من النقوش المرسومة على الصخور لحاملي الصيد والرماح في مصفوت، والتي تعود إلى الألف الثالث أو السادس قبل الميلاد، إلى الزورة حيث القرن العاشر الهجري، تبرز أهم ملامحها التاريخية.
في عهد حاكمها التاسع، وقّعت إمارة عجمان على الدستور المؤقت للدولة، وأصبحت جزءاً من دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن ثم انضم الشيخ راشد بن حميد بن عبد العزيز النعيمي، حاكمها آنذاك، كعضو، إلى المجلس الأعلى للاتحاد، ليؤسس عجمان الحديثة.
على أرض الإمارة قلاع وحصون في قمم الجبال، بينما تحتضن الجبال العالية العديد من الوديان الفسيحة.
توجد في الإمارة أكبر ساحات بناء القوارب في الدولة، حيث يبني الحرفيون فيها المراكب الشراعية والتجارية بنفس التقنيات التقليدية التي ورثوها عن أجدادهم.
واليوم، وفي ظل دولة الإمارات، تتمازج النهضة العمرانية الحديثة مع التراث العريق، وتعتبر عجمان إحدى لآلئ عقد الاتحاد، والجوهرة الصغرى بين إماراته، على ساحل الخليج العربي، بأرضها الخصبة. تتشبث عجمان بتاريخها العريق، بالتوازي مع مجريات النهضة والتنمية، حيث يقف متحفها الذي يعد واحداً من أهم المتاحف التي ترصد مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الإمارات قديماً شامخاً مثقلاً بحمل سنين الأجداد، فيما يلامس حصن المربعة، والحصن الأحمر وحصن المرير وقلعة حصاة بويض، وبوابة مصفوت التاريخية وقلعة مصفوت، فجر التاريخ.
ويؤكد صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، ضرورة المحافظة على كل منجزات الدولة، وعلى رأسها الاستمرار في توفير الحياة الكريمة والمستقرة والهانئة للمواطنين، والاهتمام بالعنصر البشري، وتوطيد استتباب الأمن في كل ربوع الدولة. ويضيف: من فضل الله تعالى أن منّ على الدولة عبر تاريخها التليد بوافر من النعم والخيرات والإنجازات، واختصها بقيادة رشيدة عنوانها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، اختصرت في زمن قياسي عقوداً من التميز والنجاح على الصعد كافة أبرزها العمل السياسي الحكيم والمعتدل الذي يزن الأمور بمكاييل العدالة والمساواة، الذي هو أساس النهج الذي استقته القيادة الواعية ووضع لبنته الأولى المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، واتخاذ العمل الجماعي والشورى مبدأً.
طفرة عمرانية ومشاريع تعكس الوجه الحضاري للدولة
سباق النهضة يرسم ملامح المستقبل مستلهماً روح 2 ديسمبر
علي الهنوري (عجمان)- تشهد إمارة عجمان طفرة عمرانية غير مسبوقة، زادت من وتيرة تطورها الحضاري والثقافي والعمراني، الأمر الذي انعكس إيجاباً على القطاع التجاري، وجعله يتبوأ المكانة الثالثة على الخريطة الإماراتية الاقتصادية، مستلهماً روح الثاني من ديسمبر 1971.
وخلال مسيرتها في ظل الاتحاد، نفذت الإمارة مشاريع حضارية ساهمت في دعم النهضة الحضارية المتكاملة للدولة.
وبدأت معالم الاستراتيجية التي وضعها صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم عجمان في مجالات التخطيط والتحديث الشمولي الذي يضع في الحسبان ملامح المستقبل والتطور الطبيعي لحركة السكان وازدياد نسبتهم واتساع متطلباتهم الحياتية المختلفة، والأخذ بنظام اللامركزية.
يلمس الزائر اليوم مدى التطور الحضاري الذي تشهده الإمارة من نهضة عمرانية كبيرة تمثلت في إنشاء المناطق الجديدة والحديثة والطرق الرئيسية والفرعية واتساع الرقعة الزراعية والحدائق والمتنزهات والمرافق العامة والأسواق، فيما شهدت الإمارة تطوراً كبيراً في المجالات الزراعية والبيئية والصحية، ما يؤهلها لأن تكون مدينة عصرية.
إلى الشرق من الإمارة، وعلى بعد نحو 60 كم منها تقع مدينة المنامة وبمحاذاتها يمر الطريق عبر إمارة الشارقة والفجيرة ، تضم المنطقة سهلاً مليئاً بالحصى والرمال وتمتاز بطبيعة خلابة ذات جبال عالية وغنية بالمعادن الطبيعية وأحجار البناء، إضافة إلى أنها تشتهر بوديانها الشديدة الخصوبة التي توفر العديد من المحاصيل الزراعية.
أما منطقة مصفوت، فتبعد عن عجمان بنحو 110 كم إلى الجنوب الشرقي، وتضم منطقتي مزيرع والصبغة.
تشتهر المنطقة بالزراعة حيث التربة الخصبة والوديان الفسيحة والمناخ المعتدل مما أهلها لتكون مركز جذب للسياحة.
كما تضفي الجبال الشاهقة مثل جبل دفتا، وجبل ليشن والجبل الأبيض المزيد من السحر على هذه المنطقة الجبلية الرائعة، كما تشتهر أيضاً بالوديان الفسيحة مثل وادي غلفا والصوامر ومصفوت والخنفرية ووادي الضفدع.
تتوافر في إمارة عجمان مجموعة متنوعة من الفنادق التي تجتذب الآلاف من السياح سنوياً، فمعظمها يتمتع بإطلالات ساحرة على شاطئ عجمان الرملي الأبيض الواسع والذي تمت توسعته حديثاً بحيث أصبح من أهم معالم الإمارة.
كذلك، تضم مدينة عجمان العديد من المطاعم الشرقية والغربية الفخمة والمقاهي العالمية المتنوعة، إضافة إلى مراكز التسوق العصرية والمنتشرة في أرجاء الإمارة.
ويعتبر حصن عجمان أحد المعالم الأثرية البارزة في الإمارة حيث يعكس مدى تقدم البشرية عبر السنين لينقل إلينا واقع الحياة في عصورها المختلفة، كان هذا الحصن مكان الزعامة والسلطة السياسية في الإمارة وخط الدفاع الأول عنها.
ولقد كانت لفتة كريمة من صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان أن يهدي هذا الحصن لشعب دولة الإمارات من خلال قراره بتحويله إلى متحف متكامل يحوي نماذج من المقتنيات الأثرية والصناعات والمهن التقليدية وصوراً من الحياة الاجتماعية القديمة.
ومن الماضي الى الحاضر، في مشاريع كبيرة سيتم إطلاقها في عجمان مشروع منطقة الزوراء المطلة على ساحل الخليج العربي، ومشاريع استثمارية أخرى تنفذها الإمارة تقدر تكلفتها 7 مليارات و300 مليون درهم، فيما تنفذ الحكومة الاتحادية ضمن مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله مشاريع إسكانية جديدة.
ويعد اقتصاد إمارة عجمان من الاقتصادات التي تمتع بعناصر قوة عديدة تجعل منه اقتصاداً جاذباً للاستثمارات العالمية الراغبة في النمو والازدهار، وخياراً استثمارياً لكبريات الشركات العالمية حيث تتمتع بموقعها الجغرافي الذي يجعل منها بوابة لأسواق المنطقة، ووجود حزمة من التشريعات المحفزة للعمل الاقتصادي، وبنية تحتية فيما يتعلق بالجمارك والموانئ والاتصالات، بجانب توفر الفرص الاستثمارية ذات المردود الاقتصادي المرتفع. ومن المتوقع أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي لإمارة عجمان في العام 2013 بنسبة زيادة قدرها 4 في المائة بالأسعار الثابتة، بحيث إن كافة المعطيات تؤكد عناصر التفوق والقوة التي يتمتع بها اقتصاد إمارة عجمان، بحيث باتت الإمارة من الوجهات الاستثمارية العالمية للعديد من المستثمرين.
جمال الطبيعة على سواحل الخليج العربي
تقع عجمان على ساحل الخليج العربي، بمساحة تقدر بـ260 كيلومتراً مربعاً.
وفي الصحاح، عجم السيف أي هزه للتجربة، والعجمات هي الصخور الصلاب، ومن المعلوم أن أرض إمارة عجمان تحتوي على صنف نفيس من أصناف الرخام.
واختلف في سبب تسميتها، ومن ذلك يقال إن عجمان من "العميمة" أي الكبيرة الواسعة، أو من عمن بالمكان أي أقام به.
وتتألف الإمارة من مدينة عجمان، وهي أكبر المدن ومقر حاكم الإمارة وفيها جميع الدوائر الحكومية والشركات والمصارف والأسواق التجارية، ويوجد فيها ميناء عجمان الذي يقع على خور طبيعي يمر داخل المدينة، كما يتبع إمارة عجمان مدينتا مصفوت والمنامة اللتان تتميزان بطبيعة نادرة وبيئة زراعية غنية.
تجمع عجمان بين تراث عريق يمتد عبر سنوات طويلة وبين حاضر رائع يبني نهضتها سعياً وراء تحقيق أكثر صور التطور نمواً وحداثة.
واعتماداً على توسط موقع الإمارة بين إمارتي الشارقة وأم القيوين، وقربها من إمارة دبي تنطلق نهضة صناعية وتجارية ومعمارية تتمثل في النمو الهائل للبنية التحتية والنشاط التجاري وارتفاع معدل الاستثمارات العقارية خلال السنوات الأخيرة. ومع تزايد حركة السفن والتبادل التجاري عبر ميناء عجمان الذي يحوي أكبر ورشة لصيانة السفن تبدو بوضوح توجهات عجمان الرامية إلى تحقيق نمو شامل في جميع المجالات لم تشهد له المنطقة مثيلاً.
عدد اليوم
