الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عمر كرامي: لا حل إلا بتلبية مطالب المعارضـة

23 فبراير 2007 03:13
بيروت -جودت صبرا: أكد رئيس الحكومة اللبنانية السابق عمر كرامي أنه لا يمكن أن يكون هناك حل للازمة اللبنانية إلا بتحقيق الحد الأدنى من مطالب المعارضة التي اعتبرها مطالب محقة· وحذر الرئيس كرامي في حديث خاص لقناة ''أبوظبي'' الفضائية وجريدة ''الاتحاد'' من خطورة الوضع في لبنان، في ظل ما يجري من تطورات، مشيرا إلى أن هناك عوامل خارجية وتقاطع مصالح دولية تؤثر سلباً على الأزمة اللبنانية، وتحول دون حلها، محملاً قوى الأكثرية مسؤولية مباشرة في تفاعل تداعيات الصراع اللبناني الداخلي، وغيرها من الأمور التي اثارها في حواره التالي: ؟ أين وصلت الأزمة اليوم بين المعارضة والموالاة التي تبدو مجمدة بانتظار نتائج التحركات الإقليمية، وماذا عن مبادرة السعودية الأخيرة (19+11) لقيام حكومة وحدة وطنية؟ ؟؟ الأزمة ما زالت مجمدة ولوحظ في الأسبوعين الأخيرين بأن هناك موجة من التفاؤل في الإعلام اللبناني والعربي، ومع الأسف فان هذا التفاؤل لا أساس له، وليس هناك أية مبادرة سعودية، إنما هناك مساع سعودية واجتماعات ولقاءات وأفكار طرحت، والكل مجتهد من اجل حل هذه الأزمة ولكن مع الأسف لا تزال تراوح مكانها· ؟ طالما الأزمة مجمدة لماذا لوحت المعارضة بالعصيان المدني الذي رأت فيه ضرورة، ولكن في التوقيت المناسب؟ ؟؟ المعارضة من الأساس طرحت مطالبها بالحد الأدنى وهي المشاركة في الحكومة (19+11)، والحكومة تشترط الموافقة أولا على المحكمة، وكانت المعارضة قد طلبت في البداية إمهالها 3 أيام من اجل درس الورقة التي جاءت من مجلس الأمن الدولي لوضع ملاحظاتها عليها، غير أن الحكومة عقدت جلسة استثنائية بعد 24 ساعة على الطلب وقبل أن يتاح للمعارضة البحث في محتوى هذه الورقة، والنتيجة كانت أن استقال الوزراء الشيعة من هذه الحكومة· نحن نعتبر وفق الدستور بان هذه الحكومة لم تعد حكومة شرعية، ما يعني بأنها غير موجودة على الإطلاق، غير أن الحكومة اعتبرت نفسها شرعية واستمرت في عقد اجتماعاتها، وفي اتخاذ القرارات، ومع مرور الأيام لجأت المعارضة إلى التصعيد، فكانت التظاهرة الكبرى، ومن ثم الاعتصام الذي لا يزال مستمراً حتى اليوم، ولا تزال العقد هي هي، والدولة بكل مؤسساتها تضعف وتضمحل، وهنا يكمن الخطر الكبير، ونحن نحمل المسؤولية في الأساس إلى السلطة، مع العلم بأن المعارضة عليها أيضا مسؤولية وطنية في هذه الأزمة، ولذلك كان لا بد من التصعيد لحلها، وإلا فإن الدولة ذاهبة إلى الانهيار· ؟ انتم استقلتم من حكومتكم الأخيرة رداً على اغتيال الرئيس رفيق الحريري أثر مطالبة حشود 14 مارس بذلك، فكيف تفسرون اليوم تمسك الرئيس السنيورة بالرئاسة وكيف تفسرون قول مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني بان إسقاط حكومة السنيورة خط احمر، مع العلم بأنه لم يعلق على إسقاط حكومتكم؟ فهل ترون أن موقف المفتي هو للحفاظ على حقوق الطائفة السنية، أم على أشخاص معنيين فيها؟ ؟؟ أنا لم استقل تحت ضغط الشارع بل قدمت استقالة حكومتي عندما وقع زلزال اغتيال الرئيس الحريري، وكان لا بد من أن نتحمل المسؤولية السياسية، وكان ابسط ثمن هو تقديم الحكومة استقالتها، ولكن كان البعض في ذلك الوقت يعمل على افتعال فتنة سنية - شيعية، إضافة إلى الوضع المالي الذي كان مهدداً بدوره، ولذلك آثرت على حمل ''الجمر'' لتفادي هذين المحظورين، وبعد 15 يوماً على وقوع الجريمة انعقدت أول جلسة للبرلمان وعندما استمعت إلى كلام شقيقة الراحل السيدة بهية الحريري قررت فوراً الاستقالة من اجل مصلحة البلد· ؟ كيف تفسرون اليوم تمسك الرئيس السنيورة بالحكومة؟ ؟؟ أنا أقول بأن الذي يستمع إلى هذا المديح بالرئيس السنيورة ليلاً نهاراً من الرئيس الأميركي جورج بوش وأفراد الإدارة الأميركية يعرف مدى الحظوة له عند الاميركيين، وهذه الحظوة لا تأتي مجاناً، ولكن مع الأسف فان الرئيس السنيورة لا يمتلك أمر استقالته وهذا الأمر ينسحب أيضا على كامل فريقه، ولا يخفى على احد بأن هناك امراً خارجياً يقضي باستمرار الحكومة، أما بشأن سماحة المفتي فنحن لنا ملاحظات على سياسته المتبعة في دار الإفتاء، وقد نصحنا مراراً بأن تاريخ دار الإفتاء هو تاريخ ينص على أن يكون المفتي الأب الصالح لجميع المسلمين، لأنه هو مفتي الجمهورية، وموقع دار الإفتاء كان موئلاً لكل اللبنانيين في كل الأزمات، وعندما ينحاز المفتي لأي سبب كان إلى فريق، لا يعود يستطيع أن يلعب هذا الدور، ولا يستطيع أن يكون الأب الصالح للجميع· تاريخ كرامي ؟ انتم من القيادات السنية التي تولت رئاسة الحكومة أكثر من مرة، وانتم اليوم مع فريق المعارضة الذي يضم جميع الطوائف، فهل انتم مع المعارضة للتعبير عن انزعاجكم من استفراد النائب سعد الحريري بالقرار والشارع السني أم لأنكم مقنعون تماماً بأهداف المعارضة، أم لأنكم خارج الحكم وتريدون المعارضة من اجل الوصول إلى الحكم؟ ؟؟ إن تاريخ عمر كرامي لا يدل على ذلك، فنحن في تربيتنا ونهجنا السياسي وفي المدرسة الوطنية التي تعلمنا منها، تنشقنا المبادئ الوطنية الأساسية القائمة على القومية العربية، ونعتبر أن إسرائيل هي العدو والخطر الحقيقي على لبنان والأمة العربية، لذلك نحن مع المقاومة من هذا المنطلق، وهي حققت الانتصار الأول في النزاع العربي - الإسرائيلي، وقلبت كل الاستراتيجيات ليس في لبنان، والمنطقة فقط بل في العالم بأسره، وفتحت باباً جديداً من اجل الوصول إلى سلام عادل وشامل، ومن هذا المنطلق لا يمكن أن نكون إلا مع المقاومة، ونحن تحت شعار ''ثقافة الموت'' وشعار ثقافة ''نحب الحياة'' لا يمكن أن نتخلى عن قوميتنا أو عن مبادئنا، بل نحن نلتصق أكثر فأكثر بالمقاومة لأننا نعرف بان كل هذه الطروحات تقف وراءها إسرائيل ومن يدعم إسرائيل· ؟ إذا ما هو هدفكم: المقاومة أم المعارضة؟ ؟؟ طبعاً هدفنا المعارضة لأننا نرى من هم في السلطة ينحرفون نحو أمور تختلف عن مبادئنا التي تربينا عليها، واخذ لبنان والطائفة السنية إلى غير المكان التاريخي الذي دفعت ثمنه (الطائفة السنية) نضالاً وشهداءً وتضحيات كبيرة· الأكثرية على موجة عاطفية ؟ من يأخذ الطائفة السنية إلى المكان الذي تتحدثون عنه؟ ؟؟ هم من يطلقون عليهم اسم الأكثرية، فتحت ثقافة نحب الحياة، يجب أن نتخلى عن عروبتنا ويجب أن يتقوقع لبنان وان يكون ''ملهى'' للمنقطة وهذا أمر غير مقبول· ؟ كيف تنظرون إلى النائب الحريري؟ هل ترونه مقيداً أو حراً في قراراته السياسية؟ وهل فعلاً ترونه ينفرد بالقرار والشارع السني؟ ؟؟ لا شك في ذلك، ولكي نكون واقعيين، لا بد من القول بأنه بعد استشهاد الرئيس الحريري، هناك موجة في لبنان تتعاطف مع ما حصل واذكر انه عندما كنت في آخر أيامي في الحكومة، كيف كان السفراء وعلى رأسهم السفير الاميركي يأتون اليّ ويصرون على مطلب واحد وهو إجراء الانتخابات النيابية في موعدها أي بعد شهر على استشهاد الحريري لأنهم كانوا يعلمون بأن هذه الموجة العاطفية ستؤثر في نتائج الانتخابات لقناعتهم بأن من يمتلك الأكثرية في البرلمان، يمسك الحكم والسلطات جميعها، لذلك نحن نقول إن الأكثرية الموجودة اليوم جاءت نتيجة موجة عاطفية ومال سياسي دفع بشكل كبير في الانتخابات التي استغلت فيها الأوضاع الاقتصادية الصعبة عند المواطنين في لبنان، وأيضا نتيجة ما سمي في حينه بـ''التحالف الرباعي'' بين (جنبلاط - الحريري - حزب الله - أمل) الذي شكل خديعة كبيرة، أنتجت الأكثرية البرلمانية التي انبثقت عنها الحكومة وهي التي تأخذ لبنان إلى المكان الذي لا نريد أن تأخذه إليه· ومن هنا إصرارنا على أن يكون في أسرع ما يمكن قانون انتخاب جديد وإجراء انتخابات نيابية ينبثق عنها مجلس نيابي يمثل الشعب بالفعل، ومن خلاله إذا كانت الأكثرية مع قوى 14 مارس فليعودوا إلى الحكم وهذه هي الديمقراطية وليحكموا كما يشاءون لأنه ستكون هذه إرادة الشعب· ؟ البعض يتهم الرئيس نبيه بري بتعطيل عمل البرلمان ويخبئ مفاتيحه في جعبته، وهو هدد بفضح كل الأمور قبل نهاية الشهر الحالي، فهل تقرأون بأن ما أدلى به النائب الحريري من اعتذار إلى إحدى القنوات الفضائية استباقاً لما سيدلي به الرئيس بري؟ ؟؟ لا شك أن الرئيس بري لا يعطل عمل البرلمان، وهو يتمسك بالدستور حرفياً، ونحن وإياه نقول إن هذه الحكومة غير شرعية، فكيف يمكن أن يدعو البرلمان إلى جلسة ليس فيها حكومة، وتساءل: من سيحاسب البرلمان هذا أولاً، أما ثانياً فان الأكثرية تقدمت بعريضة من اجل عقد جلسة برلمانية لبحث قضية المحكمة الدولية، مع العلم بان مشروع القانون لهذه المحكمة لم يصل إلى رئاسة البرلمان، فكيف يمكن أن تعقد الجلسة بدون وجود مشروع القانون، وثالثاً فإن البرلمان ليس في دورة استثنائية، وهي لا تفتح إلا بمرسوم، ولا يوجد هذا المرسوم الذي يجب أن يصدر بتوقيع رئيسي الجمهورية والحكومة· نحن نقدر قلة خبرة النائب الحريري في مثل هذه الأمور، ولذلك فان من حوله يوسوسون له وينطلق لسانه بهذه الوسوسات ويعود ويعتذر ولكن النتيجة البلد هو من يدفع الثمن· ؟ الرئيس إميل لحود يمتلك كافة الأوراق في السلطة ويستطيع أن يحل هذه الحكومة فلماذا يقف الرئيس لحود على الحياد ولا يأخذ موقفاً لا من الأكثرية ولا من المعارضة؟ ؟؟ هذا هو دور رئيس الجمهورية في الأساس، وهو الشخص الوحيد في كل هذه الدولة الذي يقسم على احترام الدستور، والرئيس لحود من هذا المنطلق كذلك يقول إن هذه الحكومة غير شرعية وعندما يقول إن الحكومة غير شرعية يعني أنها غير موجودة تماماً وهذا هو موقفه· باريس 3 وحل الازمة ؟ هل ترون أن عائدات مؤتمر ''باريس ''3 كانت مقابل سكوت الحكومة عن الدول العشر غير المتعاونة مع التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الحريري؟ ؟؟ إن ما يسمى بـ''الحكومة'' هي من نفس الفريق المذكور، وليس لها أي دور في موضوع الدول التي تتعاون، أما ''باريس ''3 فقد اطلعنا على الدراسات، فوجدنا أن نتائجه مضخمة أكثر بكثير مما أعلن· ؟ لماذا يتردد أن الحل لا بد وأن يمر عبر بوابة دمشق - طهران - الرياض، ما دور هذه الدول في الصراع اللبناني الداخلي؟ ؟؟ إن الصراع اليوم قائم بين جهات عديدة، حيث أن فريق المعارضة له علاقات وصداقات مع سوريا والسعودية وإيران وفريق الأكثرية كذلك له علاقات مع السعودية، وطبعاً ليس هناك إي حل يمر إذا ما تدخلت هذه القوى العربية والإيرانية لان هذه الدول لها نفوذها على بعض الفرقاء المتنازعين في لبنان· ؟ هل يعني ذلك أن الصراع هو امتداد لحرب خفية بشكل غير مباشر بين إيران والسعودية وما تمثله الدولتان بالنسبة إلى السنة والشيعة؟ ؟؟ منذ البداية حصل سوء تفاهم حول بعض المواضيع التي نقلت إلى السعودية، واعتقد انه كان فيها بعض التضخيم، بل وبعضها غير صحيح إطلاقا، والسعودية من خلال مسؤوليتها الدينية وبحكم وجودها كدولة مؤثرة في المنطقة كان من واجبها أن تتصدى لهذه الأمور التي نقلت إليها، ومن هنا كان المناخ يوحي بأن هناك صراعاً سعودياً - إيرانيا، وعندما اجتمعوا فإن كل الأمور بحثت وكان التفاهم تاماً وشاملاً وكاملاً بين السعودية وإيران، وهذا سيمهد لتنقية الأجواء بين السعودية وسوريا، وطبعاً سينعكس إيجابا على الوضع اللبناني· ؟ كيف سيكون الحل برأيكم، ومتى؟ ؟؟ أنا اعتقد بأن الحل لا يمكن أن يكون إلا بتحقيق الحد الأدنى من مطالب المعارضة، أي المشاركة في الحكم، ولبنان لا يمكن أن يستمر إلا في ظل الديمقراطية التوافقية، بمعنى أن الأكثرية لا تتسلط على الأقل، وعندما يُخل بهذا المبدأ تحصل الأزمة التي نشاهدها اليوم، ومن هنا لا يمكن حل الأزمة إلا بمشاركة المعارضة عن طريق الثلث الضامن في الحكومة، ولكن حتى الآن لا يوجد أي تقدم، وكل طرف متمسك بمواقفه· ولا شك أن التدخل الخارجي هو الذي يعطل كل الحلول والمبادرات، وطالما هناك المصالح الخارجية تتضارب على الساحة اللبنانية يبقى الحل صعباً· ؟ انتم تعترفون إذا أن كل فريق لديه ولاء للخارج والكل ينسى لبنان؟ ؟؟ مع الأسف أستطيع القول أن هذا شبه صحيح·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©