عواصم- وكالات الأنباء: رفضت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ما يتردد عن عدم إبلاغ الولايات المتحدة روسيا بالخطط الرامية لاقامة نظام مضاد للصواريخ في بولندا والتشيك، مؤكدة أنه لا يشكل تهديدا لموسكو، وقالت عقب لقاء مع نظيرها الالماني فرانك فالتر شتاينماير فيإن موسكو على علم بالاستراتيجية الاميركية في هذا الصدد منذ ربيع عام ،2006 مشيرة إلى إجراء 10 اتصالات على المستوى الرسمي بين الجانبين· وأوضحت أن هذا البرنامج الهدف منه مكافحة التهديدات التي ظهرت عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، وأضافت ''يعرف الجميع أن التهديدات التي تمثلها إيران تتزايد والبرنامج الاميركي سبقته فترة طويلة من الاعداد والمفاوضات''·وانتقدت رايس ايضا التصريحات الاخيرة للجنرال قائد القوات الاستراتيجية الروسية نيكولاي سولسوفتسوف التي قال فيها انه في حال قبلت بولندا وتشيكيا اقامة الدرع على اراضيهما فلن يكون من الصعب على روسيا استئناف انتاج صواريخ متوسطة المدى وتصويبها الى هذه المواقع، وقالت ''اعتقد انه تعليق جانب الصواب كثيرا''·
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة أبلغت بشكل منتظم روسيا ومنذ ثلاث سنوات بمشروعها المتعلق بالدرع المضادة للصواريخ مشددة على أن موسكو لم تعرب حتى الآن عن قلق كبير حيال هذه المسألة· وقال متحدث باسم الوزارة توم كايسي للصحافيين ''يبدو أن البعض يعتقد أننا لم نتشاور مع الحكومة الروسية في هذه المسألة ولكن استشرناهم طويلاً وعدة مرات خلال الأعوام الماضية لأننا نريد التحرك بشكل شفاف''· وأضاف ''منذ مارس 2006 تاريخ إبلاغ مساعد وزير الدفاع كينيث ادلمان نظراءه الروس بالأمر، عقدنا أكثر من عشر مرات اجتماعات للبحث بالتفصيل في برنامجنا المتعلق بالصواريخ الدفاعية خصوصاً اجتماع عقد بين رئيس وكالة الصواريخ الدفاعية مع نظيره الروسي''· وأوضح كايسي أنه لا يجب النظر لخطط الولايات المتحدة بشأن إقامة نظم دفاع صاروخي في أوروبا الشرقية باعتبارها تهديداً لروسيا وإنما باعتبارها تهدف لحماية القارة الأوروبية من التعرض لتهديدات صاروخية قادمة من منطقة الشرق الأوسط· وقال''النظام· يهدف لمواجهة التهديدات القادمة من الشرق الأوسط أو دول مارقة أخرى محتملة هناك''· وأضاف: ''هذا النظام ليس قادراً من الناحية المادية على تهديد روسيا أو أي دولة أخرى إنه لأغراض دفاعية''· ومن ناحيته، أشار مسؤول في وزارة الخارجية فضل عدم الكشف عن هويته إلى أن التعليقات العلنية للمسؤولين الروس في هذا المجال لا تتطابق مع المحادثات الخاصة التي اجريناها·
فيما أعلن مسؤول رفيع في روسيا أن الانتقادات الحادة للولايات المتحدة من جانب الرئيس فلاديمير بوتين ليست إيذانا ببدء حرب باردة جديدة لكنها تثير أسئلة محرجة يجب على الغرب أن يجيب عليها· وقال المستشار الخاص لبوتين اناتولي سافونوف في مكافحة الإرهاب في مقابلة مع ''رويترز'' أن الدولتين أقامتا علاقة قوية بينهما في مجال تبادل معلومات الاستخبارات لن تضعفها الخلافات السياسية بينهما· وأضاف إن قراءة متأنية للكلمة التي ألقاها بوتين في ميونيخ هذا الشهر حيث اتهم واشنطن بانتهاج سياسات تهدف إلى جعلها ''السيد الأوحد'' في الشؤون العالمية تظهر أنه ''يثير تحدياً، أسئلة مهمة من أجل حوار جديد''·
وقال سافونوف في المقابلة التي جرت في مؤتمر عن الأمن نظمه معهد الشرق والغرب في بروكسل ''بدلاً من الرد على السؤال فإننا سمعنا على الفور التعليق · أنها كلمة معادية· أنها عودة للحرب الباردة''· وأضاف''انه سؤال محرج لكن يجب على الغرب أن يجيب عليه''· وقال إنه من بين الاسئلة التي تحتاج إلى اجابات لماذا تعتزم الولايات المتحدة نشر أجزاء من نظام دفاعي مضاد للصواريخ في بولندا وجمهورية التشيك على الرغم من تعهدات حلف شمال الاطلسي في أوائل التسعينات ألا يقيم قواعد عسكرية على أراضي دول سابقة في حلف وارسو· وقال سافونوف ''هذا ما وعدوه لنا بصراحة، فلماذا خدعونا''·
ووصف وزير الخارجية التشيكي كاريل شوارزنبرج أن تهديدات المسؤولين الروس بسبب الخطط التي تتضمن نشر نظام الصواريخ على أرض تشيكية وبطارية صواريخ في بولندا ستجعل التشيك أكثر تصميماً وعزماً على الدفاع عن أنفسهم· وقال شوارزنبرج على هامش مؤتمر أعمال في وارسو ''التشيك سيرون الآن أن هذه الدرع اصبحت أكثر ضرورة''· وأضاف قوله ''لنا تجربة مع الروس، يجب أن توضح لهم أنك لن تذعن للابتزاز، حالما أذعنت للابتزاز فلا رجعة، ولذا يجب أن نكون أقوياء''· وكان الجنرال نيكولاي سولوفتسوف قائد القوات الاستراتيجية لروسيا قال إن بلاده ستكون قادرة على إطلاق صواريخ على جمهورية التشيك وبولندا اذا وافقت هاتان الدولتان على نشر نظام الدفاع الصاروخي الاميركي في أراضيهما· وحاول وزير الخارجية سيرجي لافروف تهدئة الخواطر قائلاً إن روسيا تريد تفادي سباق تسلح وأنها تأمل العمل في تعاون مع الغرب· وقال متحدث باسم رئيس الوزراء التشيكي ميريك توبلانيك إنه استدعى سفير روسيا في براج لمشاورات ستجرى في وقت لاحق من الأسبوع· فيما ذكرت صحيفة ''زينيك'' البولندية أن الرئيس الاميركي جورج بوش قد يزور بولندا في شهر يونيو المقبل لبحث موضوع الإنشاء المزمع للدرع الصاروخية·
عدد اليوم
