سالم الشرهان (رأس الخيمة) - مع ختام منافسات الدور الأول بالمجموعة الثانية بالفجيرة، لنهائيات كأس العالم للناشئين تحت 17 سنة لكرة القدم «الإمارات 2013»، نجح منتخب أوروجواي في انتزاع صدارة المجموعة من إيطاليا، عندما تغلب عليه بهدفين مقابل هدف، في المباراة التي جمعتهما مساء أمس الأول، على صدارة المجموعة في رأس الخيمة، باستاد نادي الإمارات.
استحق منتخب أوروجواي قمة المجموعة عن جدارة، بفضل الأداء الهجومي القوي الذي قدمه اللاعبون في المباريات الثلاث في دوري المجموعات، حيث حقق الفريق فوزاً رائعاً، هو الأكبر حتى الآن في البطولة، قوامه بسبعة أهداف على نيوزيلندا، والتعادل مع كوت ديفوار، والحق الهزيمة الأولى
بـ «الأزرق» الذي كان متصدراً حتى قبل مباراة أمس الأول، في الجولة الثالثة، ليجمع خلالها 7 نقاط، وبمجموع 10 أهداف في ثلاث مباريات.
كان واضحاً إصرار لاعبي أوروجواي على الفوز أمام «الآزوري» منذ بداية المباراة التي لم تنقصها الندية والإثارة، وبالرغم من أن التعادل يضمن لهم التأهل كثاني المجموعة، إلا أن ثقة مدرب فابين ماتشادو بلاعبيه في أن مستواهم الفني يؤهلهم لصدارة المجموعة، كانت كبيرة، وهذا ما أعلن عنه في المؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة، حيث قال «نحن نسعى لصدارة المجموعة، بالفوز على منتخب إيطاليا وليس فقط التأهل إلى الدور الثاني»، وهذا ما تحقق بعد أن حول تأخره بهدف في الدقيقة العاشرة إلى انتصار مستحق أداءً ونتيجة.
وأثبت أوروجواي أنه أفضل فرق المجموعة الثانية، وأنه من المنتخبات التي تستطيع الذهاب بعيداً، في هذا المونديال العالمي، وربما المنافسة على لقب البطولة في النسخة الـ 15، بفضل الأسلوب الهجومي الذي يتبعه حتى الآن، في جميع مواجهاته، باستثناء مباراة كوت ديفوار التي كاد أن يتكبد الخسارة الأولى له في البطولة، بعد تأخره بهدف حتى الدقائق الأخيرة من المواجهة التي جاء معها هدف التعادل الذي يعد أشبه بهدف الفوز، كما أنه يمتلك نوعية من اللاعبين المتميزين القادرين على صناعة الفارق في أي لحظة، أبرزهم المهاجم فرانكو أكوستا الذي يعتبر أيقونة المنتخب الأوروجوياني وأحد أفضل ما قدمته البطولة حتى الآن.
وصول الأوروجواي إلى الدور الـ16 لم يشكل مفاجأة، حيث يعد من المنتخبات المرشحة مسبقاً للتأهل عن هذه المجموعة، عطفاً لما حققه الفريق في البطولة القارية لأميركا الجنوبية، وتسجيله الحضور القوي في البطولات العالمية السابقة، كما أن الكرة الهجومية الجميلة التي يقدمها الفريق، بالإضافة إلى منتخب البرازيل، يعتبر من المنتخبات القليلة التي تمتع الجماهير بأدائها الهجومي في كأس العالم للناشئين، فهو قادر على التسجيل في مرمى الخصم في أي لحظة.
ويعود الفضل في تأهل إيطاليا من المجموعة الثانية إلى النتيجة الإيجابية التي خرجت بها في أولى مبارياتها أمام كوت ديفوار، حيث استطاع الفريق الفوز بهدف «يتيم» دون أن يقدم المستوى الذي كان متوقعاً من منتخب قوي مثل المنتخب الإيطالي، وهو السيناريو الذي تكرر في ثاني المواجهات أمام نيوزيلندا، ليضمن «الطليان» الوصول من الجولة الثانية، في ظل تعادل الأوروجواي وكوت ديفوار أبرز المنافسين لانتزاع بطاقتي التأهل عن المجموعة الثانية.
وبالرغم من تأهل «الطليان» إلا أن أداءهم خلال مشوار دوري المجموعات، لم يقنع جماهيره والمتابعين، ولا حتى مدربهم دانييلي زوراتو الذي قال في المؤتمر الصحفي بعد نهاية مباراة أوروجواي لست راضياً عن المستوى الفني الذي ظهر عليه المنتخب الإيطالي في البطولة حتى الآن، وكمدير فني للمنتخب أطمح لمستوى أقوى مما قدمه المنتخب حتى الآن».
ينتظر المدرب دانييلي الكثير لرفع مستوى الثقة في لاعبيه وتهيئتهم جيداً للدور الثاني، حيث يواجه الفريق أحد منتخبات النخبة التي استطاعت التأهل بالإضافة إلى أن التعويض في ربع نهائي البطولة لا يمكن في ظل خروج المغلوب، كما يجب على المدرب زيادة الفاعلية الهجومية والتحرر من الأسلوب الدفاعي الذي يتبعه.
وعبر مدرب منتخب ايطاليا للناشئين زوراتو عن حزنه للخسارة من الأوروجواي، وفقدانه صدارة المجموعة الثانية، وقال في مؤتمر صحفي بعد المباراة إن فريقه استحق التعادل كنتيجة منطقية، وفي ذات الوقت أشاد بمنتخب الأوروجواي وقوته الهجومية.
وعن الفريق الذي يتمنى ان يلاقيه في دور الـ 16 للبطولة، قال مدرب إيطاليا: «أفضل لقاء أحد المنتخبات الأوروبية، لقرب المستوى الفني، فضلاً عن أني أملك فكرة كاملة عنهم، وقابلت الكثير منهم، وتفوقت عليهم بينما المنتخبات الأخرى من الأميركيتين أو آسيا وأفريقيا قد تكون غامضة».
وأضاف: «يستحق الأوروجواي الفوز على العكس من فريقي الذي لم يكن بالمستوى المطلوب الذي ظهر به في المباراتين السابقتين أمام نيوزيلندا وكوت ديفوار».
وتابع: «تمنيت أن يكون منتخب إيطاليا بالمركز الأول بنهاية دور المجموعات، ولكن لم نتمكن من ذلك.
في المقابل، قال مدرب منتخب الأوروجواي ماتشادو إن منتخب بلاده نجح في تقديم المستوى الفني المطلوب في جميع مبارياته في كأس العالم للناشئين قياساً بإمكاناته الفنية المعروفة، وأن لاعبيه تمكنوا من استعادة الروح العالية التي يتمتعون بها، وقادتهم للفوز على إيطاليا، وتابع: «أشعر بالفرحة الغامرة والسعادة من الأداء الرائع والجميل في المباراة واللعب الرجولي للاعبي المنتخب الناشئين وكانوا فعلاً في يومهم لأنهم نفذوا كل التعليمات التي أردتها منهم».
وأشاد ماتشادو بإمكانات منافسه الإيطالي ووصفه بأنه فريق يستحق الاحترام، وعن المنتخب الذي يتمنى أن يلاعبه في الدور التالي أكد بانه لا يبالي كثيراً بذلك فهو جاهز لمنافسة كل المنتخبات.
عدد اليوم
