السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الحساسية الغذائية» محرضها مواد بروتينية وعلاجها الاستبعاد والمعرفة

«الحساسية الغذائية» محرضها مواد بروتينية وعلاجها الاستبعاد والمعرفة
27 يناير 2011 19:56
يمكن للغذاء، الذي يتناوله الإنسان يومياً سواء أكان نباتياً أو حيوانياً أن يحدث حساسية من نوع ما، لكن وسائل الدفاع المختلفة في جسم الإنسان سواء أكانت مناعية أو غير مناعية تقلل بشكل عام من تأثير تلك الحساسية، كالجلد والجهاز الهضمي والأغشية المخاطية والإنزيمات والحامض المعدي، والتي تعتبر كلها وسائل للتقليل من ذلك. ويعتبر البيض والمكسرات والفول السوداني والحليب من الأطعمة، التي تساعد على إحداث الحساسية بالنسبة للأطفال والكبار، وتظهر أعراضها مباشرة بعد الأكل، وقد تكون المواد المضافة للمادة الغذائية، مثل مضادات الأكسدة والملونات الاصطناعية سبباً، والضغوط اليومية سبباً آخر للحساسية. (أبوظبي) - تؤثر الحساسية الغذائية على الكثير من الناس، تمنعهم في أحيان كثيرة من تناول أطعمة يحبونها، فمن يعاني الحساسية بسبب أكل البيض مثلاً يحرم تلقائياً من الأطعمة كافة التي يدخل البيض في تركيبها كالحلويات والمعجنات، ويحاول الكثير من الناس التعرف إلى أسباب الحساسية لتجنب آثارها. هناك الكثير من الناس يتحسسون من الأطعمة، يصف عبد القادر إبراهيم حالته أثناء تناوله فاكهة الفراولة، ويقول :”كثيراً ما أشعر بالحساسية وحكة في الجلد أثناء تناول حبة الفراولة، ولم أكن أعرف ذلك إلا بعد زيارتي الأخيرة للدكتور”. يتابع عبد القادر:”بعد الفحص الدقيق وسؤال الدكتور عن الأطعمة التي أتناولها بشراهة، أكد لي أنني أعاني فرط التحسس الغذائي من فاكهة الفراولة، التي تسبب لي حكة وهرشاً، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى خروج الدم من جسمي أثناء الاستمرار في الحكة بشكل مستمر”. لكن بعد استعمال الأدوية والابتعاد عن تناول الفراولة، يؤكد عبد القادر أنه يشعر بالتحسن. أما خلود راشد (موظفة) فحالتها لا تختلف كثيراً عن عبد القادر، تصف ذلك بالقول:”في أفراد العائلة والدي مصاب بالحساسية الغذائية، خاصة عندما يتناول السمسم”. تصمت خلود وتتابع :”لم أكن أدرك أنني سأعاني مثل معاناة والدي من الحساسية، فأنا من النوع الذي أعشق تناول المكسرات، خاصة الفسق”. تصف خلود حالتها أثناء تناول الفستق. وتقول:”عندما أتناول الفستق كثيراً ما أشعر بسعال متكرر والتهاب أنف تحسسي، ورغم علمي أنني أعاني فرط الحساسية الغذائية، ففي المرة الأخيرة ساءت حالتي الصحية إثر تناول كميات كبيرة من حبات الفستق، فزاد لدي الشعور بالسعال الشديد في صدري”. وتتابع خلود “حتى لا تسوء حالتي مثل السابق نصحتني الدكتورة المختصة بأمراض الحساسية بالابتعاد عن تناول المكسرات، خاصة الفستق”. عن الحساسية يقول الدكتور محمد أحمد ـ أخصائي أمراض الحساسية :”تُعرف المحسسات الغذائية أنها مواد بروتينية في الطعام، لا يتم تحللها بفعل الحرارة أثناء الطهي أو عن طريق أحماض المعدة أو الإنزيمات أثناء الهضم، فتحدث تأثيرات مختلفة على بعض الناس”. أما النقاط أو الأماكن، التي تحدث فيها الاستجابات لهذه المحسسات الغذائية، فكثيرة وكذلك توقيت حدوثها متعدد، يتابع الدكتور محمد: “بعض الناس تظهر أعراض التحسس على جلودهم مباشرة، وبعضهم قد تؤثر الحساسية فيه على أعضاء أخرى، وبعض الأجسام تصاب بالتحسس بشكل مباشر سريع، وبعضها الآخر يحتاج إلى بضع ساعات، على سبيل المثال، أولئك المصابون بتحسس غذائي، قد يحسون في أول الأمر لدى تناولهم الطعام المسبب للحساسية بحكة في الفم لدى بدئهم تناول ذلك الطعام، وآخرون لا يبدأ ظهور أعراض الحساسية لديهم إلا بعد وصول تلك المادة المحسَسة إلى المعدة، وقد تشمل هذه الأعراض إسهالاً أو مغصاً، وردود الفعل الجلدية يمكن أن تؤدي إلى شرى أو أكزيما”. اختبارات بيوكيمائية لمعرفة المصاب بالحساسية الغذائية، يتم ذلك من خلال مجموعة من الاختبارات، عن ذلك يشرح الدكتور محمد ويقول: “يتم ذلك عن طريق الاختبارات البيوكيمائية من خلال اختبار التعداد الكامل للدم مع الصيغة واختبارات البراز للكشف عن المواد المرجعة، كالبيوض، والطفيليات أو الدم غير المرئي، أيضاً يمكن أن يتم ذلك عن طريق الاختبار المناعي، وهذا مفيد لفحص المرضى وكأداة تشخيص، كذلك هناك اختبار آخر للجلد، حيث توضع نقطة من (المستضد) على الجلد، وذلك على الوجه الأمامي للساعد ثم يُخدش الجلد أو يُوخز للسماح بدخول المحسس وتُكرر العملية في الساعد الآخر، ولكن باستخدام مادة شاهدة، ويُقاس قطر الاحمرار بعد 15 إلى 30 دقيقة ويقارن مع الشاهد”. يتابع الدكتور:”من الأدوات المساعدة أيضاً ما يسمى بحمية استبعاد الغذاء، وهي أداة أخرى لعملية التشخيص وتستخدم في الأعراض المزمنة مثل الشرى، وذمة الأوعية، والأكزيما، عبر تحديد أهم أنواع الغذاء المعني (المطبوخة، النيئة، ومشتقاته البروتينية) واستبعادها من الحمية، ويتم الاحتفاظ بسجل للطعام خلال عملية الاستبعاد، ويُستخدم هذا السجل لضمان أن كل أشكال الغذاء المشبوه قد تم استبعادها من الحمية ولتقييم الكفاية الغذائية للحمية، لذلك لا بد أن نأخذ بالاعتبار التدعيم بالفيتامينات والمعادن عندما تستمر الحمية المحددة بشدة لأكثر من 7 إلى 14 يوماً”.في المقابل، يشارك الدكتور خالد عبد العزيز ـ أخصائي أمراض الحساسية والمناعة. ويقول:” من أهم أعراض الحساسية الغذائية هي حكة وتورم للشفتين واللسان والحلق والجلد، وبحة في الصوت، وغثيان وقيئ، وإسهال، وألم في البطن”. أعراض الحساسية ويؤكد الدكتور:”تتنوع أشكال الأعراض، التي تظهر على الفرد عند إصابته بحساسية الطعام، لكن تبقى حساسية الجلد من أكثر الأعراض انتشاراً، يليها الجهاز الهضمي، حيث تظهر الأعراض في صورة حكة بالفم، غثيان، قيئ، مغص، نزف، انتفاخات، بالإضافة إلى حساسية حول الفم وانسداد معوي، وعسر هضم وعدم امتصاص الطعام، وأخيراً حدوث استسقاء داخل البطن”. أما الأعراض المتعلقة بالجهاز التنفسي، فتتمثل كما يضيف الدكتور:”حساسية الأنف، حساسية الصدر، التهاب الأذن الوسطى، حساسية الحلق، تضخم اللوزتين واللحمية الحلقية، نزف داخل الحويصلات الهوائية، بالإضافة إلى وجود أعراض أخرى كالصداع المتكرر والشعور بالتعب الدائم وعدم التحكم في البول”.وهناك الكثير من الأطعمة المسببة للحساسية الغذائية، يذكر الدكتور خالد أهمها بقوله:” يعتبر البيض والفول السوداني وفول الصويا والقمح والسمك والمحار من أكثر الأطعمة، التي تثير الحساسية للإنسان في غذائه، وقد يتحسس الشخص الواحد لنوع واحد أو أكثر من أنواع الطعام في الوقت نفسه”. ويلفت الدكتور إلى “ينصح الكثير من الأطباء المختصين المصاب بالحساسية بضرورة التعرف إلى المجموعات الغذائية، لأنه في بعض الأحيان عندما يكون لديه حساسية من نوع أو صنف واحد من مجموعة غذائية، فإنه قد يكون متحسساً أيضاً من بعض أو بقية المجموعة، وهذا غالباً ما يحدث في المأكولات البحرية”. العلاج الطبي لعلاج الحساسية الغذائية ينصح الدكتور خالد:” يجب تجنب الأغذية المسببة للحساسية، وهذه أفضل طريقة لعلاج الحساسية من الأطعمة، كما أن المريض بالحساسية يجب أن تكون لديه معلومات كافية عن المكونات الغذائية للوجبات المقدمة إليه، فربما يكون من بينها الغذاء المسبب للحساسية، وإذا كانت الأطعمة معلبة، فإن عليه قراءة المكونات الغذائية الموجودة على الملصق، مع العلم أن المواد الحافظة قد تكون سبباً آخر للحساسية”. مشيراً “وفي حال إصابة الشخص برد فعل حاد نتيجة لتناوله طعاماً معيناً، فيجب نقله إلى أقرب مستشفى أو مستوصف، لأن هذه الحالة خطيرة جداً، حيث إنها تصيب أعضاء عديدة من الجسم بأعراض الحساسية في الوقت نفسه نتيجة لشدة تفاعل الحساسية”. الوقاية من الحساسية الغذائية الوقاية من حساسية الطعام بسيطة للغاية، فهي تتمثل في الامتناع تماماً عن تناول الطعام المسبب للحساسية، المتابعة الدورية الطبية لاكتشاف سوء التغذية الشائع مع حساسية الطعام ولتجنب قصر القامة ونقص الوزن. وأكد الدكتور مجدي بدران أن الرضاعة الطبيعية تحمي من حساسية الطعام، كما يجب عدم إعطاء الوليد أغذية إضافية قبل سن ‏6 أشهر مثل لبن البقر والقمح، خاصة للأطفال المعرضين وراثياًً للحساسية، ‏‏الإدخال التدريجي للأطعمة في غذاء الرضع وبمعدل طعام واحد جديد كل أسبوع وبإشراف الطبيب، والابتعاد تماماً عن الأطعمة السريعة وتجنب المواد الحافظة والمواد الملونة ومكسبات الطعم واللون والرائحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©