السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«دردشات عربية».. طموح وإنجازات بنكهة الإحباط والألم

«دردشات عربية».. طموح وإنجازات بنكهة الإحباط والألم
20 أكتوبر 2015 22:52
دينا جوني (دبي) قدّم عدد من النماذج العربية الملهمة في العالم العربي أمس، ضمن ملتقى «دردشات عربية» الذي انعقد في كليات التقنية العليا في رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، الوصفة النهائية لتحقيق النجاح. فحكايا الإنجازات والمشاريع الرائدة التي رواها عدد من نخبة الشباب العربي على مسرح «دردشات» أمام جمهور كبير، معظمه من الطلبة والطالبات من مختلف الجامعات في الدولة، كانت أشبه بالوحي الذي أُسقِط على الحاضرين، فتحوّل إلى طاقة إيجابية قد تكون الشرارة المطلوبة لحراك الأفكار، ووضع اللبنات الأولى لمشاريع مستقبلية رائدة. مساهمات إيجابية استضاف الملتقى بعض الذين كانت لهم مساهمات إيجابية في حياة الناس، وكان لتجاربهم صدى في المجتمع المحلي والعالمي، وهم سارة الأميري، نائب مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ وقائد الفريق العلمي، وإبراهيم القاسم، مدير مشروع «نايف-1»، أول قمر اصطناعي إماراتي جامعي، والإعلامية منى الحيمود، صاحبة فكرة ومبادرة «ألعاب بأجنحة» الإنسانية، والدكتور معاذ عبد الله الخلف، حاصل على أفضل رسالة دكتوراه في هندسة البرمجيات لعام 2015، وعبد العزيز الجوف، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة PayTabs، وأحد أبرز رواد الأعمال في المملكة العربية السعودية. الرسالة المشتركة التي تمّ إيصالها أمس «أن طريق النجاح محفوف دائماً بالعقبات المتنوعة سواء كانت مالية أو عائلية أو جسدية، وأن العمل الجاد والدؤوب والمثابرة هي الوصفة المثالية لتحقيق النجاح، وأن الموهبة والذكاء الفطري غير كافيين لصنع الإنجازات وتخطي الصعوبات». «ألعاب بأجنحة» البداية كانت مع الطفل وأهمية اللعب في حياته، في وقت تشهد العديد من الدول العربية حروباً ومآسٍ، أول المتأثرين بها هم الأطفال. فقد استعرضت الإعلامية منى الحيمود خلال الجلسة الأولى التي حملت عنوان «الحياة التي كنت أركل بطن أمي لأجلها»، قصة نجاح مبادرة «ألعاب بأجنحة» التي أطلقتها في دبي في شهر أبريل 2015 لجمع الألعاب المستعملة والجديدة حول العالم، وتوزيعها على الأطفال المحتاجين في مخيمات اللاجئين ودور الأيتام وقرى الأطفال ومستشفيات الأطفال في الدول العربية. وأشارت إلى أن المبادرة نجحت في جمع أكثر من 20 ألف لعبة خلال أقل من 6 أشهر ،بمساعدة أكثر من 200 متطوع في 11 دولة حول العالم، إضافة إلى توزيع 4 آلاف كسوة عيد، جرى تجميع تمويلها من خلال سحور خيري تم تنظيمه في شهر رمضان المبارك، من أجل إسعاد الأطفال في مختلف الدول، ونوهت إلى الدعم الكبير الذي حصلت عليه من الأصدقاء وأفراد العائلة والهلال الأحمر الإماراتي وقناة أم بي سي الإعلامية ومختلف الشركات والجمعيات. بنكهة الـ«نابروسكين» أما الجلسة الثانية التي حملت عنوان «كيف تقف مرة أخرى»، والتي شهدت تصفيقاً حاراً، فقد استضافت الدكتور معاذ عبد الله الخلف، الأستاذ المساعد في كلية علوم الحاسب والمعلومات في جامعة الملك سعود والحائز أفضل رسالة دكتوراه في هندسة البرمجيات لعام 2015، من الجمعية العلمية للأجهزة الحاسوبية. وتحدث الخلف عن تجربته مع المرض العضال الذي تناول فيه لسنوات دواء النابروسكين لعلاج الأمراض العضلية، وتحصيل شهادة الدكتوراه بالاعتماد على الصبر والثقة بالنفس للحصول على هذه الجائزة العالمية. وتحدث عن مراحل تجربة المرض التي مر بها، والتي أجبرته على إيجاد الطريقة المثلى للتعامل مع مرضه، الأمر الذي سمح له بإنجاز 80 في المئة من رسالة الدكتوراه على فراش المرض. وسعى الخلف في الوقت نفسه، إلى التفتيش عن أبرز المختصين بعلاج الالتهابات العضلية والعصبية التي أصابته، والمواظبة على العلاج والتكيف مع هذه الظروف، لينهي رسالته التي حصلت في البداية على تقدير من اللجنة المتخصصة، إلا أن مشرفه أصر عليه أن يعمل عليها لوقت أكثر، وهذا ما حصل بالفعل، وتتويجاً لجهوده الجبارة، حصل على أفضل رسالة دكتوراه في مجال هندسة البرمجيات. خسرت مليوناً.. لأكسب ملايين وحملت قصة النجاح الثالثة عنوان «خسرت مليوناً.. لأكسب ملايين»، تحدث خلالها عبد العزيز الجوف عن تجربته الشخصية التي بدأت بتحقيق مليون دولار في وقتٍ قصير، عندما أسس شركة في الولايات المتّحدة الأميركية، والتي وصل إليها في البداية من دون أي دعم مالي لديه. لكنه خسر كل شيء خلال الأزمة المالية في 2008، إلا أن ذلك لم يُثنه عن طموحاته، بل كان دافعاً لنجاحاته، ليصبح من أبرز رواد الأعمال في قطاع التجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية والمنطقة. وقال عبد العزيز: «تمكنت شركتي من أن تحقق لها مكاناً بارزاً اليوم، وبعد أقل من سنة تقريباً اشترت شركة أرامكو جزءاً من الشركة. واليوم لدى شركته 6 آلاف عميل حول العالم، ومن موظف واحد إلى أكثر من 120 موظفاً، يعملون في 143 دولة، ولهذا فأنا لا أعد نفسي ناجحاً بل أحارب لأجل النجاح». وأوضح عبد العزيز أن إحدى الشركات عرضت عليه أن تشتري الشركة بـ50 مليون دولار، إلا أن طموحه أن تكون قيمة الشركة مليار درهم إماراتي، وقال: «نتيجة الإصرار والجد، الشركة قيمت العام الماضي بـ 500 مليون درهم إماراتي.. وهذا ما يؤكد أن وضوح الهدف والطموح والمحاولة هي الأساس في تحقيق النجاح». عقول وأفكار كالأقمار واستعرضت الجلسة الرابعة «عقول وأفكار كالأقمار»، والتي شارك فيها كل من سارة الأميري وإبراهيم القاسم، التجربة الإماراتية في مجال استكشاف الفضاء، والدور القيادي والملهم الذي يلعبه الشباب الإماراتي في وضع الدولة في مصاف الدول المتقدمة في مجال علوم الفضاء خلال السنوات المقبلة. وتحدث إبراهيم القاسم، مدير مشروع «نايف-1»، أول قمر اصطناعي إماراتي جامعي، عن تجربته في العمل في مجال الفضاء، وقال: «تخرجت قبل 5 سنوات في جامعة الإمارات بشهادة البكالوريوس في التمويل من جامعة الإمارات عام 2010، ولم تكن لديَّ فكرة أو تصور للدخول في مجال الفضاء، ولأنه ليس هناك شيء مستحيل فإنا اليوم أعمل كمدير قمر اصطناعي، وهذا ممكن أن يتحقق مع كل طالب جامعي». وأشار القاسم إلى أن المشروع واجه الكثير من المشكلات والتحديات في بدايته، إلا أن الإصرار والرؤية الواضحة كانت الهاجس لمواصلة العمل، حيث تم قبل ثلاث سنوات توقيع اتفاقية مع الجامعة الأميركية في الشارقة، واتفاقية أخرى مع شريك تطبيقي لتزويد المشروع من الناحية اللوجستية وخدمات ضمان الجودة، وتم البدء بمشروع «نايف-1» كأول قمر اصطناعي جامعي لدولة الإمارات. وفي الثاني من سبتمبر 2015 تم الانتهاء من التركيب والاختبار في مختبرات مركز محمد بن راشد للفضاء. واختتم القاسم حديثه بأنه تم وبنجاح تجريب المشروع، وأن «نايف-1» يضم في مقدمته قصيدة للشاعرة الإماراتية عوشة السويدي، وبذلك تكون أول قصيدة إماراتية تصل للفضاء، داعياً جميع الشباب لتمثل رؤية قيادة دولة الإمارات في الوصول إلى المراتب الأولى عالمياً. اكتشاف الفضاء أما سارة الأميري، نائب مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ وقائد الفريق العلمي، فقد بدأت حديثها بمخاطبة الحضور بأن اكتشاف الفضاء هو الأمر الذي لم أكن أجرؤ على الحديث عنه، إلا أنه كان التخصص الذي بدأت فيه أولى خطوات النجاح، والذي تمكنت فيه من تحقيق الإنجازات مع فريق التشغيل الأولي للقمر الاصطناعي «دبي سات1»، والذي يعتبر أول قمر اصطناعي تشارك فيه نخبة من المهندسين المتخصصين في مجال الفضاء. الإصرار والرؤية الواضحة كانا الهاجس لمواصلة العمل وتحقيق الحلم إبراهيم القاسم نجحت في جمع أكثر من 20 ألف لعبة مستعملة خلال 6 أشهر منى الحيمود تجارب أداء إلكترونية أعلنت اللجنة المنظمة للمبادرة عن استمرارية استقبال تجارب الأداء الإلكترونية لإتاحة الفرصة بشكل أكثر أمام الشباب العربي والمواهب الواعدة الموجودة في كل أنحاء العالم للتعريف بأنفسهم وإلهام بني جيلهم بتجاربهم، وبما يسهم في إحداث تأثير إيجابي في حياة الناس أو المجتمع المحلي والعالمي، وذلك من خلال الموقع الالكتروني للمبادرة dardachatarabia.ae.www. تفاعل «أزرق» توجه المتحدثون بعد الانتهاء من جلساتهم إلى منصة «الكرسي الأزرق» للتواصل مع الجمهور وجهاً لوجه والإجابة على استفساراتهم بشكل مباشر. وشهدت المنصة تفاعلاً من قبل الحضور وأتاحت لهم فرصة التفاعل مع الشخصيات المؤثرة والملهمة من المتحدثين وجهاً لوجه والجلوس معهم وتبادل الحديث والتعلم من دروسهم الناجحة. الوصول إلى المريخ قالت سارة الأمير: «قصة نجاحي بدأت عندما باشرت العمل في مشروعي دبي سات 1 ودبي سات 2 كمهندسة برمجيات، وتكليفي مهاماً قيادية، وتأسيس أعمال البحوث الاستراتيجية، والمساهمة في إنشاء برامج جديدة تتوافق مع استراتيجية القيادة في تطوير قطاع العلوم والتقنية المتقدمة للدولة». وبينت أنه وخلال عملها تم توجيه أسئلة إليها حول إمكانية أن يصل فريق من الإمارات إلى المريخ في العام 2021، وبالتزامن مع العيد الذهبي لدولة الإمارات. وأشارت إلى أن الدراسات أكدت امتلاك الإمارات جميع الإمكانات للوصول إلى المريخ، والذي يحتاج من 5 إلى 6 سنوات، أي بالتزامن مع احتفال الدولة باليوبيل الذهبي لتأسيسها، ولتضيف الإمارات بذلك إنجازاً جديداً من إنجازاتها، وبما يعزز من مكانتها عالمياً في هذا المجال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©