الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

شاعرتان تقرآن نصوصاً اجتماعية ووجدانية

27 أكتوبر 2011 09:41
أقام بيت الشعر التابع لدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، في مقره بمنطقة التراث بالشارقة القديمة مساء أمس الأول أمسية شعرية شاركت فيها الشاعرتان: كلثم الشيباني وحنان المرزوقي وأدارتها الكاتبة نادية أليف، وذلك في إطار البرنامج الشهري الثقافي للدائرة. وقد جاءت القراءة في الأمسية مقتصرة على القصيدة الكلاسيكية العربية في أغلبها، وبدت حنان المرزوقي، الشابة طالبة الماجستير في اللغة العربية أقرب ميلا إلى تناول قضايا متداولة في الشأن الشخصي والاجتماعي مع المباشَرة في القول. وكانت القراءة تداولية حيث قرأت أولا كلثم الشيباني من ديوانها«صاحبة ترانيم الخزامى»، المطبوع العام 1992 كإصدار خاص- وقد كانت القصائد أكثر ميلا إلى التأمل الوجداني الفردي إنما بمسحة من حس أنثوي، «يقيني أن قلبي بات لا يمتلك أمره»، بدا واضح الملامح في بعض الأحيان، لكنه يعود ليختفي في تلك القصائد التأملية الطابع أيضا لكن بمنحى الرجاء الديني. فيصير القول الشعري أكثر شبها بالدعاء، «إلهي يا إلهي كن رفيقا .. ووفقني لدرب الصالحينا». ولعل أجمل ما قرأته كلثم الشيباني كانت تلك القصيدة التي جاءت بالعامية، حيث التأمت الجسارة في القول الشعري مع صدق الإحساس الأنثوي في تناول بسيط وعميق للحب، ومما قرأت كلثم الشيباني على وجه الإجمال نقتطف: «أراك بقلبي بدون انقطـــاع نداءَ حبيــــبٍ لكَمْ ســيُطاع حبيب الأماني فـداك زمــاني جلبت الأمان لعمري المضاع أراكض بقربي ضنيــنا بقلبـي إذا عدتَ يوما بقلبي اتـساع ولستُ أبالي ببعــــدك عنــي إذا ســــاء حالي بُعيْدَ الـوداع ســـيرحلُ حبٌّ قــديم بقلبي فآنَ ارتحال ليحيـــا التــياع» اما حنان المرزوقي فقد أبرزت موهبة لافتة في إتقان العروض مثلما جعلت البعض من قصائدها بكلام لا شائبة نحوية فيه، أيضا لا يستطيع المرء، سماعيا، أن يأخذ موقفا محددا من القصيدة التي قرأتها وضمنتها أشطرا شعرية من الانجليزية بحيث يتمّ استجلاء الدواعي الفنية لهذا التضمين في قصيدة ذات بنية كلاسيكية عربية، أيضا كانت قصائدها تذهب إلى المعنى مباشرة لا مواربة. ومن أجواء ما قرأت حنان المرزوقي نقتطف: «ومن صبري أحارب يأسَ شأوي وإيماني وسؤدد طيف صحبي فمَجمَعُ أصدقاءِ الخير خصبٌ وتاجٌ أبتغيــــه وخيرُ كسْـــبِ ولا زالتْ مناجاتي تــــروّى بأفواه الحنايا دون عَجْبِ» أما مجمل الحوار الذي دار بعد القراءة فأشاد اغلب الحاضرين بالمستوى المتميز في التعامل مع اللغة لجهة سلامتها النحوية والصرفية ولجهة أنها وعاء الشعر مثلما أشادوا بموهبة حنان المرزوقي في إتقان العروض على حداثة سنّها، غير أن الملاحظات الأخرى تطرقت إلى أن التعامل الصوتي مع الميكروفون وأذن السامع ينبغي أن يكون أكثر دربة واحترافا وكذلك إيغال الشعر في النظم على حساب القول الشعري وغياب ذلك القَدْر من الغموض الذي يفسح للمتلقي مجالا في تأويل الشعر فضلا،. كما أشار عديدون إلى حضور أصوات لشعراء آخرين في الشعر آملين أن تتخلص منها الشاعرتان بالدربة والمهارة وتكوين ومراكمة الخبرات الشخصية في الكتابة الشعرية.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©