الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ذياب العسيري يسعى لنشر ثقافة «الآيكيدو» بين طلبة المدارس والمعاقين والشباب

ذياب العسيري يسعى لنشر ثقافة «الآيكيدو» بين طلبة المدارس والمعاقين والشباب
27 يناير 2011 19:55
استمتع جمهور أبوظبي الأسبوع الماضي بمشاهدة عرض خاص لرياضة “الآيكيدو” القتالية، أدّاه المدرب الإماراتي ذياب العسيري، بهدف نشر ثقافة هذه الرياضة، التي تعتمد أسلوب الدفاع عن النفس، مع عدم إيذاء الخصم. وقد حثّ العسيري من خلال عروضه، الشباب على تعلّم هذه الرياضة، التي تمنح صاحبها العديد من المهارات الجسدية، بالإضافة إلى فضائلها الذهنية، وعلى رأسها ضبط النفس والسيطرة على الأعصاب في المواقف، التي تضطر الإنسان إلى فعل العكس. (أبوظبي) - برعاية الشيخ ذياب بن طحنون بن محمد آل نهيان ومحمد بن ثعلوب الدرعي رئيس اتحاد المصارعة والجودو والجو جيتسو، قدّم ذياب العسيري، أول مدرب إماراتي لرياضة “الآيكيدو”، عرضاً خاصاً بهذه الرياضة أمام حشد من الجمهور في مركز الخالدية التجاري، على رأسهم السفير الياباني لدى الإمارات، والذي حضر خصيصاً من أجل دعم وتشجيع نشر ثقافة “الآيكيدو” في المجتمع الإماراتي، لا سيما بين جيل الشباب. وعبّر العسيري في لقاء أجرته معه “الاتحاد” عقب انتهاء العرض، عن سعادته بنجاحه، حيث تمكن من استقطاب جمهور عريض، سواء من محبي هذه الرياضة أو من أولئك الذين يشاهدونها للمرة الأولى، إذ لفت أنظارهم إلى هذه الرياضة القتالية، مشيراً إلى أن “الآيكيدو”، وهي رياضة يابانية، تندرج تحت مسمى الرياضات القتالية مثل “الجودو” و”الكاراتيه” و”التايكواندو”، لكنها تعتمد سياسة الدفاع عن النفس فقط من خلال الضغط على مفاصل الخصم واللف والدوران دون إيذاء الخصم، الأمر الذي يفسر عدم إقامة بطولات خاصة بها كبقية الرياضات القتالية الأخرى، وإنما يقتصر دورها على إقامة عروض أمام الجماهير لنشر أهدافها وثقافتها. معاقون وأحداث وأوضح العسيري، أنه يقوم بعمل عروض جماهيرية مستمرة في المراكز التجارية لنشر ثقافة رياضة “الآيكيدو” في الإمارات، حيث قام بعمل عرض في مركز مزيد في نهاية 2010، ثم استقبل عام 2011 بعرض آخر في مركز الخالدية، وسوف يشهد الشهر القادم عرضاً آخر في مركز المارينا، مشيراً إلى أنه يقوم بتدريب أعداد كبيرة من الشباب والفتيات، ولديه متدربون من المعاقين. إلى ذلك، أضاف العسيري أنه قد أدخل رياضة “الآيكيدو” إلى برامج الأندية الصيفية في الدولة من خلال “صيفنا مميز”، وأنه أول من درب الصم والبكم على هذه الرياضة، كما قدم فكرة لتدريب الأحداث في السجون وتطوع لتدريبهم بنفسه، والموضوع قيد الدراسة حالياً، لافتاً إلى أهمية تعلّم الرياضة بين الشباب، لا سيما أنها تحمل قيماً معنوية عظيمة، حيث تدعو إلى ضبط النفس والسيطرة على الأعصاب بطريقة فنية تظهر القوة والردّ على هجوم الآخرين من دون إيذاء، كما أنها تجعل ممارسها أكثر تهذيباً. وحول تقنيات هذه الرياضة، أشار العسيري إلى أنها تقوم على التأسيس، والإكثار من التمارين والتدريبات قبل المواجهة، أما خلالها فتتمثل في الضغط على مفاصل الخصم واللف والدوران، وإخلال توازنه لتسهل عملية السيطرة عليه، مع عدم المبالغة في هدر الطاقة بالنسبة للاعب، وإن كان المهاجم مسلحاً نرى اللاعب في غايه الهدوء والتركيز. وقال السنسي ذياب العسيري، الحائز الحزام الأسود من الاتحاد الدولي لرياضة “الآيكيدو”، والمدرب، الذي يدير شؤون هذه الرياضة في أبوظبي، عبر الاتحاد، إن رياضة “الآيكيدو” تعتبر رياضة تراثية في اليابان، ويمنح مدربها لقب “السنسي” ويعني الأستاذ، أما لباسها فيسمى “الهاكاما”، وهو اللباس الياباني القديم، ويتمثل في جزء علوي أبيض وسفلي أبيض وحزام، وعند الوصول إلى مستويات عالية يضاف للباس الجزء الأسود. «السنسي» ذياب وأوضح العسيري إلى أنه يقدّم الرياضة حسب الطريقة اليابانية الأصلية، حيث يستخدم الكلمات اليابانية، والتي يردّدها طلابه معه، لافتاً إلى أن هنالك بعض الطقوس، التي يستثنيها من هذه الرياضة، والتي تتنافى مع التعاليم الإسلامية، كالسجود مثلاً، وهو أمر تفهمه اليابانيون جيدا. مضيفاً أن عروضه لاقت استحسان اليابانيين في الدولة، لا سيما السفارة اليابانية في الإمارات، حيث حضر السفير الياباني نفسه العروض الخاصة بهذه الرياضة، كما دعته السفارة اليابانية لتقديم عرض خاص “بالآيكيدو”، في اليوم الوطني لليابان، إلى ذلك فقد تلقى العسيري رسالة تهنئة واعتماد من قبل مسؤولي الصالة الرئيسية للاتحاد الدولي الياباني لرياضة “الآيكيدو” بطوكيو، بالإضافة إلى جواز دائم لدخول الصالة الأصلية لفن “الآيكيدو - الأيكيكاي”، ليصبح بذلك الممثل الرسمي المعتمد من طرف الاتحاد الياباني في اللعبة في الإمارات، وتصبح معه صالة الآيكيدو بأبوظبي دوجو الايكيكاي وهي جزء من مرافق الاتحاد. ثقة بالنفس أشار العسيري إلى أن هذه الرياضة مفيدة للأطفال والشباب ولكل من يمارسها، حيث تنمي لديهم مهارات متعددة بدنية وذهنية من أهمها التركيز وعدم العنف، مضيفاً أن لديه أحد الطلاب، الذين يمارسون هذه الرياضة وهو مصاب بمرض التوحد، وقد كان الطالب انطوائياً ومنعزلاً عن الآخرين، لكنه بعد تعلّمها والحصول على الحزام الأصفر تغيّر بصورة ملحوظة، فأصبح نطقه أفضل، بعد أن كان يعاني التأتأة في الكلام، وازدادت ثقته بنفسه. شعبية كبيرة يحظى العسيري بشعبية كبيرة بين طلابه، الذين حضر بعضهم للمشاركة في العرض، وبعضهم الآخر لمشاهدتها، وبمجرد انتهاء العرض تقدم العديد من الطلاب والحضور لكي يحظوا بفرصة للسلام على المدرب العسيري أو التحدث معه، ما يظهر مدى شعبيته لديهم، والتي يفسرها العسيري بأنها ناجمة عن محاولته إظهار الجوانب الإيجابية فيهم من خلال رياضة “الآيكيدو”. 5 أبناء لذياب العسيري خمسة أبناء، ولدان وثلاث بنات، جميعهم يجيدون رياضة “الآيكيدو” القتالية، ويشارك ولداه، خالد وسيف، في العروض الخاصة بهذا الرياضة أمام الجمهور، وقد حصل خالد (15 عاماً) على الحزام البرتقالي، وهو المرحلة الثالثة من مراحل الأحزمة في هذه الرياضة، حيث يمارس “الآيكيدو” بمعدل مرتين في الأسبوع، أما شقيقه سيف (10 سنوات) فهو يمارس “الآيكيدو” منذ أكثر من 4 سنوات، وقد ساهم في نشرها بين أقرانه في المدرسة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©