شرطة دبي تحذر من تنامي ظاهرة سرقة الكابلات الكهربائية

حذرت شرطة دبي شركات المقاولات والإنشاءات والتمديد الكهربائي من تنامي ظاهرة سرقات الكابلات الكهربائية في المواقع الإنشائية ضعيفة الحراسة. ودعت خلال مؤتمر صحفي عقد أمس بمركز شرطة القصيص أصحاب تلك الشركات إلى اتخاذ الاحتياطات الكافية لحراسة معداتها عبر تعزيز الحراسة وإضاءة مواقع العمل ووضع كاميرات مراقبة. وحضر المؤتمر العقيد محمد ناصر الرزوقي نائب مديرالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية لشؤون مراكز الشرطة، والعقيد أحمد بن غليظة مدير إدارة الحد من الجريمة، والمقدم أحمد حميد المري مدير إدارة المباحث الجنائية بشرطة دبي. وكشف العقيد الرزوقي أن الإحصائيات الرسمية تشير الى أن إمارة دبي شهدت خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري 84 قضية، قدم للمحاكمة فيها 480 متهماً، منهم 10 تجار مشاركون بالجريمة بشراء أشياء متحصلة من جريمة سرقة، فيما بلغ عدد قضايا هذا النوع من الجرائم طوال العام الماضي 108 قضايا، متهم فيها 554 شخصاً منهم 16 تاجر سكراب. ولفت الى أن 42 قضية من التي تم ضبطها خلال العام الجاري وقعت في منطقة اختصاص مركز شرطة القصيص مبيناً أن غالبية مرتكب هذا النوع من جرائم السرقة هم من الجنسيات الآسيوية تتصدرهم الجنسية الباكستانية والبنجالية والأفغانية فضلا عن الجنسية الفيتنامية. وأكد العقيد محمد ناصر أن ظاهرة سرقة الكابلات ليست قاصرة على إمارة دبي وحدها، وإنما الإمارات ودول الخليج العربي بصفة عامة لما تشهده من طفرة عمرانية وإنشائية، فضلا عن وجود طلب على خام النحاس الذي يباع الطن الواحد منه بحوالي 35 ألف درهم. وأرجع السبب الرئيسي في الظاهرة إلى الإهمال. وتوقع أن تتراجع تلك العمليات نظراً للملاحقة الأمنية والتوعوية من جانب، ولقرب اكتمال البنية التحتية في الإمارات عامة ودبي خاصة من ناحية أخرى. وشدد على أن إهمال أصحاب الكابلات الكهربائية يعد السبب الأول لوقوع هذه الجرائم.وقال “لا يعقل أن يكون بالموقع الإنشائي معدات وكابلات كهربائية تصل قيمتها إلى ملايين الدراهم فيما يكتفي مسؤولوها بوضع حارس براتب 600 درهم فحسب. وبين العقيد الرزوقي أن شرطة دبي أعدت برنامجا لمكافحة الجريمة، اشتمل على سد الثغرات التي يستغلها المجرمون ومنها رصد المواقع الإنشائية وتكثيف الدوريات الأمنية عليها، وتوعية المسؤولين بشركة ديوا والشركات المتعاملة معها من الباطن وغيرهما من شركات الإنشاءات. من جانبه أوضح العقيد أحمد بن غليظة مدير إدارة الحد من الجريمة أن إدارته نجحت برصد 23 موقعا عرضة للسرقة خلال العشرة أشهر الأخيرة، منوهاً الى أنه تم التواصل مع المسؤولين عنها لسد هذه الثغرة وحماية ممتلكاتهم فيما إشار الى أن إدارته تمكنت خلال متابعتها برصد الثغرات هذه من ضبط 13 متهما في قضايا حدثت بمواقع مختلفة. وأوضح أن مواقع سرقة الكابلات تشمل المستودعات المهملة، ومواقع الإنشاء قليلة الحراسة وقيد التشطيب، فضلا عن غرف الكهرباء التابعة لـ”ديوا” وتلك التابعة لاتصالات و”دو”. وأشار الى أن برنامج “عيون دبي” الذي تطبقه إدارته المتصل بكاميرات بغرفة العمليات نجح في رصد الكثير من المواقع المعرضة للسرقة مبيناً أن العمل جار مخاطبة الجهات المعنية لسد ثغرات احتمالية وقوع سرقتها. وقال إن إدارته نفذت بهذا الصدد أربع حملات “السيطرة الأمنية، المستودعات ، والأسلاك الشائكة، وأبواب المدينة، منوهاً الى أنها أسهمت في ضبط كثير من القضايا، وبخاصة تلك التي تتم عند مداخل إمارة دبي باتجاه الشرق، حيث الاتجاه الذي اعتاد المتهمون تصريف وبيع سرقاتهم فيه. وناشد العقيد بن غليظة جمهور المواطنين والمقيمين بالإبلاغ عن أية مواقع إنشائية عرضة للسرقة على الرقم المجاني 800600600، دون أية مساءلة للشخص المبلغ. من جانبه، قال المقدم أحمد حميد المري مدير إدارة الباحث الجنائية أن لصوص الكابلات الكهربائية يختارون الأماكن النائية عن المدينة لتنفيذ جرائمهم ليلا، مبيناً أنهم يعمدون لارتكابها خلال أيام العطلة الأسبوعية. وأضاف أن البعض الآخر منهم يعمد الى الاختباء في أماكن صحراوية بعد تنفيذ سرقته ومن ثم التحرك وسط جموع الناس الذاهبة لأعمالهم صباحا، فيما يعمد عدد آخر منهم الى ارتداء زي عمال المترو لتضليل رجال الأمن. وقال إن مرتكبي هذا النوع من السرقات عمد الى استخدام أساليب جديدة تتصف بالخطورة كسرقة الكابلات من المولدات الكهربائية وتفريغ الشحنة الكهربائية منها في الأرض وهو امر قد ينجم عنه انفجار المولدات واشتعال الحرائق، فضلا عن استخدامهم مقصات هيدروكيلية تعينهم على قص الكابلات أثناء توصيل التيار الكهربائي، مشيراً الى إصابة أحد المتهمين العام الماضي بحروق بليغة أثناء قيامه بسرقة كابلات كهربائية موصولة بالتيار الكهربائي.