السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشاحنات الأوروبية تبحث عن سائقين مدربين

الشاحنات الأوروبية تبحث عن سائقين مدربين
15 أكتوبر 2012
تعاني شركات الشاحنات الرائدة في العالم بطء نمو الاقتصاد العالمي وتراجع المبيعات في أوروبا، في حين تقوم بعرض آخر موديلاتها في أكبر معرض للسيارات التجارية في العالم في مدينة هانوفر الألمانية. لكن تواجه هذه الشركات في أوروبا مشكلة من نوع آخر حتى إن نجحت في بيع المزيد من الشاحنات، وهي عدم توفر السائقين الأكفاء لقيادة هذه الشاحنات. وتجد شركات النقل البري في مختلف أرجاء أوروبا صعوبة بالغة في تعيين ما تحتاجه من سائقين للشاحنات التي لا زالت تعتمد عليها تجارة جزء كبير من المنطقة. ويُذكر أن ترحيل 78% من البضائع بين دول الاتحاد الأوروبي يتم عبر الطرق البرية بنحو 63% في السويد و67% في ألمانيا 81% في فرنسا ونحو 87% في المملكة المتحدة. ويوضح مزيج من توجهات التركيبة السكانية وتقدم سكان القارة الأوروبية في السن، بالإضافة إلى عدم الرغبة في قيادة الشاحنات، أسباب النقص في السائقين المدربين، على الرغم من ارتفاع معدل البطالة في جميع أنحاء القارة. ويشتكي سائقو الشاحنات من قضاء أيام بل أحياناً أسابيع، بعيداً عن أسرهم في العمل تحت ضغوطات تسليم الطلبيات عند المواعيد المحددة. لكن ترى بعض شركات صناعة الشاحنات، أن النقص في السائقين يمثل فرصة لبيع الموديلات الغالية، لا سيما وأن شركات النقل البري تبحث عن شاحنات تتميز بالراحة والرفاهية، لإغراء السائقين وتشجعيهم على قضاء أطول وقت ممكن في وظائفهم. وفي ألمانيا، أكبر الاقتصادات الأوروبية، من المتوقع أن يتقاعد نحو 250 ألف سائق في غضون 10 إلى 15 سنة المقبلة، النسبة التي تمثل 40% من إجمالي سائقي الشاحنات في البلاد، يُذكر أن 10% فقط من هذه الوظائف يمكن شغلها بسائقين من الشباب. وتشير البيانات الحكومية في فرنسا إلى تقدم كبير في السن بين سائقي الشاحنات حيث تراوح معدل العمر لنحو 84% منهم بين 30 سنة وأكثر في الفترة بين 2007 إلى 2009 مقارنة بنحو 72% فقط في الفترة بين 1982 إلى 1984. ووفقاً لـ “الرابطة الألمانية للفحص الفني”، أوقفت بعض شركات الشحن بالفعل عدداً كبيراً من شاحناتها، نتيجة لعدم توفر السائقين. وتبدو المشكلة أكثر سوء في السويد، حيث تعاني نصف شركات الشحن من مشكلة الحصول على سائقين مدربين للشاحنات الثقيلة، مقارنة بنحو 40% قبل عام. وتكمن المشكلة عموماً في التراجع الكبير في عدد الشباب الذين يملكون رخصة قيادة مركبات ثقيلة تؤهلهم لقيادة الشاحنات، مع نهاية الخدمة الإلزامية العسكرية في العديد من الدول الأوروبية ونقص القوات البرية في الجيوش الأوروبية. ولا يرى سائقو الشاحنات مفاجأة في هذه المشكلة، في وقت أتسمت فيه المهنة بضغوطات كثيرة، حيث يترتب على السائق في كثير من الأحيان تفريغ الشاحنة بنفسه أو الانتظار لساعات طويلة في حالة وصوله متأخراً عن الموعد نتيجة سوء الأحوال الجوية أو الزحام المروري. وبدأ تأثير كبر السن وشح السائقين المؤهلين، ينعكس بالفعل على قرارات شركات الشحن عند شراء شاحنات جديدة. ويقول رومان ماثيسيكس، مدير مؤسسة “آي أتش أس للمركبات” العاملة في بحوث واستشارات الشاحنات العالمية :”ولّى ذلك العهد الذي تسعى فيه شركات النقل لشراء شاحنات بمواصفات أساسية فقط، حيث أصبحت أنظمة السلامة والراحة تزداد أهمية يوماً بعد يوم خاصة في المسافات الطويلة، القضية التي لا توليها الشركات المنتجة والموردة اهتماماً كافياً”. ويرى بعض الخبراء أن شركة “ديملر” و”مان”، في أفضل وضع يمكنهما من الإيفاء بالطلب المتزايد، نظراً لخبرتهما الطويلة في مجال صناعة شاحنات توفر سبل الراحة المطلوبة من قبل السائقين. وتطرح “ديملر” شاحنة “مرسيدس أكتروس” الجديدة بكابينة قيادة أكبر حجماً مزودة بالعديد من النظم الالكترونية التي تجعل قيادة الشاحنة شبيهة بقيادة السيارة من حيث السهولة والتحكم. وأصبحت مميزات مثل المقاعد المريحة والتكييف وعزل السائق من الأصوات المزعجة أثناء النوم على جوانب الطرقات السريعة، مطلوبة بشدة. وبتوفر جزء كبير من هذه المميزات في السيارات الخصوصية بالفعل، تملك شركات صناعة الشاحنات مثل “مان” و”ديلمر” و”سكانيا”، التي تعمل في صناعة سيارات الركاب العادية أيضاً، مميزات تنافسية أكثر عندما يتعلق الأمر بالتصميم الداخلي خاصة للرحلات القصيرة، علماً بأن “مان” و”سكانيا” مملوكتان من قبل شركة “فولكس فاجن” أكبر شركة لصناعة السيارات في أوروبا من حيث العائدات والمبيعات. ويقول رومان ماثيسيكس: “لا أمانع في دفع المزيد من الأموال لشركات الشحن للاستثمار في شراء شاحنات مزودة بمعدات أفضل لضمان جذب السائقين”. نقلاً عن: «وول ستريت جورنال» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©