الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

دبابات وجماجم في الجناح التركي

دبابات وجماجم في الجناح التركي
8 نوفمبر 2014 23:50
جهاد هديب (أبوظبي) تأتي صالة العرض التركية «غاليري زيلبرمان» من اسطنبول لتشارك بأعمال لعدد من الفنانين الترك المعاصرين في جناح واسع ولافت في «فن أبوظبي»، وهي بهذه الخطوة تقدم لرواد هذه الدورة عدداً من الأسماء اللامعة في فضاء الفن التشكيلي التركي عموماً، و«الاسطنبولي» منه على وجه التحديد، والذي يمثل أساس الحداثة في تجربة الحركة التشكيلية التركية إلى حدّ بعيد. وأول ما تُؤخذ به العين في الجناح هي لوحة «كلونيكس» لألبين آردا باتشيك المنفذة بالألوان الزيتية، ربما بإسقاط لا واعي لما يحدث سياسياً وعسكرياً على التخوم التركية مع سوريا، إذ يبرز هذا العمل «الواقعي» جدا دبابة، وقد انتهت للتو من إطلاق قذيفتها، وتحتل مركز اللوحة بثقل حضورها داخل فضاء مقفر، وكأن الفنان في عمله هذا يريد أن يعيد سرد الواقع السياسي. أما العمل الفني الآخر، فيحمل العنوان: «الجامع الثامن القديم» للفنان أحمد إلهان، والذي يتكئ كثيرا في عمله هذا على الصورة الفوتوغرافية، إنما عندما لا تكون هذه الصورة سوية، أو عندما تكون الكاميرا في يد مصور غير محترف، إنها صورة «مرتجّة» يبدو فيها المكان ذاته مرتجا، إنما يحدث هذا الارتجاج في «الصورة» الواقعية في اللوحة بطريقة فنية لافتة. وبقَدْر من التأويل، فإن الارتجاج في المشهد، إذ يشمل الزمان والمكان في العمل، هو أن أحمد إلهان يسعى إلى أن يفكك «الهيكل الإيديولوجي للزمان والمكان التركيين، لافتاً انتباه الناظر إلى عمله إلى ذلك الخلل في المتوازيات بين المنظور المركزي للرؤية وعلاقات السلطة في المجتمع ليقوم بخلخلة الرموز الاجتماعية من خلال خلق هفوات على سطح الصورة الضوئية». أما الفنانة تارافات تاليباساند، التركية من أصول أصفهانية إيرانية، فتحمل توقيعها اللوحة الغرافيكية: «الانتحار غير مؤلم»، حيث وجه لجمجمة امرأة مائتة ما تزال تحتفظ بشعرها الأنثوي، وقد التف عليها أي الجمجمة غطاء رأس غير تقليدي إنما حديث. نفذت الفنانة عملها «الانتحار غير مؤلم» بالأسود والأبيض، واستخدمت التقنيات الغرافيكية بحساسية فنية عالية ومصداقية عميقة لتتمكن من إعادة تجسيد فكرة «أوضاع المرأة»، سواء على المستوى الفردي، أو على مستوى المنطقة، أو العالم لتترك تأويل، هذا العمل الذي يغازل الموت، مفتوح على احتمالات كثيرة، وكأن ما نراه على السطح التصويري ليس وجه المرأة الحقيقي، بل هو قناع بعينين مثقوبتين لتقترح بذلك على الناظر إلى اللوحة موقفاً فردياً من موت عالمي يجتاح «المرأة» والفكرة عنها. وأخيراً، إلى أحد أعمال للفنانة جانيت بيلوتو، التي تقيم وتعمل في دبي وهي كاتبة أيضا، حيث يعرض جناح غاليري زيلبرمان لها «القوة من الداخل»، وهو عمل فني يجمع العديد من التقنيات المستخدمة في الفنون، كالتصوير الضوئي والنحت والفيديو آرت، وكما في صنيعها الفني المميز تجنح جانيت بيلوتو إلى الأعمال التركيبية، فتجعل منها بؤرة تداخل بين جملة من الفونو المعاصرة «حيث تحتل استعارة الماء قلب أعمالها التي تحمل تفسيراً للغمر والانعكاس في محاولة لالتقاط الحالات والمشاعر الفردية، إنما بين سطور العمل الفني وما يحمله للناظر إليه من تأولات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©