يوسف العربي (دبي)
يمول صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات أول دفعة من الطلبة المواطنين البالغ عددهم 15 طالباً لدراسة علوم الفضاء في الخارج ابتداء من العام الدراسي 2016-2017 بتكلفة 30 مليون درهم.
ووقعت الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات ممثلة بصندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات أمس، اتفاقية تمويل جديدة مع وكالة الإمارات للفضاء على هامش اليوم الثالث من أسبوع جيتكس للتقنية 2015 وبموجب الاتفاقية بقيام الصندوق بتمويل 10 منح دراسية لدرجة البكالوريوس و5 منح دراسية لدرجة الماجستير في تخصصات الاتصالات الفضائية للمرة الأولى.
وقال المهندس عمر محمد المحمود الرئيس التنفيذي للصندوق بالإنابة في تصريحات لـ«الاتحاد» عقب توقيع الاتفاقية، إنه تم فتح باب التقدم للطلبة المتفوقين للاستفادة من المنح الدراسية الخاصة بدراسة علوم الفضاء.
ولفت إلى أن لجنة من المتخصصين بوكالة الإمارات للفضاء ستتولى اختيار المستفيدين بهذه المنح من بين المتقدمين، وفق الشروط المتفق عليها بين الصندوق والوكالة حيث سيتم تعيين الخريجين بالوكالة عقب تخرجهم.
وأضاف أنه تم الاتفاق مع وكالة الإمارات للفضاء على مجموعة من الشروط منها أن يكون الطالب مواطنا ومن الحاصلين على مجموع 85% أو أكثر في المرحلة الثانوية العامة فضلا عن مجموعة من الشروط الفنية الأخرى الخاصة بالوكالة.
قال المحمود إن هذه الاستثمارات تأتي في إطار تنفيذ استراتيجية الصندوق الرامية لبناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار والإنتاج، مشيراً إلى أن الصندوق نجح خلال الفترة الماضية في لعب دور جوهري في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في الدولة.
وأوضح أن الصندوق ابتعث حتى الآن 712 طالباً في مختلف المجالات الهندسية بعد نحو 7 سنوات من إطلاق مشروع «بعثة» الذي يستهدف ابتعاث ألف طالب مواطن.
ولفت المحمود إلى أن استراتيجية صندوق تطوير الاتصالات ترتكز على تقديم الدعم المالي والفني على أربعة محاور رئيسية تبدأ بالتعليم ثم البحوث العلمية حيث يليهما «ريادة الأعمال وحاضنات الأعمال»، كما يقدم الصندوق دعمه للمشاريع الوطنية على غرار مبادرتي التعلم الذكي والحكومة الذكية.
وقام صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات بإطلاق برنامج بعثة خلال العام 2008 وهو البرنامج الذي يهدف إلى تعزيز دور ومكانة قطاع التعليم الوطني من خلال دعم ورعاية الكوادر الوطنية المتميزة علمياً لدفع مسيرة التعليم بالدولة في التخصصات ذات العلاقة بقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات حيث تم توجيه إمكانيات الصندوق إلى دعم برنامج بعثة لتخصيص المئات من المقاعد الدراسية لدرجتي البكالوريوس والماجستير في أرقى الجامعات الإماراتية والعالمية أيضاً.
ويأتي برنامج بعثة ضمن استراتيجية الصندوق للارتقاء بالكوادر البشرية المتخصصة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات ومنها هندسة الكمبيوتر والهندسة الإلكترونية وعلوم الحاسب الآلي وتقنية المعلومات وغيرها الكثير من التخصصات.
ومن جانبه، قال حمد المطوع مدير العلاقات الاستراتيجية لوكالة الفضاء الإماراتية في تصريحات على هامش توقيع الاتفاقية، إنه تم إجراء عدة مقابلات مع مجموعة من الطلبة الإماراتيين لاختيار الفريق المرشح للمنح التي ستكون في أعرق الجامعات داخل الإمارات وخارجها خلال العام المقبل.
وأضاف أن تلك المنح ستركز علي مجالات علوم وتكنولوجيا الفضاء والفيزياء الفلكية والاتصالات الفضائية والاستشعار عن بعد ليتم تأهليهم لدخول الشركات العاملة في هذا المجال بالإمارات.
وقال الدكتور عبدالقادر إبراهيم الخياط، رئيس مجلس أمناء الصندوق: «يأتي التوقيع على هذا العقد تجسيداً لرؤية القيادة الحكيمة لدولة الإمارات في إرساء أساس صلب ومستدام لمجتمع قائم على العلم والمعرفة من شأنه أن يقود إلى ابتكارات واكتشافات جديدة في مجال الفضاء، وترجمة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة«حفظه الله» ببناء قدرات علمية ومعرفية إماراتية في علوم استكشاف الفضاء الخارجي وتقديم إسهامات علمية ومعرفية جديدة للبشرية في مجال استكشاف الأجرام السماوية البعيدة ووضع دولة الإمارات في مصاف الدول المتقدمة في مجال علوم الفضاء خلال السنوات القادمة».
من جانبه، قال الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء: «في إطار مستهدفات الوكالة التي تركز على العنصر البشري باعتباره عماد التطور الحقيقي، ستقوم وكالة الإمارات للفضاء بابتعاث نحو 15 طالبا من المتميزين في بعثات خارجية ومحلية وذلك من خلال الشراكة الاستراتيجية مع صندوق تطوير قطاع الاتصالات، فضلا عن العمل مع الجهات التعليمية والأكاديمية باستخدام مفهوم الفضاء كإلهام وتشجيع للطلبة للإقبال على دراسة العلوم والتقنيات في سبيل المساهمة برحلة الدولة نحو الفضاء».
ومن ناحيته قال الدكتور خليفة محمد الرميثي رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء «إن تمكين رأس المال البشري والمعرفي من المواطنين الإماراتيين في مجال الفضاء سيعزز تنافسية دولة الإمارات ومكانتها العالمية، ولذلك تسعى الوكالة لتيسير البحث العلمي في علوم الفضاء والفيزياء الفلكية بالإضافة إلى تشجيع محو الأمية العلمية، وتوفير برامج التوعية التثقيفية والعامة، فضلاً عن إثراء تجربة الباحثين المهنية في مجال التعليم والفلك».
عدد اليوم
