الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شمس «المحبّة» لا تغرب

9 نوفمبر 2014 00:25
ماذا تفعل بنا المحبة؟ المحبة طير يزقزق على نافذه أرواحنا، ويشدنا بلحنه نحو الآخر فنبتسم له ونحييه وتصدح أفئدتنا. ....الله محبة! المحبة شمس لا تغرب وتغزو آفاق نفوسنا، فنشع حناناً ونرتقي.المحبة عبق له سحر وله رقة تسحبنا بخيوط من حرير نحو الآخر، فنقترب وتمد الإنسانية بيننا أيديها لنتصافح دون وجل أو خجل، أو خوف، وينصهر جليد الاختلاف! المحبة مرآة سحرية لها القدرة على إضفاء الرتوش، فلا تقع أعيننا على مواطن القبح في المحبوب، وهي رياح تفتح نوافذ التسامح بالعنوة لنتغاضى ونشرع أبواب العودة، ثم نأخذهم بالأحضان. أتعجب من كل من يغلق الأبواب بقسوة أمام عائد كان في غربه مؤقته عن المحبة.يذهلني كم التشنج في النفوس، وهي تعربد وتتوعد وتهدد ألا عودة بعد جفاء، أو تشاحن، أو غياب. مخيفة حقاً تلك النفوس المتضخمة بالأنا والكبر. لا أؤمن أبداً بمقولة (فاقد الشيء لا يعطيه) حين يجفو البعض، ويبخل ويحرم الآخر من محبته بحجة حرمانه منها في ماض فات وولى..فالحياة مدرسة نحن نعلم أنفسنا فيها ونختار الدروس. .. نحن من نحزم أمرنا وننتبه لما ينقصنا لنكدح سعياً إليه، ثم نضيفه إلى خزينه الإنجازات. .. بكل إيجابية. فاقد الشيء لا يعطي، لأنه ذو أفق ضيق ونفس بخيله، أما فاقد الشي الطيب ذو النفس المتسامحة، فعقله حاد وبصيرته حية. يغرس في نفسه بيده جذور ما فقده وافتقده، ويتعلم العطاء. نحن طلاب في صفوف العيش حتى آخر رمق، فإن كنت قد افتقدت المحبة وفقدتها، فتعلم كيف تحفر في صخور نفسك لتجد النبع الذي حين يتفجر ستغسل مياهه روحك، وتجري نحو الآخرين لتهبهم. .نهر عطاء!! ماذا تفعل بنا المحبة؟؟ تجعلنا نحتمل طعناتهم ونكحل العين بالصبر. .. نتجلد ونظل أمامهم لا نتوارى. ... نوكل أمرنا لخير مدبر، وهو ربنا الرحمن، ومنه فقط ننتظر أجر الجلد والاحتساب. والله محبه....!!! زينب الفداغ - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©