الخـبـز·· حلم الفقراء

بالحمد والشكر يبدأ الخباز الأفغاني بشير أحمد نهاره وينهيه بهما، فمنذ الصباح الباكر يسير إلى مخبزه الصغير يحضّر عجينته حتى تختمر ثم يولجها في الفرن لتصير خبزا طريّا شهيّا، تملأ رائحته المكان من حوله وتصطاد المارة الواحد تلو الآخر لكي يقتربوا ويتذوقوا فيصبحوا من زبائن المخبز المخلصين، فالزيت والزعتر واللبنة وكذلك الجبنة لا يحلو طعمها إلا مع هذا الخبز ''الباتاني''· الخبز ''ملك المائدة''، وهو أكثر الأطعمة انتشاراً في العالم إذ يزوّد الجسم بجزءٍ من الطاقة والبروتين أكثر من أي طعام آخر، ولهذا يقال إنه ''أساس الحياة''، يقول الخباز أبو أحمد إن الخبْز يقسم إلى ثلاثة أنواع، خبز الخميرة، الخُبز السريع، الخبز المفرود· القمح هو الأصل وتتناول شعوب أميركا الوسطى أنواعًا متعددةً من الخبز المفرود المصنوع من الذرة أو من دقيق القمح· وتصنع شعوب الشرق الأقصى أنواع خبز متعددة من دقيق الأرز، في حين يأكل شعب الهند خبزاً يطلق عليه اسم ''جاباتي'' يشتمل على القمح المطحون الخَشن، أما في الشرق العربي، فإن الخبز المفرود المعروف باسم الرغيف يصنع من القمح، وغالبا ما يتم عمله باليد، ثم يُخبز في فرن مرتفع الحرارة، وقد يُخبز أيضا فوق حجارة ساخنة ملساء بعد أن تُوضع فوق النار· وتوجد في الدولة أنواع كثيرة من الخبز بمختلف أنواعه وألوانه أشهرها خبز ''الرقاق''، وهو خبز شعبي خفيف يؤكل في جميع الوجبات بالإضافة إلى العربي المفرود والفرنسي والإيراني والهندي· وكان إنسان ما قبل التاريخ يصنع الخبز المفرود بخلط الجريش بالماء، ثم بخـبز العجين الناتج فوق حجارة ساخنة· ويعتقد المؤرخون، بأن قدماء المصريين تعلموا صنع خميرة الخبز نحو عام 2600 ق·م، أما قدماء الإغريق، فتعلموا عمله من المصريين وقاموا بنقل ذلك إلى الرومان الذين تولوا نقله إلى أنحاء أوروبا· وكانت معظم أنواع الخبز تصنع في البيوت، ورغم أن المخابز التجارية وُجدت منذ قرون خلت، إلا أن استخدام الآلات لم يظهر إلا في بدايات القرن العشرين، كما ورد في منتديات العز التاريخية، إذ كانت التقنية تقتصر بشكل كبير على الدول الصناعية، ومنذ ذلك الوقت، أخذت بالانتشار تدريجياً بين الدول النامية· وبحسب موقع ''دويتشه فيله'' الأليكتروني فإن أشهر خبز في العالم هو الخبز الألماني حيث يوجد في ألمانيا وحدها حوالي 300 نوع من الخبز مختلفة الأشكال والألوان، كما تنفرد ألمانيا بإقامة متحف الخبز العالمي الذي يؤرخ الخبز ويؤرشف أنواعه وأشكاله منذ أكثر من 6000 سنة· ويوجد المتحف في مدينة ''السشتادل'' قرب أوم في الجنوب وتأسس عام ،1955 ويحتوي المتحف على 14 ألف قطعة من الخبز يعرض 700 منها بشكل دائم، ويتم تجديد البقية بالنظر لسرعة فساده، ويؤرخ المتحف لتاريخ الخبز بـ 6000 مجلد ضخم، كما يحتفظ بأفلام علمية عن كيفية اكتشاف الحبوب وزراعته ومن ثم اكتشاف الخبز من قبل الإنسان· وجاء في أكثر من موقع إلكتروني، أن فقير العالم الثالث يخصص ساعة تقريبا من يوم عمل صعب للفوز بكيلوجرام من الخبز، في حين يحصل إنسان العالم الصناعي على نفس الكيلوجرام من الخبز لقاء عمل سهل لا يستغرق 5 دقائق·