الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خبير عسكري: نصيب العرب من ابتكارات أنظمة الاستخبارات لا شيء!!

خبير عسكري: نصيب العرب من ابتكارات أنظمة الاستخبارات لا شيء!!
23 فبراير 2007 01:13
لم تعد المعارك العسكرية تحسم في ميادين القتال، كما لم تعد نتيجتها تتوقف على عبقرية قائد عسكري دون غيره، أو كثرة أعداد الجنود والمعدات الحربية كما كان سابقا، بل أصبحت نتيجة المعارك تحسم اليوم قبل اندلاعها على شاشات أجهزة الكمبيوتر المتوفرة في مراكز القيادة والسيطرة والتحكم في الجيوش والتى تحصي قوات العدو بدقة متناهية· وبفضل التطورات المذهلة التى شهدتها أنظمة الاتصالات والمعلومات والاستخبارات العسكرية ف4ةف أصبح بالإمكان القضاء على جيوش غفيرة بضربات خاطفة لا تستغرق دقائق تتحول بعدها أرض المعركة إلى مقابرجماعية للجنود· وفي معرض ومؤتمر الدفاع الدولي ''أيدكس ''2007 طرحت شركات عالمية أجهزة حديثة جدا تمثل أحدث ماوصلت إليه أنظمة الاتصالات والاستخبارات العسكرية حيث تكشف أهداف العدو البرية والجوية والبحرية على مدى يصل إلى نحو 150 كيلو مترا، مما يسهل القضاء عليها في ثوان· وخلال جولة في المعرض كشفت ''الاتحاد'' أن نصيب الدول العربية من تلك الأنظمة لا يذكر، فضلا عن أن بعض الشركات العربية التى طرحت أنظمة للاتصالات والاستخبارات العسكرية مازالت تحبو وأمامها الكثير من السنوات لكي تثبت نفسها على الساحة الدولية، فضلا عن حاجتها الماسة لمضاعفة رؤوس أموالها مئات المرات لكي تتأهل للتنافس مع الشركات العالمية التى تهيمن على هذا المجال العسكري المهم، رغم أن عدد الشركات العالمية المتميزة في هذا الشأن لايزيد عن ثلاث شركات أمريكية لاغير· التقينا خلال المعرض بخبراء عسكريين عرب وأجانب تحدثوا عن التطور الكبير الذي تشهده أنظمة الاتصالات والاستخبارات العسكرية ومكانة المنطقة العربية منه، وكان أول لقاء مع اللواء مهندس شحاتة مدين الخبير العسكري المتخصص في أنظمة الدفاع الجوي في المنطقة الذي شدد على أن الحرب الحديثة لم تعد تعتمد، كما كان سابقا، على عبقرية وإلهام القيادات العسكرية أو انضباط الجنود وحسن إعدادهم وتأهيلهم، ولكنها تعتمد حاليا على أنظمة الاتصالات والاستخبارات العسكرية المتقدمة، وأصبح بإمكان القادة الجالسين في غرف القيادة والتحكم والسيطرة معرفة أدق تفاصيل تحركات ضباطهم وجنودهم ومعداتهم وقدرات وتحركات العدو أيضا بسهولة كبيرة، وبالتالي توجيه ضربات قاصمة له· وأعرب الخبير اللواء شحاتة الذي عمل في مجالات أنظمة الدفاع الجوي لأكثر من ثلاثين عاما عن أسفه لتأخر الدول العربية في هذا المجال، وقال والأسى يبدو على وجهه: نصيب الدول العربية من أنظمة الاتصالات والاستخبارات العسكرية ''سي''41 ضعيف للغاية، والسبب وراء ذلك عدم تواجد شركات عربية متخصصة في تلك الأنظمة المتطورة جدا في المجال العسكري· وشدد اللواء شحاتة على ضرورة إسراع الحكومات العربية نحو إنشاء صناعة أنظمة الاتصالات والاستخبارات العسكرية، مؤكدا أن بلداننا العربية تمتلك موارد مالية وبشرية كافية، فضلا عن أن غالبيتها يتمتع بعلاقات طيبة مع الدول التى تعمل فيها الشركات الرائدة· وذكر أن هناك ثلاث شركات رائدة عالميا في أنظمة المعلومات والاتصالات والتحكم والسيطرة والاستخبارات وهي شركات ''رايثيون'' و''لوكهيد مارتن'' و''نورثرب جروما'' وجميعها شركات أمريكية· وأوضح اللواء شحاتة أن تقدم أنظمة الاتصالات والاستخبارات في أي دولة يستلزم تخصيص أموالا كافية للابحاث العسكرية، موضحا أن الشركات الكبرى الشهيرة في هذا المجال تخصص أموالا ضخمة تصل إلى عدة مليارات سنويا· وقال: هذا موضوع في منتهى الخطورة، ولابد ان تتنبه له الدول العربية، ولا سبيل أمام حكوماتنا عاجلا أو آجلا إلا الدخول في تلك الصناعة لأن تكلفة الشراء تتزايد بمعدلات سريعة، كما أن أنظمة تصنيعها في العالم ترتفع بشكل كبير ولابد أن تخصص الحكومات عند إنشاء تلك الصناعة ميزانيات كافية للأبحاث، وهو شرط رئيسي للوصول إلى تصنيع التكنولوجيا المتقدمة· نظام للمعلومات والصور والصوت وكشف بول ميكو لشيك رئيس شركة ''رايثون'' الأمريكية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان عن أن أنظمة الاتصالات والاستخبارات في العالم تهدف إلى توفر المعلومات لمركز القيادة والسيطرة والتحكم عن تفاصيل المعركة من ناحية موقف العناصر والقوات المختلفة في أرض المعركة والمعدات الموجودة لديها· وذكر أن شركته متميزة في أجهزة الاتصالات والاستخبارات العسكرية سواء في مجالات الحرب الجوية والبرية والبحرية وهذه الأجهزة تعطي صورة كاملة لمركز القيادة عن تحركات العدو كاملة· وعلى صعيد أجهزة اتصالات الحروب البرية أوضح أن الشركة طرحت في المعرض نظام ''إي بي إل آر إس''، وهو نظام اتصالي في المعارك يقوم بمهام كثيرة، ويوفر معلومات مكتوبة وصوتية وصور، ويعمل على شكل شبكة اتصالات، وتقوم أجهزة الراديو التى تعمل في هذه الشبكة بإذاعة المعلومات وليس إرسالها واستقبالها فقط مما يزيد من مدى إرسال المعلومات· ويضيف: الأجهزة التقليدية كانت تتميز بأن كل راديو في الشبكة يرسل ويستقبل في نفس الوقت، ولكن الجديد إعادة إذاعة البيانات المتوفرة لدى الشبكة، كما يتميز هذا النظام بأنه لا يشترط ربط جهاز الراديو الرئيسي بجهاز راديو آخر بصريا، كما هو سائد ومعروف في ميادين المعارك حاليا، وعلى سبيل المثال إذا كان هناك جهاز راديو ليس له خط بصري مع جهاز راديو آخر بسبب وجود عائق ما مثل جبل من الجبال· وتابع: فإن النظام الجديد يقوم بإعادة إذاعة المعلومات عن طريق تبادلها بين الأجهزة الموجودة والعمل على توصيلها للجهاز المستهدف وبذلك نتغلب على عائق الجبل، وفي حالة لو تعطل جهاز من اجهزة الراديو بسبب ضرب العدو له، فإن النظام قادرعلى اختيار مسار آخر للمعلومات حتى يتم التغلب على مشكلة عطل أو تدمير أحد أجهزة الشبكة، كما أن كل جهاز راديو يقوم بإرسال المعلومات عن موقعه إلى مراكز القيادة، وبالتالي تتوفر حماية كبيرة لهذه الأجهزة من احتمالات الخطأ بضربها باعتبارها من أجهزة العدو· وأوضح أن الشركة طرحت نظام ''ساد،''1 حيث تتمكن القيادة من خلاله من تبادل ونقل المعلومات المرتبطة بالقوات البرية مع الطائرات الجوية، وبالتالي يتوفر لدى القوات الجوية معلومات كافية عن القوات الأرضية، وفي مجال الاستخبارات طرحت الشركة العديد من أجهزة الاستشعار ''الرادارات'' وهي من أهم الأجهزة الاتصالية الحديثة التى تمكن الجيوش من الانتصار في معاركها بسهولة أو التصدي لأي هجوم محتمل· رادارات المدى البعيد وذكر رئيس شركة رايثون الأمريكية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان أن الشركة ستطرح قريبا جهاز رادار يصل مداه إلى 150 كيلو مترا، يمثل تطويرا لجهازين أنتجتهما الشركة سابقا بمدى 24 كيلو مترا و50 كيلو مترا· وأوضح أن تلك الاجهزة تقوم باكتشاف طلقات المدفعية الثقيلة والصواريخ أرض أرض وطلقات المدفعية الخفيفة على مسافات بعيدة تمكن من التحرك السريع للتصدي لها، مشيرا إلى أنه كلما كانت طلقة المدفعية صغيرة الحجم كلما تطلب ذلك حساسية عالية لجهاز الاستشعار''الرادار'' لاكتشافها· وأشار إلى أن النوع الأول وهو رادار'' تي بي كيو''36 والذي يصل مداه إلى 24 كيلو مترا يعتبر من أوائل أجهزة الاستشعار المتقدمة في العالم، منوها إلى أنه عند التخطيط للعمليات يؤخذ في الاعتبار أن مدى الردار يتراوح بين 12 كيلو مترا إلى 24 كيلو مترا بحسب نوعية الذخيرة، وعلى سبيل المثال يصل المدى بالنسبة لطلقات المدفعية من 15 كيلو مترا إلى 20 كيلو مترا، وبالنسبة للصواريخ أرض أرض يتم اكتشافها على مدى 24 كيلو مترا· أما بالنسبة للرادارالثاني ''تي بي كيو''37 فإن مداه يصل إلى 50 كيلو مترا بالنسبة للصواريخ أرض أرض و30 كيلو مترا بالنسبة لطلقات المدفعية، وأنتجت الشركة 127 جهازا من هذا النوع، بينما أنتجت من الجهاز الاول 300 جهاز تستخدم جميعا في أكثر من عشرين دولة· وأشار إلى جهاز الرادار الجديد ''تي بي كيو''64 سيكون أحدث أجهزة الردار في العالم، حيث يكتشف الأهداف الجوية المختلفة مثل الصواريخ ''كروز'' أو الصواريخ الطوافة أو الطائرات الموجهة بدون طيار وطائرات الهيلوكوبتر، وبالتالي يوفر صورة جيدة عن الموقف الجوي لمركز القيادة والقوات البرية الموجودة في أرض المعركة، وأنتجت الشركة مؤخرا هذا الجهاز بمدى 75 كيلو مترا، وسيرتفع المدى إلى 150 كيلو مترا لاكتشاف الطائرات على هذا المدى البعيد· واشارإلى أن الشركة، التى تعد الأولى في الكترونيات الدفاع الجوي في العالم، تمتلك أجهزة استشعار كثيرة سواء كانت حرارية أو بصرية أو رادارية وجميعها يتعامل مع أنظمة الاتصالات والاستخبارات بكفاءة عالية، وتستهدف توصيل المعلومة بسرعة إلى مركز القيادة والتحكم والسيطرة سواء كانت في طائرة أو باخرة أو على الأرض، كما تمتلك الشركة أجهزة استشعار تحت الماء تكشف أعماق البحار، وبذلك يسهل التصدي لأية محاولات للهجوم من أعماق البحار سواء من غواصات أو بواخر دبابات أو مدافع وغيرها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©