الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أرونا ديندان:ينقصني شيء ما لأصبح مهاجماً كبـيراً

أرونا ديندان:ينقصني شيء ما لأصبح مهاجماً كبـيراً
22 فبراير 2007 00:29
إعداد - أنور إبراهيم: هو معبود الجماهير في كوت ديفوار وأيضاً في ناديه الفرنسي لانس الذي ينافس من بداية الموسم على حجز مكان له في دوري الأبطال الأوروبي حيث يحتل المركز الثاني في الدوري الفرنسي منفردا وهو ما يعطيه الحق في اللعب اوروبياً في الموسم الجديد· هو أرونا ديندان فتى كوت ديفوار المدلل والذي يلعب دوراً مؤثراً في نتائج لانس في الدوري بأهدافه الجميلة وتمريراته القاتلة وعشقه للعب الجماعي، وهو ينافس ايضا على لقب هداف الدوري الفرنسي حيث سجل 9 أهداف حتى الأسبوع 24 وان كان اللاعب سافيدان هداف والينسيين قد تفوق عليه عندما سجل اربعة اهداف دفعة واحدة في مباراة واحدة في الاسبوع 24 ليرفع رصيده الى 13 هدفا، ومع ذلك فمازالت فرصة ديندان قائمة للمنافسة على اللقب· وأرونا ديندان استطاع ان تكون له بصمة مع ناديه لانس واصبحت له شعبية كبيرة في فرنسا·· وهو مراوغ ممتاز وهداف حقيقي، ولولا اصابته في بداية الموسم لكان يتصدر الآن قائمة الهدافين·· ولا يقل ديندان شهرة في بلاده عن ديدييه دروجبا نجم وهداف تشيلسي، بل يؤكد كثيرون انه الأكثر شعبية هناك·· وتقول مجلة ''فرانس فوتبول'' - نقلا عن مدربه في لانس - في كوت ديفوار أرونا هو النجم وتقول ايضا نقلا عن هنري ميشيل الذي سبق له تدريب المنتخب الايفواري في الفترة من مارس 2004 الى يونيو ،2006 انه صبي البلاد المدلل والناس تعشقه لأنه رمز للنجاح على الطريقة الافريقية فضلا عن أدبه ولطفه وابتسامته الدائمة· ويؤكد ديندان بكل تواضع ان لعبه في أوروبا أظهر بعض أوجه القصور في أدائه ويعلق على ذلك بقوله: مازال ينقصني شيء ما لكي أصبح مهاجما كبيرا· ولكن وكيل اعماله سيرج تريمبون يؤكد انه متواضع جدا وانه طلب منه ألا يغالي في تواضعه وان يتحدث عن نفسه باقتناع وايمان وفخر، ويضيف وكيل أعماله قائلا: يكفي انه عندما كان يلعب في اندرلخت البلجيكي استقبله ملك بلجيكا ومنحه جائزة الحذاء الذهبي· مقارنة والمقارنة بين أرونا ديندان وديدييه دروجبا تصب في صالح هذا الأخير لأنه يتفوق عليه في مسألة العلاقات العامة والانفتاح على الآخرين·· فدروجبا يعرف كيف يبيع نفسه ويسوقها وكيف يتعامل مع شبكات الاذاعة والتلفزيون والصحافة وعندما تأتي شبكة تلفزيونية الى كوت ديفوار لعمل ''ريبورتاج'' حول منتخب الأفيال، فإن دروجبا يعرف كيف يقف امام الكاميرا ويتحدث بطلاقة في التكتيك وخطة اللعب، اما أرونا فيصمت تماما! ومحاولة الوقيعة بين هذين النجمين تعتبر مستحيلة لأن كل منهما يقدر الآخر تماما ومن الصعب ان يتفوه احدهما بكلمة تسيء إلى الآخر، وفي المنتخب يتمتع الاثنان بالبريق نفسه، ومع ذلك فمشوارهما يحمل الكثير من القيم المختلفة بل والمتعارضة تقريبا·· فقد غادر دروجبا كوت ديفوار وهو في الرابعة من عمره مع عمه ميشيل جوبا الذي كان لاعب كرة قدم محترف وقتها، وفي نفس السن كان أرونا ديندان يجري ويلعب في حي آجاميه بأبيدجان عاصمة كوت ديفوار، وتقول المجلة: اذا شئنا الدقة فعلينا ان نقول ان ديندان هو الايفواري، ودروجبا هو الأوروبي·· وجمهور ابيدجان اختار رجله· خريج الأكاديمية وأرونا ديندان خريج أكاديمية ابيدجان·· وهي الأكاديمية الملحقة بنادي اسيك ميموزاس (الأرض المباركة) التي تخرج منها الكثيرون من نجوم كوت ديفوار على عبر تاريخها·· وكان ديندان قد دخل هذه الأكاديمية وهو في الرابعة عشرة من عمره، وعن هذه الفترة يقول: كان الالتحاق بالأكاديمية حلما يتمناه أي عاشق لكرة·· لقد أمضيت فيها افضل سنوات عمري، كنا اسرة حقيقية وكنا نذهب الى المدرسة لكي نفهم الحياة بشكل افضل وهناك ترسخت في أذهاننا معاني الاحترام والعمل· ويضيف أرونا معلقاً: لم أكن أتصور ان ذلك سيجعلني احترف في الخارج·· لم أكن أصدق ذلك على الاطلاق·· بصراحة اكثر لم يكن يدور بخلدي أو خيالي ان لدي القدرة والمؤهلات التي تساعدني لكي أكون لاعباً محترفا في أوروبا· ويستطرد أرونا في كلامه للمجلة قائلا: لم تكن اوروبا بالنسبة لي فكرة متسلطة على رأسي ابدا فلقد كنت في حالة جيدة في بيتي بأبيدجان على الرغم من الفقر وكان عندي دستة اخوة واخوات ولم يحاول أي منهم ان يجرب هذه المغامرة بالسفر الى اوروبا، فلم يكن ذلك من ثقافتنا ولم أكن اعرف احدا يعيش في اوروبا ولهذا كنت اتصور ان الأمر لا يمكن بلوغه· اما عن كيفية انتقال ارونا للعب في اوروبا وتحديدا بلجيكا، فيقول وكيل أعماله: في كأس السوبر الافريقية عام 1999 امام الترجي التونسي، لعب ديندان مع فريق اسيلو وسجل ثم سافر مع المنتخب الأولمبي الايفواري الى فرنسا للمشاركة في دورة طولون·· ويضيف وكيل اعماله قائلا: وقتها كنت اعمل في اندرلخت حيث ارسل لهم ارونا شريط فيديو لاحدى مبارياته فتم التعاقد معه فورا، وتمت المفاوضات بالفاكس، ووقع ارونا عقده مع اندرلخت حتى من دون ان تطأ قدمه ارض بلجيكا·· وقد دفع مسؤولو النادي البلجيكي تسعة ملايين فرنك (1,4 مليون يورو) لمجرد مشاهدتهم شريط فيديو عليه مباراة واحدة لهذا اللاعب الذي لم يسبق لهم مشاهدته على الطبيعة، والطريف ان مسؤولي اندرلخت اكتشفوا ان ديندان اصيب في كعبه خلال هذه المباراة· وبانتقال ديندان للعب في صفوف اندرلخت، لم يكن يمر عليه يوم إلا وشعر بشيء ما غير لطيف في نظرة الناس·· احتقار احيانا وعدم ثقة وخوف في احيان اخرى·· ولم يطق مثل هذه المعايير المحلية في المعاملة·· فبلجيكا كلها لا تصفق إلا لفاعلية وكفاءة هذا الايفواري واهدافه، ولكنها ترفض كل ما عدا ذلك من مراوغة واستعراض مهارات غير مجدٍ أو مفيد، ويتذكر ديندان هذه الفترة فيقول: كنت أعتقد احيانا انهم لا يفهمون لعبي·· وهكذا كنت هدفا لصفافير الاستهجان من الجماهير في أوقات كثيرة·· ولكن وكيل اعماله يقول: على الرغم من كل ذلك كان أرونا هو نجم الدوري البلجيكي بلا منازع وحتى وان كان الجمهور غير متسامح معه على طول الخط·· واضاف: انه قادر على القيام بلمحات مهارية غير عادية ولا يقدر عليها أي أحد آخر· شهادة دروجبا وهذا الثناء والمديح من جانب وكيل اعمال أرونا ديندان، يؤكده أيضاً النجم الايفواري ديدييه دروجبا فيقول: انه قادر على أن يأتي بثلاث حركات مهارية في اقل من نصف ثانية·· ويفرض نفسه بقوة مع منتخب بلاده وهو من الذكاء بحيث يفضل اللعب الجماعي على اللعب الفردي ويساهم في تسجيل الأهداف اكثر من قيامه هو بالتسجيل بنفسه·· ويضيف دروجبا: ارونا صاحب اسلوب خاص به وحده وهو موهوب فنيا بدرجة لم أرها عند أحد غيره ويبدو انه تعلم الكثير في أكاديمية اسيك ابيدجان، ويستطيع ان يراوغ اثنين أو ثلاثة في مساحة خطوة واحدة وهنا تكمن قوته، ولكنه ينقصه تحسين لعبه بالقدم اليسرى، وان يحقق حلمه بإجادة تسديد الضربات الحرة المباشرة مثل البرازيلي جونينيو نجم ليون الفرنسي· وأرونا لا يحب الحديث كثيرا عن كونه تصدر قائمة هدافي الدوري الفرنسي لفترة طويلة هذا الموسم بالتساوي مع المهاجم بانجورا لاعب فريق لومان، بل يعترف ايضا بأنه لا يستمتع برؤية اهدافه مرة اخرى في التلفزيون ويعلق على ذلك بقوله: لا أحب ان اشاهد نفسي أو حتى الحديث كثيرا عن شخصي، كما يعترف ديندان بأن الشيء الوحيد الذي لم يتعلمه هو اللجوء الى العنف والخشونة فهو لا يجيد ذلك لأنه ليس عدوانيا في اللعب على الرغم من أن ذلك قد يكون مطلوبا في كرة القدم احـــــــيانا، ولهذا يقول: ينــــبغي ان اكون شرسا بعض الشيء· وكانت وفاة ابنته رئيسا في شهر يناير من العام الماضي 2006 إبان كأس الأمم الافريقية التي استضافتها مصر، سبباً في سوء مستواه وقتها وعدم ظهوره بالشكل اللائق، ويسترجع ارونا هذه الذكرى الأليمة ويقول: لقد كان الأمر صعباً جدا على نفسي بل ورهيبا وسبب لي ألماً شديداً فلم أكن اتناول طعامي ولا أنام وكنت افكر فيها كل لحظة ولكن لحسن الحظ ساعدتني الكرة على الخروج من حالة الحزن فداخل المستطيل الأخضر انسى كل شيء وكانت فترة لعبي هي الوقت الوحيد للراحة بالنسبة لي· ولأن أرونا ديندان شفي تماما من اصابته القديمة فإنه يواصل تألقه مع ناديه لانس، ويواصل أيضاً سعيه في المنافسة على لقب هداف الدوري ولاســــــيما أنه مازال هناك أسابيع عدة على نهاية الدوري الفرنسي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©