الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القدوة الحسنة

9 نوفمبر 2014 00:24
في منظومة الحياة، هناك شخصيات لها من تأثير إيجابي، بحيث تكون مثالاً أو قدوة حسنة يُحتذى بها. وتاريخنا الإنساني حافلُ بتلك الشخصيات المحتذى بها. وأقرب من يُحتذى بهم هما الوالدان اللذان يغرسان القيم النبيلة في نفوس الأبناء. ولذا، ترى الأبناء دائماً ما يتخذون من الوالدين المثال والقدوة الحسنة، التي يسيرون عليها. فللوالدين دائماً دور إيجابي مؤثر في ترسيخ مفهوم القدوة الحسنة في عقول ونفوس الأبناء. غرس القيم بالماضي كان يتم بالتطبيق الفعلي للسلوكيات، وليس عن طريق الكلام فقط، فالأم مثلاً كانت تعبر عن حبها لأبنائها بطريقة سلوكية فعلية، وليس بمجرد كلمة (أحبك) فآباؤنا لم يكن يهمهم التعبير عن عواطفهم بالكلام النظري، وإنما كانوا يعتمدون الفعل المباشر في توصيل عواطفهم لأبنائهم. وهكذا كـنا نحن الأبناء نتلقى تلك التعليمات والتوجيهات بكل بساطة وعفوية دون تكلف، حيث كان تأثير هذا أقوى من الناحية الفعلية. وقد عايشنا هذا الواقع مع آبائنا نحن أبناء جيل أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الماضي. أما الآن، فقد اختلفت الحال في موضوع غرس القيم والسلوكيات من قبل الآباء لأبنائهم، فيشترك الآن التوجيه القولي والفعلي.وهذا الأسلوب هو المناسب، حيث يُتيح للجميع من الآباء والأبناء المجال الرحب، في تبادل المشاعر والآراء والأفكار، بطريقة منطقية ومنهجية، فيها التفاهم والاحترام المتبادل بين كلا الطرفين. وفي ظل الانفتاح الثقافي، وتوسع دائرة الوعي الاجتماعي بين أفراد المجتمع، يتوجب علينا كآباء أن نغرس مفهوم القيم ومنها مفهوم (القدوة الحسنة) بشكل سليم منطقي وواقعي بعيداً عن المبالغة. وبهذا يمكننا تلافي بعض المؤثرات السلبية في مفاهيم القيم والسلوكيات. وكما للوالدين تأثير، هناك أيضاً تأثير كبير عبر التاريخ، مستمد من الكثير من الشخصيات التي تركت من خلال صفاتها وأفعالها بصمات مؤثرة. ولكن تبقى مسألة مهمة وهي أنه يُنظر إلى تلك الشخصيات على أنها مثالية وكاملة في صفاتها، وهذا من الأخطاء الشائعة في منظور البعض لتلك الشخصيات، فلا كمال إلا لله سبحانه وتعالى، بحيث يبقى النقص والقصور في اكتمال الشخصية البشرية. همسة قصيرة: نُكن المحبة والتقدير، لكل من أسدى لنا المعروف والإحسان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©