أبوظبي (الاتحاد)
أدونيس في «فن أبوظبي» لدورته لهذا العام! وتستضيف عددا من أعماله صالة العرض «جاليري سلوى زيدان»! ليس الأمر غريبا أو فريدا إنما ينطوي على مفارقة من نوع ما.
بعد مرور أكثر من نصف قرن بسنوات من ذلك العراك مع «جمود» العقل الفكري والشعري العربي، من الصعب على المرء أن يتعامل مع صفة أدونيس «رسّاما» الآن، بسبب هذا التاريخ كله ربما، مثلما بسبب الطبيعة التقنية لهذا الحضور التشكيلي لشاعر كبير ومؤثر، إلا أن هذا الحضور ذاته يبدو مثيرا للفضول والاهتمام، بعيدا عن الموقف النقدي منه.
بدءا، فإن جاليري سلوى زيدان في مقره في أبوظبي، قد استضاف مؤخرا أدونيس رسّاما وحظي المعرض باهتمام رسمي وإعلامي أكثر من جيّد، ويبدو أن إعادة عرض الأعمال المقتناة من قبل الجاليري في «فن أبوظبي» هو «استثمار»، بالمعنى الإيجابي للكلمة، لما حققه المعرض من نجاح، خاصة أن أدونيس، بسبب تاريخه كله، قد بات عنوانا جاذبا.
في أية حال، ولجهة المضمون، الأعمال ها هنا في «فن أبوظبي» هي امتداد للمشاغل الأدونيسية تشكيليا والتي هي ليست ببعيدة عن المشاغل التشعرية والنقدية، بل والفكرية العميقة للرجل، يبني الفنان التشكيلي صنيعه في هذا الفن على أساس الخطاب الشعري، كما هي عادته دائما، فيكتب بخط يده على السطح التصويري قصيدة ما أو مقاطع منها، ومن بينها في جناح الجاليري قصيدة تحمل توقيع الشاعر «مُنجَك الدمشقي».
غير أن أدونيس منذ أن «بدأ» فنانا تشكيليا وهو يؤكد انحيازه إلى ما يسميه بـ»الرقيم»، أي ما يعرف في الأوساط التشكيلية بـ»الكولاج»، أو اللصق على السطح التصويري لمواد مختلفة، كأنْ تكون معدنية أو من القماش أو من غيرهما وتجاور اللون وتصبح جزءا من الشكل على السطح ذاته.
باختصار، أدونيس الفنان التشكيلي هو أدونيس ذاته الشاعر، إنما يمارس فنّا بأدوات الشاعر.
عدد اليوم
