الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اكتمال ركب المتنافسين الـ15 و «فرصة الثلج» تؤهل نجاح العرسان إلى المرحلة ما قبل الأخيرة

اكتمال ركب المتنافسين الـ15 و «فرصة الثلج» تؤهل نجاح العرسان إلى المرحلة ما قبل الأخيرة
27 يناير 2011 19:55
كانت ليلة أمس الأول “استثنائية” في شاطئ الراحة بأبوظبي، والمنافسة على أشدها بين المتبارين الخمسة في المرحلة الثانية من مسابقة “أمير الشعراء”، التي تنظمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، فاللقاء الذي جمعهم؛ لم تغنِ فيه أعجاز البيوت في التمثيل عن الصدور، ليس لضعفٍ أصابها، إنما للتكامل الذي جاء في الأشطر، فصدور الأبيات اتسعت، وحملت الأعجاز عذب القوافي. أبوظبي (الاتحاد) - اكتمل عدد الشعراء الـ15 الذين تأهلوا إلى المرحلة الثانية من مسابقة “أمير الشعراء”، فنقلت قناة أبوظبي الأولى خبر انضمام قاسم الشمري من العراق، وعلا برقاوي من فلسطين إلى قافلة المتنافسين، إذ حصل الشمري على النسبة الأعلى من الأصوات، وصلت إلى 80%، في حين استقبلت برقاوي تأهلها بكثير من الفرح، وذلك بحصولها على 37%، أما الشاعر الموريتاني الشيخ التيجاني شغالي فخرج من صفوف المتنافسين بعد حصوله على 36%. وفي حلقة أمس الأول، أعلن الفنان باسم ياخور تأهّل نجاح العرسان إلى مرحلة متقدمة من المسابقة، بحصوله على 41% من درجات لجنة التحكيم. أما نتائج تصويت موقع “أمير الشعراء” الإلكتروني فجاءت كالتالي: محمد أبو نصيرة 54%، والزبير دردوخ 19%، ونجاح العرسان 10%، وعلي النحوي 10%، وعبدالعزيز الزراعي 7%. وفي حين منح جمهور المسرح تصويته الأعلى لأبو نصيرة بنسبة وصلت إلى 43%، وجاء ثانياً العرسان بنسبة 28%، وحل ثالثاً الزراعي 15%، أما المركز الرابع فاحتله الزبير بنسبة 9%، وحل أخيرا النحوي بنسبة 5%. عشق متكلف استقبل ياخور المتنافسين الخمسة في أولى حلقات المرحلة الثانية على منصة مسرح “شاطئ الراحة”، وهم: الزبير دردوخ من الجزائر، وعبدالعزيز الزراعي من اليمن، وعلي النحوي من السعودية، ومحمد أبونصيرة من فلسطين، ونجاح العرسان من العراق، بحضور أعضاء لجنة التحكيم: د. صلاح فضل من مصر، ود. علي بن تميم من الإمارات، ود. عبدالملك مرتاض من الجزائر، إلى جانب الفائز بجائزة “هيلتون أبوظبي” حسن متولي وحرمه القادمين من قطر للإقامة 4 أيام في أبوظبي، والتعرف على ما فيها من أمكنة ومعالم. كان الزبير دردوخ، الذي تأهل في المرحلة الأولى من قبل لجنة التحكيم، أول من علا صوته في فضاء المكان تلك الليلة، فقدم “معراجٌ على جناح قصيدة”، وقبل أن يفتح فضل باب النقد، قال “ابتداء من هذه الحلقة سيكون هناك تركيز من أحد أعضاء اللجنة على شاعر واحد فقط”. وعن نص دردوخ قال “القصيدة نزارية من الطراز الأول، فأنت تستعين بقصيدة نزار في رثاء طه حسين “ضوء عينيكَ أم هما نجمتان؟”، وأنت تجعلها: “بوح عينيك أم هما مرفآن”، وهذا جميل، أي أن تبني على لحن مسبوق، لكن تجربتك رومانسية، وتختلف عن تجربة الرثاء النزارية”. وأضاف “من ناحية التصوير كنت تحاول بناء مجموعة من الصور فتبحر على جناح قصيدة ويسبح خيالك في أنهر المعاني، موظفاً شراع الحروف وهذا لطيف، لكنك تتحدث بمفردات تقليدية في اللفظ والمعنى، وهما ما يرميانك خارج الزمان، وتعيد الكلمات ذاتها، ما يوحي بأن معجمك الشعري إلى حد ما محدود، وتظل تشرب من ماء الوجدانيين العرب، عندما تقول: “وسبقنا أحلامنا وامتطينا”، وأنت تذكرنا بما جاء في قصيدة إبراهيم ناجي “وسبقنا ظلنا”، لكن هذه التأثيرات الوجدانية طبيعية، ثم تعود مرة ثالثة لفكرة الخروج من الزمان والخروج من المكان، غير أنك تختم القصيدة بكلمة لا تتسق مع هذا الإطار، وإني أجد في عشقك بعض التكلف، وخيالك الجميل فيه قدر من التوهم، لكن شعرك عذب الإيقاع”. وقال بن تميم “كنت في القصيدة السابقة تحب أن تطير كعباس بن فرناس، وفي هذه القصيدة تحب أن تسبح كالسندباد، لكنك لم تعد بصيد موفق، فقد كان صيداً لا يسمن ولا يغني من جوع)”. وختم مرتاض برأي قصير أيضاً لكنه عاتب، فقال “كنت وددت لو أنك كتبت نصاً في مستوى نصك السابق الذي قدمته في الحلقة الماضية، لكن يبدو أن تلك الإبداعية لا تتكرر إلا نادراً، وليس بوسع الشاعر أن يتحكم فيها”. تنامٍ بطيء علق فضل تعليقاً خاطفاً ختمه باستفسار على قصيدة “اشتعالات في حرم الأنثى” لـ عبد العزيز الزراعي، فقال “حاولت أن أفهم مطلع قصيدتك وهو: “نازعتني في مقلتيك السماء/ فإلى من سأشتكي يا هناء”، لكني لم أفهمه، فمن يدنو بمقلتيه إلى السماء لابد أن يكون كفيفاً، فهل كانت حبيبتك كذلك؟” فيما قال بن تميم “لا شك أن القصيدة تذكر بمطلع قصيدة نزار قباني “أين وجه في الأعظمية حلو/ لو رأته تغار منه السماء؟”، وإن كان نزار قباني يذكر نوّار وعفراء، فأنت تذكر هناء، وإنك تستفيد من اللغة، لكني لاحظت على الرغم من تلك الثيمة الجميلة، وهذا النزوع الجميل في قراءة نزار أن هناك نوعاً من التنامي البطيء، وكان العنوان غير شعري، وحين تقول: “وأنا ما عرفت إلاك كوناً/ منك جاء المدى وجاء الفضاء”، وبرأيي أن البيت ينتهي عند “جاء المدى” أما “جاء الفضاء” فهي تحصيل حاصل، والبيت الذي تقول فيه: “قبل عينيك لم يكن فيَّ قبلٌ/ وبلا أنت ليس ثمََّ وراء” فأضعه أمانة بين يدي د. عبدالملك مرتاض، وعموماً تبدأ القصيدة بالشكوى، وتنتهي أيضاً بالشكوى، وأنا لا أريد أن أشكو”. ومن أمانة بن تميم بدأ مرتاض، فقال “أنت أول من يقول هذا التعبير من العرب وآخرهم، ثم إنني أسألك من خلال العنوان: هل أصبت بعدوى الاحتراق والاشتعالات؟، أرى أن نصك هذا يمثل تجربة عاطفية شخصية بسيطة لم يرقَ تصويرها إلى قمة الإبداع الشعري المدهش، ومع ذلك توجد في نصك لمحات وصور جميلة”. شحوب الجمال المتسابق علي النحوي كان ثالث المتنافسين من خلال قصيدته “الحافي”، واستهل فضل نقد القصيدة، قائلا “تناولك القضية الساخنة اليوم كان مباشراً، ولا أظن أن الثورة التونسية كانت للجياع والعراة، بل كانت بالدرجة الأولى للحرية والديموقراطية، فليس بالخبز وحده، ولا بالنعال وحدها تعيش الشعوب، إن مجتمعاتنا تحتاج إلى شعر ليس مباشراً بهذه الدرجة، وإنما إلى شعر أكثر ذكاء ورهافة”. من جهته، قال بن تميم “كانت القصيدة طويلة، وأنت اجتزأت منها تلك الأبيات، وكأن القصيدة تقوم على الاختصار، وكأنك لم تسمع بالقصيدة المكثفة، إذ هناك فرق بين الاختصار وبين التكثيف، وأنت في هذه القصيدة تتناول موضوعاً حديثاً بألفاظ قديمة، وهذا مصطنع، ولأنها قصيدة مناسبة يجب ألا تأتي انعكاساً مباشراً وخالية من الإبداع”. وقدم مرتاض رأيه النقدي بتوسع، قائلا “موضوعك جديد، لكنك قدمته بشكل قديم، وبين القديم والجديد شحُب وجه الجمال الفني في هذا النص الشعري الذي كان يمكن أن يكون أطفح بالشعرية مما قدمت، فالموضوع حي نابض، ولكن الشكل يكاد يكون شاحباً، وليتك لم تستلب هذا النص القصير من النص الأصلي الطويل، وإن هذا يدل على أن القصيدة تنقصها الوحدة العضوية، حيث استطعت أن تستل مجموعة من الأبيات من نص طويل، ولكن دون أن يلاحظ أحد ذلك، وهناك مسألة تنقص النص، لأن البنيان المرصوص إذا نزعنا منه حجزاً مركزياً فإنه يتهاوى، وأنت بهذا الموضوع جئت تبني برجاً ناطحاً للسحاب بفأس وطوب وتراب، وخصوصاًً أن البحر البسيط لا يساعد على تقديم العواطف الجياشة التي تحملها، وحبذا لو أنك بقيت كما كنت في نصك الذي قدمته في بداية المسابقة، لكن نصك حقيقة جميل، ومليء بالصور الجميل، وأهنئك على هذه اللغة الشعرية الأنيقة”. رموز بليغة قال فضل، عن “ثورة الياسمين” لـ محمد أبو نصيرة، “أنت شاعر موهوب، فعلى الرغم من سخونة الموضوع الذي تتناوله، إلا أنك فعلت ذلك بطريقة مرهفة، حيث تفجر بعض عناصر الشعرية في مدخلك له، وتقاربه بشبكة من الأخيلة الفاتنة، فالثورة روح تتطلع للمجهول، ويد بيضاء لا يعرف أحد كيف تكتب مطلعها، ومن المفاجآت المدهشة أنه لا يستطيع أحد أن يتوقع مطلع أية ثورة، ثم إنك توظف ألوانك من دون أن تستخدم الكليشيهات التقليدية في الذاكرة العربية، ومن دون استدعاء كليشيهات جاهزة، وما أجمل النداء حين تقول “يا تونس الخضراء هزّي الأقنعة”، وحين تركز على ملامح الصغار، حيث الثورة تحيل الكبار إلى أطفال يتنادون: “طفلان يلتحفان حزن الأشرعة/ بسطاء مثل الماء نشرب دمعنا/ ونصوم فالشكوى هوان أو ضعة”، وكنت تركز على عدد قليل من الرموز البليغة في إشارات دالة، وتعيد التركيز على الصمت، “في الفجر يمتحن الظلام/ وفي دمي ضج الكلام ولم يغادر موضعه/ الثورة طفل بريء يجري/ ودم الرحمن تغسل أدمعه”، وهذا شعر نقي، مفعم ببراءة الصدق، وبساطة الرمز، ورهافة الشعور، ما يجعل مستمعك يتفاعل مع اللحظة الشعرية، ومع الثورة البيضاء في مفرداتها الطبيعية، وصبغتها الإنسانية، ووجهتها المستقبلية”. بن تميم أشار إلى البعد التصوير والدرامي الموجود في القصيدة، قائلا “أعتقد أن من يكتب في حدث لابد أن يكتب قصيدة غير مؤقتة، وأشعر أن هذا النص أُقحم الحدث إقحاماً فيه، كما أني لم أجد في النص حضوراً حقيقياً لتونس إلا في بيت واحد، وفي النص أيضاً عدة أصوات تبدأ بصوت ينطلق من ضمير المتكلم، ثم يتكلم بضمير الجماعة، ثم بضمير المثنى”. فيما اختصر مرتاض الكلام بقوله “الغيث إذا أصاب أرضاً خصيبة أمرعت واخضَّر كلؤها، وكذلك هذا الموضوع صادف منك قريحة خلاقة فأبدعت وأدهشت”. نص مكثف “قصيدتك مثيرة وجميلة وقوية”؛ بهذه الكلمات بدأ فضل رأيه في نص “فرصة الثلج” للمتسابق العرسان. وأضاف “لفت نظري أنك تقول في مطلع القصيدة: “لهو الثياب يريك كيف الشعر يكتب بالثياب”، فأن يكتب الشعر بالثياب على ضفاف دجلة فهذه صورة جميلة، ثم تقول: “تمشي مؤدبة السحاب” فلم أستطع تكوين الصورة، لكن من الواضح أن جرأتك الشعرية تسندها قوية تعبيرية وتصويرية عالية”. أما بن تميم، فقال “نحتاج “فرصة الثلج” حتى نبني عالماً واسعاً من ذواتنا”. وأردف “يقول طه حسين عن بعض الأدباء الذين يفكرون بالآخر أكثر مما يفكرون بأنفسهم: “حتى أطمعوا الناس فيهم، وأصبحوا عبيداً للجماعة، وخدماً للقراء”، وإذا جاز لي أن أضيف هنا فإنني أقول لم تكن إلا أصوات فرديتك الرائعة والجميلة، وبغنائيتك كنت تحاول أن تعلي من شأن الذات، تلك التي تكمن فيها فكرة التغيير والمراجعة وإعادة قراءة تاريخنا، وكنت تحاول خلق انزياحات كبرى في هذا النص، وبالفعل أنجزت قصيدة مكثفة تتفق في بنيتها مع فكرتها، تلك القصيدة القصيرة جداً بشكل جميل. وأضفت “سكر قبلة بدمي مرقعة شبابي/ لأعود طفلاً كلما سرحت خرافك عند بابي/ علمتني كيف العذاب وكيف أولد من عذابي”.. لقد أوجدت الحياة التي فقدها أبو فراس الحمداني، ولا شك أن استدعاءك له في هذا القصيدة كان رائعاً، وهو الذي يقول: “بنيتي لا تجزعي كل الأنام إلى ذهاب”، أما أنت فقد ولّدت وأنجزت من ثمرة العذاب ما لم يستطع أبو فراس أن ينجزه، فتمسَّك بغنائيتك، واسمع ما نهى عنه طه حسين، وهو ألا نكون خدماً للقراء”. واستهل مرتاض رأيه من الشطر الذي يقول فيه العرسان “لأعود طفلاً كلما سرحت خرافك عند بابي”، مبدياً إعجابه بالنص، وأضاف “قصيدتك جميلة ورائعة، فيها سوريالية ورومانسية، وعواطف جائشة، وصور شديدة التكثيف”. أرادت مسابقة “أمير الشعراء” في هذه الدورة إضافة فقرة جديدة وجديرة بالاهتمام، فقرة وصفها بن تميم بأنها محاولة لإحياء شكل من أشكال الشعرية العربية التي كانت مورداً لنشر الأبيات الأصيلة، وتقوم هذه الفقرة على “فن التخميس”، وهو أن يأخذ الشاعر بيتاً لسواه، فيجعل صدره بعد 3 أشطر ملائمة له في الوزن والقافية، بمعنى أن يجعله عجُز بيت ثانٍ، ثم يأتي بعجز ذلك البيت بعد البيتين فيحصل على 5 أشطر، ومن هنا جاءت التسمية “التخميس”، وربما نظم الشاعر قبل البيت الأصلي 4 أشطر أو 5 أو 6 أو أكثر، لكن حين يكون 6 أشطر يصبح الفن تسديساً. فن “التخميس” إضاءة المواهب ثم طلب من المتنافسين الخمسة “التخميس” على بيتين للشاعر المخضرم عمرو ابن الأهتم، وهما: وكل كريم يتقي الذم بالقـــرى وللخــير بين الصالحين طريق لعمرك ما ضـاقت بلاد بأهلها ولكن أخــلاق الرجـال تضيق وتم منح المتنافسين 10 دقائق للكتابة، ثم دعي الزبير دردوخ لإلقاء تخميسته فقال: أحب من الأبطال من يفتدي الثرى ويبقي له ذكراً يذاع على الورى شــديداً يرى الأسرار حين يرى وكل كــريم يتقي الذم بالقرى وللخير بين الصالحين طريق أتيت من الأوراس أشدو بنبــلها أفـاخر إخواني بعزة نسلها وهم أهل فضل حين أشدو بفضلها لعـمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق وجاء في تخميسة عبدالعزيز: أنا شاعر في روحه يــورق الثرى يلم مـآسي الناس غيماً ليمـطرا وأكرم من جرحي على الناس لا أرى وكل كــريم يتقي الذم بالقرى وللخير بين الصالحين طريق أرى الناس تزهو في عروقي بظلها إذا خـرجت مني امتلأت بمثلها فـللأرض في روحي جهات تقلِّها لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق وقال النحوي: على ســلم العلياء يُصعد للذرى ويُسعى بأمجاد الرجال إلى الورى بذا تشرق الدنيا على مهـمه الثرى وكـل كريم يتقي الذم بالقرى وللخير بين الصالحين طريق توسعت الآفاق من وهـــج ليلها وذي الأرض كان الحب نهراً لأجلها هي النفس ترقى الخلد عرشاً بنبلها لعمرك ما ضـــاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق وتابع أبونصيرة: ونحن بلاد ليــس تقــبل بالمرى وإن حاصرتنا الأرض والريح والورى لنا قول صدق في الملمات قد جرى وكل كــريم يتقي الــذم بالقرى وللخير بين الصالحين طريق إذا جارت الأيام حيناً بجهــلها وضاقت على أهلي وسارت بحملها أقــول لها قولاً يذم بقــولها لعمــرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق وختم عرسان بأبياته: أصدق من دنياي سعيي وما جرى على النفس أني لا أصدق ما أرى متى المرء في مال يباع ويشـترى وكل كــريم يتقي الذم بالقرى وللخير بين الصالحين طريق متى الأم تخشى أن تعاب بطفلها وقد عاش فيها كي يموت بظلها فيا صاحبي خلّي الملامة خلّها لعمـرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق وعن تلك الأبيات قال فضل “من الواضح أنكم شعراء تجيدون “فن التخميس” وخلق الصور الجميلة، حيث حوّل الزبير الموضوع من الحكمة إلى الفخر بالأوراس وبأمجاد الجزائر، فيما أجاد الزراعي الربط بين الفكرة الموجودة في البيت الأول والفكرة الموجودة في البيت الثاني، وكان النحوي كشأنه متمكناً، جميلاً في حبكته ونسجه وتصويره، أما أبونصيرة فقلَب الفكرة وكيّفها مع الوضع الفلسطيني، وخصوصاً حين قال: “ما ضاقت بلاد بأهلها”، وظل العرسان على عهده في قوة العبارة ومتانة الشعر”. وأضاف “الزبير أجاد، لكنه خلق كسراً واحداً في إحدى أبياته، وأبدع عبدالعزيز حين مزج بين المضمون والشكل، فيما كان علي رائعاً وحلّق بالمستمع، وكانت قصيدته ذات بعد تصويري مهم، أما محمد الذي قال تخميساً ممتازاً فقد استخدم كلمة “ورى” التي أضعفت البيت، وأخيراً مزج نجاح بين مضمون ما قدم، وهو يفكر في الأبيات بحكمة إنسانية رائعة، فكان إنسانياً، وكم كان تكراره كلمة خلّها جميلاً. وختم مرتاض التعليقات النقدية، قائلا “كان الزبير موفقاً في التخميس أكثر من القصيدة التي قدمها في المسابقة، فيما كان عبدالعزيز جميلاً ورقيقاً وحكيماً، وعلي من خلال قصيدته كاد يتفوق على نفسه فيما قدمه قبل ذلك، كما كان تخميس محمد أقل درجة من قصيدته، غير أنه نجح في إسقاط الماضي على الحاضر، وأخيراً كان نجاح متألقاً في القصيدة والتخميس كما دأب”. في المجاراة.. اختلف البحر وصحّ الوزن شغل المنصة في فقرة المجارة الشاعر الكويتي ماجد الخالدي، والشاعر السعودي فهد الشمراني الذي شارك في الموسم الثالث من مسابقة “شاعر المليون”، فبدأ الخالدي بقصيدة بالعربية الفصحى مطلعها: الآن أعجز عن توظيف أعذاري إني أعـاني انقـلابات بـأطواري من يجعل الوهم والرؤيا بضاعته يفلس ويخرج من الدنيا بلا شاري ورد الشمراني بقصيدة نبطية مطلعها: الآن ملّيتي من سماع اعذاري بالله قوليلي السبب والطاري يالنخلة اللي مـايلة بعذوقك أنت قريبة من ايدين الشاري وألقى قصيدة أخرى غناء: أجيلك فيض شوق وحب هادف وفي عيني وفي صدري سوالف وأضاف الخالدي: صباح أبوظبي كقُباب قصر بهي الضوء فيه الخير وارف كجيد أميرة قد حاصـرته بألماس تحاصـره الزخارف والأمر الذي لفت إليه الخالدي أن الشمراني لم يجاره على ذات البحر، إنما على بحر آخر، معترفاً الشمراني بذلك، ومتمسكاً بأنه على الرغم من ذلك إلا أن الوزن كان صحيحاً. شعراء الحلقة المقبلة في ختام الحلقة أعلن مقدم البرنامج الفنان باسم ياخور أنه في الحلقة التالية من “أمير الشعراء” سيكون هناك خمسة متنافسين جدد هم: زكريا النواري من ليبيا، وعلي ديارا من مالي، ومحمد حجازي من الأردن، ومحمد غبريس من لبنان، وهشام الجخ من مصر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©