرة اليد الإماراتية، ولم يكن الاتفاق معه على المنتخب الأول فقط، والمدرب لديه خطط كثيرة سيتم مناقشتها معه، خاصة أن اللعبة بها حاليا جيل رائع يضم عددا من اللاعبين المميزين والقادرين على الظهور الجيد في البطولات المقبلة سواء على مستوى الخليج أو البطولة الآسيوية وسنعود من جديد للبحث عن بطاقة مونديالية في ظروف أفضل.
ونوه إلى أن الاتحاد سينتظر قرار الاتحاد الدولي للعبة، بشأن العقوبات ومن المنتظر أن تكون العقوبات مخففة، نظرا لأن الاتحاد الدولي يدرك سبب اعتذارنا بجانب أن العقوبات أفضل من الخروج بفضيحة من المونديال بسبب الهزائم الكبيرة، فالمنتخب يغيب عنه عدد من العناصر الأساسية بسبب ظروف مختلفة منها عيسى البناي لظروف خاصة وعبدالرحمن الزعابي ورحمة غالب وعيد السويدي الموقوف من قبل الهيئة، ولم يتبق غير مجموعة صغير من أصحاب الخبرة والصغار، ومن الصعب أن تشارك بهذا الشكل في بطولة عالمية حتى ولو كانت المرة الأولى في تاريخنا.
عدد اليوم
