الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

دور النشر تتحكم بعالم القراءة:نحن نقدم الكتّاب لا.. الكتب !

دور النشر تتحكم بعالم القراءة:نحن نقدم الكتّاب لا.. الكتب !
8 نوفمبر 2014 23:57
عصام أبو القاسم (الشارقة) قالت الروائية والصحفية الأميركية روو فريمان، إنهم في الولايات المتحدة يكتفون بقراءة رواية واحدة عن كل بلد، ولا استعداد لدى غالبية القراء الأميركان للاستزادة، وبينّت أنها عرفت تلك القاعدة عقب نشرها رواية أولى لها تدور أحداثها في موطنها الأصلي «سريلانكا». وحققت الرواية، التي تطرقت للصراعات التي شهدتها سيرنلاكا نهايات سبعينيات القرن الماضي، مبيعات عالية، إذ إن فريمان عندما أرادت كتابة قصة أخرى حول موضوع يتعلق بموطنها الأصل أيضا، ردت عليها دار النشر: «لقد قرأنا تلك الرواية». وذكرت فريمان في ندوة «دروب الكلمة.. آفاق الرواية» التي أدارها الإعلامي الإماراتي محمد الحوسني، أن لدور النشر الأميركية سطوتها على توجهات الكتّاب ومسارات كتاباتهم، إلى جانب الصحافة والنقاد، وإن ضعف حركة الترجمة من لغات أخرى زاد هذا الوضع استقراراً، إذ قد يصدف أن تمر سنوات عدة من دون أن يطلع القارئ الأميركي على ترجمة لكتاب جديد من لغة أخرى، وذلك مع تزايد نسبة ما ينشر من أعمال روائية أميركية. وقالت إنها تركز في مشروعها الأدبي على الصدقية والدقة والبعد الإنساني، وتؤمن بأن تأثير وانتشار الأعمال الأدبية يحتاج إلى ما هو أكثر من ذلك وأن ذلك ما سيطبع المشهد الأدبي في السنوات المقبلة. وهو ما اتفق معها فيه كريستوفر كلوبلي، الذي يعيش ويعمل في ألمانيا، الذي قال في مداخلته إنه لا يعتمد بصفة دائمة على عائدات رواياته، فهو يعمل في مهن عدة إلى جانب كتابة النصوص ليلبي مستلزماته المادية، لافتاً إلى أن المشهد الأدبي في برلين شهد تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة وأحدث العديد من التقاليد الجديدة تناغماً مع مستجدات عصرنا، مؤكدا أن الكتابة صارت جزءا أساسيا من بنية المجتمع الألماني إلى جانب المسرح والسينما، وأضاف «إلى درجة أن العديد من الكتّاب صاروا يعتمدون على القراءات للحصول على المال». وذكر كلوبلي أن دور النشر لها اليد العليا في خيارات القراء وتفضيلاتهم، وهي تعمل وفق قاعدة «نحن نقدم الكتّاب وليس الكتب..»، مشيرا إلى أن بعض الكتّاب صار من شدة قلقه على مستوى مبيعات كتبه يتجنب الخوض في القضايا الإشكالية، ويتفادى أن يظهر موقفه من قضية أو واقعة سياسية محددة لئلا يعتبر متحيزا لفئة أو جنس أو دين، بخاصة أن الأوضاع من حولنا صارت متقلبة وغير مستقرة ولا ضمانات معها. وأنهى مداخلته بالقول إن تأثير ما ذكره سيتعمق أكثر في المستقبل. أستاذ الأدب في جامعة الإمارات في العين، أحمد الزعبي، وهو أردني الجنسية، ركز في مداخلته على قدرة الكتّاب على استشراف المستقبل، وقرأ جملة من النماذج السردية التي استشرفت بعض الأحداث الوقائعية، مثل رواية «جاذبية قوس قزح» لتوماس بينكون التي تحولت حادثتها التخيلية حول مركبة الفضاء التي ستقع بعد سنوات إلى حادثة واقعية، فلقد ترّقب قراء الرواية سقوط مركبة فضائية حقيقية، وحصل بالمصادفة أن تاهت إحدى المركبات الفضائية الأميركية وربط القراء بين الواقعتين. كما ذكر الزعبي نصوص صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقال إنها قرأت العديد من الأحداث المستقبلية قبل وقوعها «فلقد كتب صاحب السمو حاكم الشارقة عن الأندلس، وبيّن أن أسباب سقوطها هو انقسام العرب، وفي نهاية هذا النص الذي كتب منذ فترة ليست قصيرة قال سموه، إنني أرى أندلسيات تسقط، وهو ما وقع فعلا في هذا الوقت الحاضر». وتحدث الناقد الأردني أيضا عن بعض أعمال الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ رابطاً بينها وبعض الأحداث السياسية والاجتماعية التي تلت كتابتها. كما تحدث الزعبي عن الترجمة كوسيلة لانتشار الروايات، وقال إن المستقبل سيشهد ذيوعا أكثر للأعمال المترجمة لتلبية حاجة الناس في مختلف أنحاء العالم إلى التقارب والتواصل والمعرفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©