الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«رؤيتي» تغرس مفهوم الهوية في المنظومة الأسرية

«رؤيتي» تغرس مفهوم الهوية في المنظومة الأسرية
28 أكتوبر 2011 02:14
أُسست جمعية “رؤيتي” على يد مجموعة من ربات البيوت اللاتي تشبثن بالعمل التطوعي، ووجدن فيه مفاهيم السعادة الحقيقية من خلال أن يمددن أيديهن لغرس جوانب مهمة في الفرد والارتقاء بمفهوم الأسر والترابط والتلاحم الذي يقود إلى صلاح المجتمع، فالأسرة هي الهدف، وهي أساس النهوض بالمجتمع وعلو شأنه، وتعمل المتطوعات من خلال وضع العديد من البرامج والأنشطة لصون القيم الأخلاقية والذود عن الهوية الوطنية التي باتت تصارع تيارات التغيير. تدعو جمعية “رؤيتي” الأسرية إلى التمسك بالمفاهيم والقيم التي هي بمثابة طوق نجاة لسلوكيتنا وأخلاقيتنا التي تربينا عليها. وحملت الجمعية مسؤولية حماية وصون هذه الأسر وتخريج جيل يمتطي صهوة الهوية الإسلامية والعربية في المظهر والسلوك عبر وضع برامج وإقامة أنشطة تعززها، وتؤكد أهميتها في تطوير المجتمع والحفاظ على خصوصيته. مسؤولية مجتمعية تقول المتطوعة عائشة بالجافلة، نائب رئيس جمعية “رؤيتي” الحاصلة على ترخيص من وزارة الشؤون الاجتماعية إن العمل التطوعي يقيس مدى تحضر المجتمع ورقيه، والخدمات التطوعية من الأمور التي حض عليها الإسلام، حيث لعبت دورا كبيرا في نهضة الكثير من الحضارات والمجتمعات عبر العصور؛ بصفتها عملا خاليا من الربح والعائد، كما أنها لا تمثل مهنة يمكن أن تلزم الفرد بالانتظام والاستمرارية فيه، إنما تأتي في الوقت الذي يستطيع أن يعطي فيه الفرد، ويمنح الآخرين جزءاً من وقته للوقوف على احتياجاتهم بكل حب وود، من خلال وجوده ومشاركته لآلام ومعاناة من حوله، محاولاً أن يخفف عنهم وطأة الفقر ومد يد العون والحاجة لهم”، معتبرة أن العمل التطوعي مسؤولية مجتمعية وبذرة يجب أن تغرس في نفوس الأجيال، حتى ينشأوا على حب التعاون والتكاتف والتواصل مع الآخرين. وتضيف “نظرا لكوننا مجموعة نساء متطوعات وربات بيوت، فمسؤولياتنا الأسرية لم تثنينا عن المشاركة المجتمعية والوجود المثمر من خلال الجلسات التي حرصنا على أن تكون منصة للعلوم والمعرفة نتزود بالكثير من العلوم الدينية، كتحفيظ القرآن الكريم والفقه الميسر، إلى جانب عملية التوجيه والإرشاد الأسري الذي نحاول أن نطرحه في جلساتنا وملتقياتنا النسائية هذه ليستفيد منها كل مشارك”. وتتابع “تجلت الفائدة التي وجدنا أثرها قد انعكس بشكل إيجابي على صعيد حياتنا الأسرية والاجتماعية، ما حفزنا على جعل الجمعية منصة مفتوحة لأكبر قدر ممكن من النساء اللواتي يشكلن البيئة المثالية الحاضنة للأطفال. ويحدونا الأمل أن تعم الفائدة على أكبر قدر من أفراد المجتمع، وأن نسعى إلى تقديم كل ما نستطيع تقديمه من محاضرات واستشارات أسرية لتحقيق قدر من الاستقرار والأمان والترابط الأسري. فكانت البداية أن قمنا بتأسيس جمعية مرخصة من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية، وقمنا باستئجار مقر لها نمارس فيه أنشطة الجمعية، ونقوم بهذه الأدوار النبيلة، جنباً إلى جنب مع الهيئات والمؤسسات الداعمة للمجتمع”. هدية ثمينة تقول بالجافلة “نظرا لزيادة حاجة المجتمع للبرامج التي نقدمها، شرعنا بفتح أفرع عدة في بعض إمارات الدولة، لكن نظرا لعدم مقدرتنا على هذا التوسع والإشراف على هذه الأفرع بشكل مركز، فاقتصرنا الأمر على مقر واحد في الراشدية، ثم انتقلنا إلى مقر آخر في جميرا، وحين سمع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، عن دورنا كمتطوعات نحاول جاهدات أن نقدم شيئا لهذا المجتمع من خلال الأهداف الذي وضعناه لإرشاد وتوجيه وصون هويته، عمد سموه إلى صوغ دعمه وتشجيعه لهذه البادرة بإهدائنا مقرا دائما لهذه الجمعية في منطقة ند الحمر”. وتوضح “هذا التأييد والتشجيع والمساندة منحنا دافعا أكبر لمواصلة العمل التطوعي؛ فجمعية رؤيتي الأسرية تظل جهة مساهمة في بناء مجتمع سليم، محافظ على هويته من خلال توجيه كل فرد فيه، بدءاً بالأم التي يطلب منها الكثير من الأدوار، فلابد أن تكون على قدر من المسؤولية، وقادرة على التعاطي مع مجمل القضايا التي تعترض أسرتها بطريقة إيجابية، من خلال توجيهها وتوعيتها، ببعض النصائح في كيفية أن تكون أماً ناجحة في بيتها، فصلاح الأسرة من صلاح المجتمع”. وتقول بالجافلة “جمعية رؤيتي تعد محطة تضم العديد من الأنشطة العلمية والفعاليات التثقيفية والإرشادية، وهذا المكان كالحضن الذي يحاول أن يغرس مفهوم الهوية المجتمعية السليمة، انطلاقا من السمة الأخلاقية والسلوكية الصحيحة، ومحاولة بناء جيل له شخصية منضبطة ويتمتع بقدر من المسؤولية وله حضوره اللافت في شتى ميادين الحياة، يمتلك روح التعاون والمشاركة من خلال سلسلة من الدروس التعليمية والإرشادية التي نحاول أن نغرسها في نفوس الأطفال والأمهات على حد سواء رغبة في إنشاء أسرة متماسكة ومترابطة تعي مسؤوليتها ودورها في المجتمع”. أنشطة وأقسام عن الأقسام الموجودة في الجمعية، تقول بالجافلة “ركزنا على بعض الجوانب التي نجد أن الطفل غير ملم به بشكل متقن، ومنها تعاليم الدين الحنيف متمثلا بأقسام عدة، منها قسم القرآن، وتتشعب منه أقسام التجويد وحفظ التلاوة، وتقديم دورة تلخص التجويد على القراءات العشر. ومنذ فترة أجزنا قراءات عدة لحافظات من جنسيات مختلفة، وأيضا تفسير القرآن والعلوم الإسلامية مثل فقه العبادات والحديث والسيرة النبوية، حيث نحاول أن نعرض هذه الدروس بطريقة مبسطة وسهلة، وفي قالب من الوعظ والأمثلة القصصية حتى تنطبع في ذهن الطالبات، كما نقدم بعض الدروس العملية مثلا كيفية تأدية الصلاة الصحيحة، وكيفية الطهارة والوضوء. وتقديم دروس في اللغة العربية للناطقين ولغير الناطقين به، حيث لمسنا إقبالا واسعا من جنسيات مختلفة ترغب في تعلم اللغة العربية وعلوم الدين، فنحن نحاول أن نغطي كل شرائح المجتمع لنحقق الفائدة للجميع”. وتضيف “بخلاف هذه العلوم لا نغفل عن المتعة الهادفة التي تنمي الجوانب الإبداعية والفنية وتصقلها، مثل دورات الفوتوشوب، والرسم بأنواعه على الحرير والزجاج والغزل ودورات الطبخ، وذلك وفقا لميول الفتاة ورغبتها. وأيضا نوفر الرحلات الهادفة، وننظم المعسكرات الثرية بالأنشطة والفعاليات والبرامج المسلية والتي لا تخلو من المتعة”. مد يد العون تشير بالجافلة إلى بعض الأنشطة الاجتماعية التي يقدمها المركز، قائلة إن “المشاركة الاجتماعية جزء مهم من مسؤولتنا وأهدافنا في خدمة المجتمع، هي وخطوة لا يمكن أن نغض الطرف عنها، نظرا لكونها أساس العمل التطوعي في محاولة تقديم الحاجة لمن هم خارج أسوار المركز، حيث وضعنا أفكاراً عدة يمكن من خلالها أن نساهم في مد يد العون لكل محتاج سواء كانت حاجة مادية أو حتى معنوية فالتكاتف والتعاون ومحاولة طي أحزان بعض الأسر التي بحاجة إلى كلمة قد تكون حبل النجاة والأداة التي تعيد الروح إلى جميع هذه الأسرة. وتتابع “لا نقف مكتوفي اليدين وإنما نحاول أن نساهم في نبذ كل ما من شأنها أن يؤثر على كيان الأسرة، من خلال توجيهها وإرشادها والوقوف على احتياجاتها المادية من خلال برامج عدة اجتماعية تم وضعها منها لجنة “حفظ النعمة” وذلك انطلاقا من توفيرها الولائم والأطعمة الفائضة من الحفلات حيث نقوم بإيصالها للمحتاجين من الأسر، وهذا النشاط مرخص من البلدية ووزارة الصحة. وهناك تعاون مع أغلب الفنادق في إمارة دبي، للقيام بهذه الخطوة الإنسانية، حيث وجدنا تجاوبا منقطع النظير من كثير من الجهات والمؤسسات المعنية”. وتزيد “أما النشاط الآخر هو الدور الذي يقمن به مجموعة من المتطوعات اللاتي يملن إلى العلاقات الاجتماعية ورغبتهن في تخفيف الألم ومسح المعاناة عن وجوه الآخرين، وهذا الخطوة متمثلة في لجنة “بسمة أمل” حيث نقوم بزيارة بعض الحالات الدائمة في المستشفيات، كالأطفال الذين يعانون مرض السرطان وتكون الأم برفقته لفترة طويلة من الزمن، فنحاول أن نقدم خدمة إنسانية للأم التي بحاجة أن تقوم ببعض الأمور الخاصة بها، وتقوم إحدى المتطوعات بتسلية الطفل إلى أن تعود الأم، كما تقوم المتطوعات المنتسبات لهذه اللجنة بإحياء بعض المناسبات المجتمعية ورسم البسمة على شفاه كل مريض. وهناك أيضا لجنة “حفظ الكساء والأثاث”، فمن خلال دراسة بعض الحالات نحدد مدى احتياجات الأسر من المعونات والمساعدات”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©