السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«النهضة» تريد الحكومة وتعرض الرئاسة على اليسار

«النهضة» تريد الحكومة وتعرض الرئاسة على اليسار
27 أكتوبر 2011 14:16
أعلن حمادي الجبالي أمين عام “حركة النهضة” الإسلامية التي فازت بأغلب مقاعد المجلس الوطني التأسيسي التونسي ، أن الحركة رشحته لتولي رئاسة الحكومة التي سيشكلها المجلس خلال الأيام المقبلة. وقال الجبالي (62 عاماً) في تصريحات لإذاعة “إكسبرس إف.إم” التونسية الخاصة ، إن الحركة “قررت منح نصف المقاعد التي حصلت عليها في المجلس التأسيسي إلى نساء ناشطات في الحركة محجبات وغير محجبات”. وأضاف أن “النهضة” سترشح منصف المرزوقي (66 عاما) أمين عام حزب “المؤتمر من أجل الجمهورية” ومصطفى بن جعفر (71 عاما) أمين عام حزب “التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات”-يساريان معتدلان- إلى رئاسة الجمهورية. ولم يستبعد الجبالي أن ترشح الحركة أيضاً الباجي قايد السبسي (85 عاما) رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية الحالية لمنصب رئيس الجمهورية خلفا للرئيس المؤقت فؤاد المبزع. كما أعلن الجبالي رفض حركة النهضة “التام” الدخول في أي تحالف مع القائمة المستقلة “ تيار العريضة الشعبية للعدالة والحرية والتنمية” التي يرأسها المليونير التونسي المقيم في لندن هاشمي الحامدي، دون ذكر للأسباب. سبق للهاشمي الحامدي الانتماء إلى حركة “النهضة” عندما كانت محظورة في عهد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي قبل أن ينسحب منها. إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام حكومية عن الجبالي أن الحركة لن تفرض قيودا على ملابس السائحات الأجنبيات على الشواطئ ولن تفرض قواعد مصرفية إسلامية. ونقلت وكالة تونس أفريقيا للأنباء عن الجبالي قوله إن القطاع السياحي يعد من “المكتسبات التي لا مجال للمساس بها... هل من المعقول أن نصيب قطاعا حيويا مثل السياحة بالشلل بمنع الخمور وارتداء لباس البحر وغيرها من الممارسات؟ هي حريات شخصية مكفولة للأجانب وللتونسيين أنفسهم”. وأضاف “لن يتم تعميم المصارف الإسلامية وإلغاء النظام المصرفي الذي تعمل به تونس ولا تحديد نشاط رجال الأعمال بل دعمهم بجلب الاستثمارات العربية والأجنبية”. من جانبه، قال راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة في تصريحات لإذاعة “اكسبرس اف ام” التونسية ردا على سؤال بشأن تشكيل الحكومة “النهضة ستنال نصيبها في روح من التنازل والإيثار (لكن) الحزب الحاصل على الأغلبية هو الذي يشكل الحكومة، هذا هو الوضع الطبيعي”. وقال الغنوشي ان مختلف الإجراءات التي تلي الانتخابات وصولا إلى تشكيل الحكومة الانتقالية “يجب ان تتم في أقصر وقت ممكن لا يزيد عن شهر”. وأكد الغنوشي في هذا الصدد ان حزبه يؤيد قيام تحالف وطني واسع وقال “نحن بدانا حتى من قبل الانتخابات التشاور مع كل القوى السياسية التي عارضت بن علي” مشيرا في هذا السياق الى ترحيبه بالتشاور مع الحزب الديمقراطي التقدمي بزعامة نجيب الشابي وحزب العمال الشيوعي التونسي بزعامة حمة الهمامي. وأضاف “هذا موقف مبدئي نحن مع التحاور من اجل تحالف وطني يفرز حكومة ديمقراطية”. وردا على سؤال بشان من سيتولى منصب الرئيس الانتقالي خلفا لفؤاد المبزع، قال الغنوشي “شخص ناضل ضد الدكتاتورية” دون ان يحدد أي اسم. وأضاف “الأمر لم يحسم ولا يزال قابلا للتشاور”. وفي مجال آخر، قال راشد الغنوشي إن “التعريب أساسي” وانه “ضد التلوث اللغوي” رغم تشجيعه على تعلم اللغات الأخرى. وأوضح أن “التعريب أساسي ونحن عرب” مضيفا “أصبحنا نصف عربي نصف فرنسي (فرانكو اراب) هذا تلوث لغوي” مضيفا مع ذلك “نحن نشجع تعلم اللغات خصوصا اكثرها حيوية دون ان نفقد هويتنا”. وبعد أن أشار إلى “حرص الفرنسيين الكبير على لغتهم” مثلا ، قال الغنوشي ان “من لا يعتز بلغته لا يعتز بوطنيته، ينبغي ان يدرس ملف التعليم وطنيا لأن عناصر الهوية الوطنية ليست شأن طرف واحد”. ودعا في هذا الصدد الى تنظيم “استشارة وطنية بمساهمة كل المختصين لتحديد سياسة” في هذا المجال مضيفا “انتهت مرحلة المكاتب المغلقة التي تحدد مصير البلاد”. من جانب آخر وحول دور المساجد التي يقول خصوم النهضة انها تستغلها للدعاية الحزبية، قال الغنوشي “لا ينبغي للمساجد ان تكون منابر لأحزاب ويجب تحييدها عن الأحزاب والتحزب” بيد انه أكد مع ذلك ان “خوض الإمام في مسائل سياسية ليس محرماً فهو ينبه ويوجه الناس في خطبه لكن دون ان ينتصر أو ينحاز لحزب دون آخر أو لشخص دون آخر”. وأعلنت حركة النهضة مساء أمس الأول فوزها “بأكثر من أربعين بالمئة من مقاعد المجلس الوطني التأسيسي” الذي سيتولى صياغة دستور جديد للبلاد تجرى على أساسه في وقت لاحق انتخابات رئاسية وتشريعية. وأظهرت نتائج أولية للانتخابات تقدم “النهضة” يليها حزب “المؤتمر من أجل الجمهورية” ثم “التكتل من أجل العمل والحريات” و”العريضة الشعبية للعدالة والحرية والتنمية”.و يعتبر حمادي الجبالي ثاني أهم قيادي في حركة النهضة-بعد راشد الغنوشي رئيس الحركة- ويصفه مراقبون بأنه “إسلامي معتدل”. وعمل الجبالي- وهو مهندس متخصص في الطاقات المتجددة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح)- مديرا لجريدة “الفجر” الناطقة باسم حركة النهضة. وقضى الجبالي 16 عاما في السجن منها 10 سنوات في حبس انفرادي من أجل انتمائه إلى حركة النهضة. وقد خرج من السجن سنة 2006 بموجب عفو رئاسي من بن علي. وتقول حركة النهضة إنها تريد أن تطبق في تونس نموذج الحكم التركي.
المصدر: تونس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©