الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كاتب جريء.. قارئ جريء

12 مارس 2016 00:45
الجرأة مفردة محيرة في كل استخداماتها لكنها عندما ترتبط بالكتابة والأدب يجد الإنسان نفسه أكثر حيرة وهو يحاول الاقتناع بها. تتصور أن الكُتّاب أنفسهم لا يمكنهم تفسيرها أو توظيفها كمفهوم حينما يتعلق الأمر باستخدام هذه المفردة أو هذا المصطلح المربك. غير أن مصطلح الجرأة ربما يكون قد ارتبط بممارساتك كقارئ من باب الفضول، فأنت تذكر تلك المرات التي حملك فيها الفضول إلى شراء كتاب أو استعارته أو البحث عنه في كل مكان، لأنك سمعت أنه عمل جريء لكاتب جريء، فلم تكذب خبراً، وكانت هذه المفردة كالمغناطيس الذي شدك إلى كتاب فلان «وهو قراءة لا ينبغي أن تفوتها». تعودت كغيرك في البداية على قراءة كتب تطرح موضوعات خارجة على المألوف، وكان يقال إنها كتب جريئة في الأدب والسياسة والدين والفلسفة وما دأب الناس على قراءته في ذلك الزمان. كان الفضول، واستمر ولا تزال المفردة كما هي لا تجد لها تفسيراً، وأصبحت تطلق على أشياء كثيرة، وكتابات كثيرة، وأنواع كثيرة من الإبداع الأدبي تنتثر شرقاً وغرباً حتى اختلط الحابل بالنابل. إذا كنت تريد الجرأة في الأدب فاقرأ كتاباً يتحدث عن المحظور، الجنس، المرأة، وإثارة العواطف ودغدغة المشاعر وهلم جرا! إبداع المرأة صار المطلوب منه أن يطرح تجارب جريئة اجتماعياً وأخلاقياً ليجذب عدداً أكبر من القراء، ويحكم عليه القارئ بهذه المفردة أدب جريء! ما يكتبه الرجل عن المرأة وما يبحث في مناطق مظلمة تخفى على الآخرين في حياتها يلقي عليه الضوء ليكون محسوباً على هذه المفردة. كتابات كثيرة تقرأها عبوراً من بوابة الفضول، فتكتشف أنها لا تقنعك بأنها جريئة، وأخرى قليلة تجد أنها مقنعة لكتاب وكاتبات ربما ترسخ لديهم المفهوم أكثر من غيرهم، والمتبقي مسايرة للموضة.. ولأننا في زمن يتطلب الهرولة والتقليد، بينما أنت كقارئ لا تزال المفردة محيرة بالنسبة لكـ وربما أكثر مما سبق، وبخاصة أن لا شيء يجذبك إلى هذه الكتابة غير الفضول. تبحث عن شيء آخر غير الفضول يعزز تجربتك كقارئ؛ كأن تكون الجرأة في الكتابة في أن تُناقش موضوعات لها علاقة بما يعني أن يكون الفرد منا إنساناً، أن يأخذك الكاتب إلى منطقة ما وراء السهل، وأن يتجاوز ذلك المفهوم العادي للمفردة الذي لا يجسد الحياة إلا بمفهومها المعجمي، تريد أن تكون قارئاً جريئاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©