يضع مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي مدينة أبوظبي في قلب الفن السابع، ويفتح عيون وقلوب صناع السينما على المدينة التي ترسم كل عام، من خلال مهرجانها، خطوطاً وملامح لفجر إبداعي يتجدد بتجددها.
أتى مهرجان هذا العام الذي تتواصل فعالياته من 24 أكتوبر حتى 2 نوفمبر المقبل، أكثر تطوراً سواء من ناحية التنظيم أو اختيار الأفلام أو المبادرات والجوائز التي تم استحداثها، ضمن جوائز المهرجان الأساسية، إضافة إلى حضور كوكبة كبيرة من نجوم العالم والعرب ودول الخليج الذين جعلوا السجادة الحمراء أكثر بريقاً ولمعاناً أثناء سيرهم عليها يوم افتتاح المهرجان.
«الاتحاد» التقت مجموعة من الفنانين الذين حضروا مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته السابعة سواء كانوا ضيوفاً أو مشاركين بأفلام ضمن المسابقات الرسمية، ليتحدثوا عن المهرجان وانطباعاتهم عنه، وكذلك يكشفون عن أعمالهم الفنية الجديدة المقبلة فماذا قالوا؟
المنصور.. مقدم برامج
ووجه الفنان الكبير محمد المنصور تقديره إلى القائمين على المهرجان، وعلى رأسهم علي الجابري، لاسيما بعد أن أظهر إمكاناته ومساهماته ونشاطاته ومبادراته في تطوير مهرجان أبوظبي السينمائي بعد أن تولى منصب إدارته، من الواضح أن المهرجان يزداد أهمية عاماً بعد عام، الدليل على ذلك استمراريته في تحقيق نجاحات عدة خلال دوراته الست الماضية، الأمر الذي يرجع إلى اهتمام مسؤوليه ومساهمتهم الجليلة والقوية التي تحمل أبعاداً ثاقبة في تطوير صناعة السينما الخليجية والعربية، ما جعل المهرجان يتسم بصفة العالمية.
وكشف المنصور أنه يتعاون مع القائمين في المهرجان على المشاركة في الرأي باختيار الأفلام، كذلك يساهم في إعطائهم بعض الأفلام سواء العربية، كان آخرها سيناريو لفيلم جميل للكاتبة سارة جروان الكعبي، بعنوان «مستر يوسف».
وفاجأنا محمد المنصور بإعلانه عن خوض تجربة التقديم مع المذيعة الإماراتية حصة الفلاسي في برنامج جديد، سيكون من فكرته وإعداده، والمقرر عرضه على شاشة تلفزيون أبوظبي، لكنه لا يستطيع أن يفصح عن تفاصيله في الوقت الحالي حتى يبدأ تصويره، مشيراً إلى أنه سيكون مفاجأة كبيرة جداً للجمهور، لاسيما أنه من نوعية البرامج المختلفة التي لم تقدم سابقاً.
منافسة قوية
وعند سؤال الفنان الإماراتي الكوميدي جابر نغموش عن انطباعه عن مهرجان أبوظبي السينمائي، قال: أصبح مهرجان أبوظبي السينمائي له بصمته الخاصة والمميزة، فخلال ستة أعوام مضت من الإبداع الفني استطاع المهرجان أن ينافس أهم المهرجانات العالمية والعربية والخليجية الأخرى.
وتابع: مهرجان أبوظبي طفرة فنية وثقافية رائعة، يعمل على دعم صناعة السينما في المنطقة، وكذلك المواهب الفنية الشابة، التي تحتاج إلى من يقف إلى جانبها، ويقدم لها يد العون حتى تستطيع إظهار إبداعاتها في مجال السينما والفن السابع، الأمر الذي سيعود بالإيجاب على على الساحة الفنية الخليجية والعربية، من خلال ظهور أفلام بفكر جديد ومختلف، يواكب تطورات العصر الذي نعيش فيه.
ورداً على سؤال حول جديده، أوضح نغموش أنه يصور حالياً مسلسلاً جديداً، بعنوان «صمت البوح» الذي من المقرر أن يعرض على قناة أبوظبي، خلال شهر فبراير العام المقبل.
تبادل ثقافات
واعتبر سلطان النيادي المهرجان خطوة فنية كبيرة تهتم بصناعة سينما عربية حقيقية في دولة الإمارات، ومحطة مهمة جداً في العاصمة أبوظبي، جعلتها تعيش طفرة ثقافية وفنية طالما حلمنا بها، وتمنى أن يحقق المهرجان نجاحات عدة في دوراته المقبلة، بهذه الكلمات بدأ النيادي حديثه عن مهرجان أبوظبي السينمائي وقال: أصبحت إمارة أبوظبي محطة فنية مهمة جداً على خريطة العالم العربي، وذلك بعد أن ساهم مهرجان أبوظبي السينمائي في التعرف إلى أعمال فنية جديدة بفكر مختلف، وفتح المجال للتعاون المشترك بين الدول العربية والخليجية سواء في الإنتاج أو التمثيل، وساعد أيضاً على تبادل الثقافات والخبرات حول صناعة السينما.
حب السينما
أشاد الفنان داوود حسين بمهرجان أبوظبي السينمائي وقال: شهادتي مجروحة في المهرجان خصوصاً أنني اعتبر نفسي ابن المهرجان وإمارة أبوظبي وأهلها الطيبين، ولا أتردد إطلاقاً في قبول أي دعوة توجه لي من دولة الإمارات، فأنا مدين لهذه الأرض الطيبة لما قدمته لي خلال السنوات الماضية من صداقات وعلاقات طيبة وإنسانية مع أهلها. أصبح مهرجان أبوظبي في مصاف المهرجانات العالمية والعربية الأخرى، لما يحويه من نخبة جيدة من الأفلام ذات الاختيارات المتنوعة من جميع الدول، وكذلك استضافة نخبة من نجوم العالم والوطن العربي الذين يجتمعون كل عام في حب السينما.
واعتقد أن أهم ما يميز هذا المهرجان هو دعم الشباب خصوصاً الشباب الإماراتيين من خلال مسابقة أفلام من الإمارات، وكذلك دعم الأفلام العربية الأخرى من خلال إنتاجها.
دعم السينما المستقلة
تهتم الفنانة كندة علوش بصناعة السينما بشكل كبير لذلك لا تفوت فرصة الوجود في أي مهرجان عربي أو عالمي، وكان آخرها اشتراكها في مهرجان إسكندرية السينمائي عضوة لجنة التحكيم، وحالياً توجد في العاصمة الإماراتية لحضورها ضيفة شرف في مهرجان أبوظبي السينمائي وعن المهرجان، قالت: ليست المرة الأولى التي أشارك بها في مهرجان أبوظبي السينمائي، وما يميز المهرجان عن غيره من المهرجانات السينمائية الأخرى، أنه معني بالسينما الحقيقية، ويقدم أبرز وأهم الأفلام الغنية بأفكار وقضايا مهمة.
كما لاحظت وجود أفلام عربية قديمة جداً في دورة هذا العام تم اختيارها لتكون ضمن المسابقة الرسمية لمخرجين عرب قدماء، فاعتقد أنها لفتة جميلة من مسؤولي المهرجان لعرض مثل هذه الأفلام المهمة. واعتبرت علوش المهرجان تظاهرة فنية كبيرة، كونه معني بدعم المشاريع السينمائية الجديدة، وتقديم الدعم المادي، وتمويل أفلام جديدة ومهمة، وإعطاء فرص للشباب العرب من كل أنحاء الوطن العربي لاظهار مواهبهم وطاقاتهم الإبداعية الفنية.
وكونها أصبحت من أعضاء لجان التحكيم في المهرجانان فكندة متحمسة كثيراً للفيلمين المصريين «فرش وغطا» و«فيلا 69»، لاسيما أنها تدعم السينما المستقلة، وتتمنى أن يحصد الفيلمان جوائز ضمن المهرجان.
«لا مؤاخذة» هو عنوان الفيلم الجديد الذي تشارك في بطولته، وتصور مشاهده في الوقت الراهن، ويناقش طبيعة العلاقة داخل المجتمع المصري، وتجسد فيه دور أم تحاول التغلب على بعض المشكلات التي تواجه طفلها مع الآخرين، سواء في مدرسته أو المنطقة.
فرصة يجب اغتنامها
لفتت الممثلة سوزان نجم الدين أنها تحرص دائماً على حضورها في المهرجانات السينمائية العربية والخليجية، لاسيما أنه فرصة يجب اغتنامها للالتقاء بنخبة من أهم نجوم العالم وصناع الفن السابع بشكل عام، فمن خلال المهرجانات تزداد ثقافتنا من خلال التعرف إلى ثقافة الآخر الفنية، وكذلك نكتسب المعرفة بكل ما هو جديد ومبتكر في عالم السينما، من خلال مشاهدة العروض، وحضور ورش العمل، والجلسات الحوارية مع صناعها. وعن مهرجان أبوظبي أشارت سوزان أنه أصبح واحداً من أهم المهرجانات العالمية من وجهة نظرها، حيث يزداد تطوراً من عام إلى عام، إضافة إلى استضافته لأهم وأشهر وأبرز فناني العالم والوطن العربي، كذلك لا يجب أن ننسي اهتمامه الكبير بالوسائل الإعلامية، إذ لاحظت زخماً إعلامياً كبيراً في دورته الجديدة ، من مختلف أنحاء العالم العربي، والذين سيساهمون بطبيعة عملهم في أن يحقق المهرجان نجاحاً أكبر.
وعن جديدها أوضحت نجم الدين أنها تستعد لتصوير عمل فني مشترك، سوري مصري خليجي، مع المخرجة رشا شربتجي، بعنوان «سما»، وسيكون من الأعمال الرومانسية الاجتماعية.
شركة إنتاج
ولفتت الفنانة وئام الدحماني إلى أنها تهتم بحضور المهرجانات السينمائية بشكل دائم، خصوصاً التي تقام على أرض الإمارات، من أجل إثراء الساحة الفنية بإعمال خليجية وإماراتية مميزة، سيكون لصناعها شأن كبير في المستقبل.
وكشفت الدحماني أنها تفكر في تأسيس شركة إنتاج فنية، تدعم من خلالها الأعمال الدرامية والسينمائية الخليجية والإماراتية الجديدة.
وحول حضورها مؤخراً مهرجان «بوسان» السينمائي في كوريا، أشارت الدحماني إلى أنها كانت مشاركة بعملها البوليوودي الجديد «عشق خوذا» الذي حصل على جائزتين ضمن المهرجان، هما جائزة أفضل فيلم، وموسيقى تصويرية، الأمر الذي لم تتوقعه، وأسعدها كثيراً، مشيرة إلى أن «عشق خوذا» من المقرر أن يشارك أيضاً في مهرجاني «مراكش» السينمائي، و«بريطانيا للسينما الهندية». وعن جديدها صرحت وئام أنها تصور حالياً فيلماً بوليوودياً جديداً من بطولتها، بعنوان «Dollars»، من إخراج وإنتاج رجل أعمال هندي، مقيم في دبي، اسمه سمير خان، ويشاركها في بطولته مجموعة من ممثلي بوليوود من فئة الشباب.
عدد اليوم
