الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشارقة تضع اللبنة الأولى لتأسيس ثقافة سينما الأطفال في المنطقة

الشارقة تضع اللبنة الأولى لتأسيس ثقافة سينما الأطفال في المنطقة
25 أكتوبر 2013 21:07
في مهرجان الشارقة السينمائي للطفل، الذي انطلق في 21 أكتوبر، ويختتم اليوم، تلاقحت الرؤى والأفكار، وتلاقت أحلام الطفولة بحرص الكبار، ليخطو ببراعم المستقبل خطواتهم الأولى على درب الفن والموهبة والإبداع، ويقدم مشهداً حياً لما سيكون عليه الغد. هدفه دائماً رسم صورة تعكس مستقبلاً باهراً، من أجل بناء حياة ترنو للجمال والإبداع، بالتعرف عن قرب إلى المواهب، والبداية مع الموهوبين منذ الصغر، وهذا ما حرص عليه في دورته الأولى من ناحية إشراك أكبر عدد من الأطفال بهذه التظاهرة الفنية المقامة لهم، لتكون اللبنة الأولى لتأسيس ثقافة سينما الأطفال في المنطقة. منذ اليوم الأول توافد الطلاب لحضور عروض أول مهرجان سينمائي متخصص في سينما الأطفال على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث جذبتهم خصوصية هذا المهرجان الذين يعد منهم ولهم، فالطفل هو الرابح الأول والأخير في هذه التظاهرة الفنية الثقافية المحلية العالمية، حيث توفر له بنية قادرة على استيعاب مواهبهم وتحقيق طموحاتهم. تنوع العروض وتتحدث هنا أحمد «معلمة روضة» عن المهرجان، فتقول: مشاركة الأطفال في هذه المهرجانات تعود عليهم بالكثير من الفائدة من الناحية السلوكية، وذلك بفضل التنوع في العروض المقدمة ما بين قصص تروى بأفلام حركية صامتة، وأخرى تعتمد الأسلوب الغنائي، وثالثة تروى عن طريق المحادثة الكلامية والحوار، فتنوع هذه الأساليب يثري لدى الطفل طرق التواصل الاجتماعي مع الآخرين، ويفتح أمامه سبلاً جديدة للاتصال، هذا فضلاً عن أنه يعلمهم استراتيجيات القصة من محاور عدة، منها السينما ومسرح العرائس، لذا نرى أن اندماج الأطفال مع ما يعرض في المهرجان من أفلام فاق سواه لتأثرهم بالصوت والشاشة الكبيرة وتجاوب الأطفال مع أحداث القصة. وترى عالية عبد الله «معلمة روضة»، أن السينما في عصرنا الحالي لها الدور الأكبر في التعلم واكتساب عادات جديدة، فضلاً عما تقوم به من رفد الخيال بالأفكار والصور ليبدع، كما أنها تنمي لدى الأطفال أساليب التواصل والتحادث اللغوي، من خلال المناقشة فيما بينهم حول ما شاهدوه ورأيهم فيه، وهذا ما ألاحظه من خلال مدى انجذابهم لما يعرض، خاصة الأفلام الصامتة التي استرعت انتباه الجميع، لاعتمادها على الحركة، فالطفل يشاهد وينسج القصة في خياله، ليرويها على طريقته فيما بعد، وهذا من شأنه أن يثري المفاهيم اللغوية لديه، ويفتح أفق التعبير الحر الوصفي عما يشاهده. اكتشاف المواهب أما منى سعيد «معلمة»، فتتحدث عن أهمية المهرجان من الناحية التعليمية، فتقول: هذا المهرجان جاء ليؤكد المشاركة في العملية التعليمية التي لا تقتصر على المدرسة وحدها، وإنما على التواصل بين المدارس والمجتمع، من خلال المشاركة الفاعلة في المهرجانات والفعاليات المجتمعية، لذا فهو دور مكمل لدور المدرسة. وتضيف: يأتي هذا المهرجان، باستخدامه تقنيات متطورة، لتركيز المعلومة وتثبيتها في الذاكرة، من خلال المؤثرات المستخدمة بالصوت والصورة، فضلاً عن تغير المكان بإخراجهم من قاعات الصفوف إلى مدارج السينما، وهذا من شأنه أن ينمي ثقة الطفل في نفسه، ويحرض خياله، ويسلط الضوء على مواهبه، فالسينما فن جميل، تدعم الأساس المسرحي لديهم إذا أرادوا محاكاتها بأعمال فنية مماثلة أو تزويدهم بأفكار لرسم لوحات وإثراء الجانب اللغوي بإضافة مصطلحات لغوية جديدة. وترى نورة علي «معلمة»، أن المهرجان يعد إضافة جديدة للشارقة التي أثبتت قدرتها دوماً على استقبال تظاهرات ثقافية وفنية جديدة، ويعد هذا المهرجان بمثابة بعد تواصلي يقدم صورة مشرقة عن الشارقة. وتؤكد فاطمة يوسف «معلمة» أن هذا المهرجان يدل على إيمان الشارقة بمواهب أبنائها، وحرصها على الكشف عن هذه المواهب وصقلها والنهوض بها، لخلق جيل من المبدعين والمتميزين، هذا فضلاً عن أهميته الثقافية والفنية والتعليمية، بما سيعود بالإيجاب على الطفل في مختلف النواحي. تجربة جديدة أما أم فيصل «ربة بيت»، فتقول: طفلي حضر مع الروضة لمشاهدة العروض، وأردت معرفة مدى تفاعله مع ما يشاهده، لذا حضرت إلى هنا، وسعدت وأنا أرى البسمة مرسومة على وجه صغيري، فكم كان متحمساً لمشاهدة العرض، فهي المرة الأولى بالنسبة له، وأنا أراقبه من بعيد، لمست أن هناك استجابة وانجذاباً كبيراً لما يرى، تفوق مشاهدته للتلفاز في البيت. موضحة: جميل أن يشارك الأطفال في المراحل المتقدمة في هذه الفعاليات التي سيكون لها الأثر الطيب مستقبلاً. وتضيف: من خلال مشاهدتي للمهرجان والتنظيم فخورة بالشارقة وما تقدمه للطفل، خاصة أن هذا المهرجان يسير في مصاف المهرجانات الدولية والعالمية المشهود لها بالنجاح والقوة، الأمر الذي أسعدني بهذه التجربة الجديدة على طفلي. ورش فنية وترى نبيلة محمد «أم لأحد الصغار» قائلة: ما أعجبني في المهرجان فكرته.. وكيف أنه موجه للأطفال، أي إنه منهم وإليهم، بالإضافة إلى تنظيم ورشات عمل فنية للأطفال تخرجهم من الطريقة التقليدية للتعليم وتطلقهم لدنيا أوسع. وهذا المهرجان يعكس مدى اهتمام الشارقة بمستقبل بالطفل، كما يعكس الحضور القوي للسينما في حياة الأطفال، من خلال التأثر بالرسوم والأصوات والقدرة على تقليدها، وبالتالي تركز على الجماليات الفنية المخبوءة لديهم وتساعدهم للبوح بها. اللبنة الأولى حول المهرجان، تقول مدير المهرجان جواهر عبد الله القاسمي «المهرجان يسعى لأن تكون الشارقة من الذين يسهمون في وضع اللبنة الأولى في نشر ثقافة سينما الطفل في الإمارات والخليج». وعن التركيز على ترسيخ الثقافة الإعلامية للناشئة، تضيف «إيماناً بما يمتلكه هؤلاء الأطفال من مواهب وأفكار قابلة للصقل والتطوير في سبيل إنشاء جيل إعلامي واعد نفخر بإنجازاته مستقبلاً». وعما إذا كان المهرجان استطاع فتح نافذة للأطفال يطلعون من خلالها على الثقافات الأخرى، توضح «يعرض المهرجان 78 فيلماً من 32 دولة، والتي تعرض في قاعات مختلفة من إمارة الشارقة، هذا الاختلاط والمزج الثقافي من شأنه أن يفتح آفاقا فكرية واسعة، ويؤثر بشكل إيجابي على تفكير الأطفال، كما من شأنه في أنه يعزز فكرة قبول الجنسيات والأفكار المختلفة عن التي اعتاد الأطفال عليها في المنطقة». وبالنسبة للهدف من كون المهرجان مرآة تعكس الطفولة من منظور عالمي، تقول القاسمي إن «دمج الأطفال وتعريفهم بالمجتمعات المختلفة يعد أحد أسباب الإبداع للطفل، كما أن الإطلاع على تجارب الآخرين يساهم في تطوير ثقافة الطفل البصرية والسينمائية». وعن الكيفية التي ينظر بها المهرجان إلى سينما الأطفال مستقبلاً، توضح القاسمي «الإقبال الذي شهدناه في الدورة الأولى يعكس مدى تقبل واستعداد أطفال المنطقة لعرض إبداعهم ومشاركته مع الآخرين»، مضيفة أن المهرجان احتوى أقساماً مختلفة، كما أن باب المشاركة مفتوح للمخرجين الصغار والمخرجين الجدد، وسرنا وصول عدد جيد من المشاركات، خاصة من طلاب المدارس، وكليات التقنية العليا بالشارقة- للبنات قسم الرسوم المتحركة والإعلام». وحول كيفية مساهمة السينما في دعم قضايا الطفولة، تقول القاسمي إن «للسينما والإعلام دور تثقيفي مهم للطفل؛ فمن خلال السينما تتم مناقشة حقوق الطفل، كما يتم غرس الكثير من القيم بداخله». وعما يميز الفيلم المحلي عن غيره، تورد القاسمي «قرب المهرجان من بيئة الطفل، وتفاعل الطفل مع مختلف معطيات الفيلم التي اعتاد عليها أكثر من يميز هذه الأفلام، ومما لا شك فيه فإن الأفلام المحلية تعطي دافع قوياً للطفل على دخول هذا المجال وكسر حاجز الخوف، لأنه أيقن بوجود جهة ترعاه وتأخذ بيديه حتى يصل لمرحلة تمكنه من عرض فيلمه على شاشات السينما». وبالنسبة للأسس التي بني عليها اختيار الأفلام المشاركة، تقول «نسعى لأن تكون جميع المشاركات متماشية مع العادات والتقاليد الإسلامية والعربية، وأن تكون بعيدة عن أي نوع من أنواع العنف اللفظي أو الجسدي، بشكل آخر نسعى لأن تكون جميع المشاركات هادفة». مخرجة سينمائية في المستقبل ببراءة الأطفال المعتادة، تحدثنا الطفلة مريم بلال «الصف الثالث الابتدائي»، عن سعادتها لمشاركة صديقاتها في مشاهدة الأفلام والتفاعل معها. وتضيف: أتمنى لو أصبح مخرجة سينمائية في المستقبل. أما زميلتها عائشة علي، فتقول: سعدت كثيراً بهذه التجربة على الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي أشاهد فيها عرضا سينمائيا، لكن ما يميز هذا العرض عن غيره، أننا جميعاً معاً أنا وزميلاتي في الفصل. وتتحدث سمية محمد طالبة في الصف السادس الابتدائي عن رغبتها في رسم الشخصيات الكرتونية التي شاهدتها في العرض ومحاكاتها، متمنية أن تتقن رسم شخصيات كرتونية عالمية. جديد الدورة المقبلة حول الجديد الذي سيضيفه المهرجان في دورته المقبلة، تقول مدير المهرجان جواهر عبد الله القاسمي «قمنا بإطلاق قسم الإنتاج الخاص بالمؤسسة، حيث نقوم بدعم أفضل النصوص الإماراتية، وتحويلها لأفلام سينمائية، وقد وقع الاختيار هذا العام على فيلم الخيال العلمي «أجوان» لكاتبته نورة النومان، وسنطلق العام المقبل مسابقة للأفلام المشاركة، وسيتخلل المهرجان العديد من الورش والفعاليات الجديدة».
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©