الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تغذية الهشاشة المالية لدى الشباب

تغذية الهشاشة المالية لدى الشباب
25 أكتوبر 2013 22:14
يقول المثل العربي “القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود”، وبالرغم من شهرة هذا المثل في العديد من البلدان فقد أسيئ فهمه بشدة، حيث إن اليوم الأسود لا يقتصر على أزمة غير متوقعة، فقد تتطلب أي مرحلة في الحياة موارد إضافية، وكأمثلة على ذلك التعليم أو الزواج، وفي حال الفشل في الاستعداد لمثل تلك المراحل، ستكون هناك مشكلة قادمة لا محالة. إن فوائد الادخار، خصوصاً في الأوقات التي لا يمكن فيها التنبؤ بوضعية الأسواق، لا تعد ولا تحصى، ويجب أن نعتبر أنفسنا محظوظين لأننا في دولة الإمارات لدينا أدوات متنوعة ومتاحة تساعدنا على الادخار مدى الحياة، ومع ذلك فإن المنطقة التي يجب العمل عليها بوعي أكبر وتركيز الجهود كافة فيها هي “الرغبة” في الادخار. وهذا ينطبق بشكل خاص على الموظفين من الشباب الذين يشكلون العمود الفقري لمستقبلنا الاقتصادي، كما تشكل مساهمتهم في وقاية البلاد من الأزمات مسألة مهمة. وفي هذا السياق من المهم أن نلاحظ أنه في عام 2012 شكل المهنيون الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 29 عاماً 33.9% من القوى العاملة في الدولة، وفقاً لتقرير صادر عن المركز الوطني للإحصاء، وبالنظر إلى هذه الإحصائية فإن السؤال هو: ما هي نسبة الشباب المهنيين الذين يركزون على رسم مستقبلهم والعمل على سد أي عجز مالي يحتمل حدوثه؟ في بداياتنا المهنية، نادراً ما كنا نركز على النفقات المحتملة أو كيفية ارتفاعها نتيجة للتضخم، وعلى سبيل المثال فإن مؤشر أسعار المستهلك في الدولة صنف الادخار لغايات السكن وتعليم الأطفال، بين أهم الأولويات في الدولة، كما أن الادخار للتقاعد أخذ تصنيفاً عالياً وفق مؤشر الادخار الإماراتي 2012 الصادر عن برنامج الصكوك الوطنية. ويتمتع المهنيون الشباب بميزة أن العوائد المجمعة يتم تحقيقها بشكل أفضل عند البدء بالادخار مبكراً، وعلى فإذا كان موظف يبلغ من العمر 25 عاماً يدخر مبلغاً وقدره 500 درهم شهرياً إلى بلوغه سن التقاعد وهي 65 عاماً، فإنه سيمتلك صندوقاً تراكم فيه 240 ألف درهم، دون احتساب الأرباح المحتملة والجوائز المرتبطة ببعض برامج الادخار. من ناحية أخرى، إذا كان هناك معيل لأسرته يبلغ 45 عاماً، وقام بتخصيص المبلغ نفسه، فإنه سيمتلك نصف المبلغ المتراكم 120 ألفاً عند بلوغه سن التقاعد. وعلى صعيد آخر، يتمتع الشباب بميزة إمكانية الدخول في استثمارات عالية المخاطر نسبياً، والتي لا يحبذ دخولها بالنسبة للأفراد القريبين من سن التقاعد. إن التخطيط المحكم يمثل عنصراً أساسياً وأكثر حكمة لإدارة الدخل منذ اللحظة التي نستلم فيها راتبنا الأول، كما أن الحاجة لتحقيق التوازن بين الدخل في مقابل الإنفاق للتهرب من الاختناق من الديون التي يضعها الناس على أنفسهم يمكن التشديد عليها اليوم، لا سيما في عصر معروف بارتفاع المعدلات الشرائية وتوافر خيارات الاقتراض، فضلاً عن الإغراءات المتنوعة المنتشرة بين الشباب كالسيارات والعلامات التجارية والمطاعم الراقية. في ضوء ما سبق، أرى أن المجتمع في الإمارات يحتاج إلى إجراء خطوات واسعة في هذا الصدد، ووفقاً لمؤشر الادخار 2012 الصادر عن برنامج الصكوك الوطنية، فإن 65% من الأفراد من جميع الجنسيات لا يدخرون ما يكفي، وواحد في المائة فقط تصنف مدخراتهم على أنها أكثر من كافية للمستقبل. ورغم ذلك، فإن السيناريو ليس قاتماً تماماً، وأرى أن الوعي يزداد. كلما زاد نموكم ومدخولكم، ستزداد بعض النفقات التي لا مفر منها طوال حياتكم، ليس من الخطأ أن تعترفوا بأن الادخار وتقوية وضعكم المالي هما اللذان قد يساعدان في دعمكم ومنع تعثركم خلال الأيام السوداء التي يمكن أن تظهر بشكل مفاجئ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©