محمد حامد (دبي)
لغز دورتموند أصاب أووربا بالحيرة، فهو يتصدر مجموعته في دوري أبطال أوروبا بالعلامة الكاملة، وتأهل إلى دور الـ16، لكنه يقبع في المركز الأخير بالبوندسليجا، بل يقترب من فقدان الأمل مبكراً جداً في مركز متقدم يتيح له العودة الموسم المقبل إلى أجواء المنافسة القارية، ويحتاج دورتموند إلى حوالي 50 نقطة على الأقل من مبارياته الـ24 المتبقية في الدوري، لكي يضمن مكاناً في النسخة المقبلة من دوري الأبطال، أي أنه يتعين عليه الحصول على نقطتين كمتوسط من كل مباراة حتى نهاية الموسم.
ماذا يحدث لبوروسيا دورتموند ؟ فالفريق الذي كان بطلاً للبوندسليجا في عامي 2011 و2012، ووصيفاً للبطل الموسمين الماضيين، يستقر حالياً في المرتبة الأخيرة من حيث عدد النقاط مشاركة مع فيردر بريمن، ولكل منهما 7 نقاط من 10 جولات، حيث تشير الإحصائيات إلى أن الفريق الأصفر، والذي يلتقي اليوم بمعقله في سيجنال إيدونا بارك مع مونشنجلادباخ، تعرض لـ7 خسائر في 10 مباريات. الأسباب التي أدت إلى الوضعية الحالية للفريق يمكن حصرها في:
01
أسلوب معروف
السبب الرئيسي في تراجع دورتموند محلياً إلى حد الاستقرار في القاع، والتقدم أوروبياً بصدارة مجموعته يعود إلى أن طريقته في الأداء أصبحت معروفة على المستوى المحلي، حيث تعتمد الأندية التي تواجه الفريق الأصفر في البوندسليجا على خيار الدفاع أمامه، وعدم منحه فرصة لشن هجمات مرتدة خاطفة مؤثرة، وهي الطريقة التي تحقق له النجاح أوروبياً، ومع حدوث بعض الأخطاء الدفاعية الواضحة تتمكن أندية الدوري الألماني من التسجيل في شباك دورتموند، وهي في الوقت ذاته تعتمد على طريقة دفاعية لمنعه من التسجيل، فكانت المحصلة تعرضه للهزيمة في 7 مباريات من أصل 10 مواجهات. وفي المقابل، يأتي تألق دورتموند على مستوى النتائج في دوري الأبطال، لنفس السبب التكتيكي، حيث تقوم الأندية المنافسة بمهاجمته، مما يتيح له شن هجمات مرتدة يحقق بها الفوز، وهذا ما حدث أمام أرسنال، وكذلك جالطة سراي التركي، الذي تعرض للهزيمة برباعية ذهاباً، ومثلها إياباً ليدخل مرماه 8 أهداف، لتخليه عن الدفاع المنظم، ومنح الفريق الألماني الفرصة لشن مرتدات قاتلة.
02
أخطاء دفاعية
تسببت الأخطاء الدفاعية الكارثية في تراجع دورتموند اللافت على المستوى المحلي، حيث يواجه سوبوتيتش صعوبات بالغة في الوصول إلى أفضل مستوياته منذ العودة من الإصابة، وكذلك يحتاج المدافع الشاب ماتياس جينتر، البالغ 20 عاماً إلى بعض الوقت لاكتساب الخبرات اللازمة، فقد انتقل الصيف الماضي إلى صفوف الفريق الأصفر قادماً من فرايبورج، ويعاني اللاعب الشاب من ضغوط كبيرة، وخاصة في المباريات التي تحظى باهتمام جماهيري، مما يجعله يرتكب بعض الأخطاء المؤثرة.
وبعيداً عن الأخطاء الدفاعية كان الفريق الألماني قد تعرض لموجة من الإصابات المؤثرة، التي أدت إلى تراجع النتائج، ومن المعروف أن بطولات الدوري تعتمد على سياسة «النفس الطويل»، وقوة دكة البدلاء.
03رحيل النجوم
قد يبدو المشهد متناقضاً نوعاً ما، في حال الحديث عن أسباب أدت إلى التراجع محلياً، لكنها لم تكن حاضرة قارياً، ولكن رحيل النجوم كان تأثيره كبيراً في البوندسليجا أكثر منه في دوري الأبطال، خاصة في الناحية الهجومية التي تأثرت بشدة، وهو ما يتضح في عدد الأهداف، التي سجلها الفريق في 7 جولات، والتي لم تتجاوز 11 هدفاً.
فقد غادر صفوف دورتموند روبرت ليفاندوفسكي «الهداف الأفضل» على مدى السنوات الماضية، وكذلك ماريو جوتزه صاحب المهارات الخاصة على مستوى صناعة الأهداف وتسجيلها، ويبدو أن ماركو ريوس هو النجم القادم، الذي سيغادر قلعة دورتموند استجابة لإغراءات الأندية الكبيرة، وعلى رأسها البايرن، الذي يلعب دور «مصاص الدماء»، حيث لا يترك نجماً كبيراً في صفوف منافسه المحلي إلا، وحصل على خدماته.
ويمكن القول إن يورجن كلوب المدير الفني لدورتموند يدخل هو الآخر قائمة النجوم الذين يتعرضون لإغراءات كبيرة من الأندية الأوروبية، فقد تردد اسمه لخلافة جوزيه مورينيو في تدريب الريال، قبل قدوم كارلو أنشيلوتي، كما أن استطلاعات الرأي في الصحف الكتالونية أشارت في أوقات سابقة إلى أن أنصار البارسا كانوا يرغبون في تعيينه على رأس الجهاز الفني للفريق الكتالوني، فضلاً عن ترشحه لتدريب اليونايتد قبل وبعد رحل دافيد مويز.
وتشير آخر التطورات إلى أن أرسنال يخطط للحصول على خدماته خلفاً لمدربه الفرنسي أرسين فينج.
عدد اليوم
