الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منتجات تنعيم وتمليس الشعر خطر قاتل على صحة النساء

منتجات تنعيم وتمليس الشعر خطر قاتل على صحة النساء
28 أكتوبر 2011 02:22
عندما زارت أديليا بارجا البالغة 38 سنةً إحدى دول أميركا اللاتينية قبل أربع سنوات، جربت أحد منتجات تنعيم الشعر وتمليسه فذُهلت بمفعوله السريع، فقد أحال شعرها المجعد إلى شعر ناعم ينساب على وجنتيها كالحرير. جلبته معها بعد عودتها إلى صالون بمدينة روكفيل حيث تعمل، والآن تستخدمه هي وعميلاتها. تقول فارجا “يبدو شعري صحياً للغاية. لقد كان من النوع المجعد والكثيف المنتفش، أما الآن فهو حريري ومنتعش”. ولكن أديليا ستعلم لاحقاً أن رضاها عن ملمس شعرها ومظهره قد يتحول إلى سخط وندم في حق نفسها وزبوناتها حين تكتشف أن وراء ذلك مركب كيميائي ضرره أكثر من نفعه اسمه “فورمالدهيد”. يقول مسؤولون صحيون إن منتجات التنعيم والتمليس أو ما يُعرف في الولايات المتحدة بعلاجات الشعر اللاتينية قد تُشكل مخاطر صحية على مصففي الشعر ومستخدميها على حد سواء، ويُعزون خطورة هذه المنتجات بالأساس إلى احتوائها على مركب الفورمالدهيد الذي تم إدراجه مؤخراً ضمن المواد المُسرطنة. وقد أعاد البرنامج الوطني لعلم السموم في تقريره السنوي تصنيف الفورمالدهيد من مُسبب محتمل للسرطان إلى مُسرطن معلوم. وهو ما قاد إلى إخضاع العديد من الشركات التي تُصنع منتجات تنعيم وتمليس بمكونات تشمل الفورمالدهيد لسلسلة تحقيقات من قبل إدارة السلامة المهنية والصحة أو إدارة الأغذية والأدوية وكشف عن تورطها في ارتكاب مجموعة خروق تشمل تضمين إعلاناتها التجارية معلومات خاطئة عن المنتجات التي تُسوقها، وتعريض عُمالها لمركب الفورمالدهيد بنسب أعلى من المستويات المسموح بها قانونياً. استخدامات« الفورمالدهيد» أشارت مؤسسة “كوزميتك ريفيو” للمكونات التجميلية التي تضم هيئة مستشارين وتُمَوَل من صُناع المواد التجميلية المرخصين والمدعومة من إدارة الأدوية والأغذية الأميركية في أحدث تصريحاتها إلى أن “منتجات تنعيم الشعر المحتوية على الفورمالدهيد وجليكول الميثلين تُعتبر غير آمنة نظراً لارتفاع كمية استخدامها وتركيزها في الممارسات التصنيعية الحالية”. ومن أبرز المشكلات المُشار إليها ارتفاع تركيز المركب الكيميائي والإفراط في استخدام المنتج وعدم توفر تهوية كافية للشعر أثناء وضع المنتج. ويُعد مركب الفورمالدهيد مادةً كيميائيةً عديمة اللون وذات رائحة نفاذة، وهو يُستخدم منذ 70 عاماً في تصنيع المواد اللاصقة والحافظة، وفي المختبرات العلمية لحفظ الضفادع والجثث، بالإضافة إلى استخدامه في صنع السجاد واللواصق ومواد التجميل ومنتجات حل مشكلات الشعر. أعراض صحية يمكن للفورمالدهيد أن يكون مُثيراً للاهتياج والحساسية، كما يمكنه أن يجعل العين تدمع والأنف يسيل والحنجرة تنحرق. وفي بعض التفاعلات التجريبية الشديدة، يمكنه أن يتسبب في الإصابة بالسعال والحشرجة، أو حتى بعض الأعراض الشبيهة بالربو. وتُشير سجلات عيادات طبية أنه سبق لبعض مستخدمي منتجات تنعيم وتمليس الشعر أن أُصيبوا بحالات شملت التقيؤ وتساقط الشعر وفقدانه، ووُصولاً إلى الإصابة بالصلع التام بسبب استعمالهم منتجات تحتوي على مستويات أو تركيزات عالية من الفورمالدهيد. ويقول الدكتور ديفيد أندروز، عالم يعمل لصالح مجموعة عمل بيئية، “منتجات الشعر هذه تم منعها في أوروبا وكندا وأستراليا”. ولا تضع إدارة السلامة المهنية والصحة الأميركية إلى الآن أي قيود على كميات الفورمالدهيد في منتجات الشعر المستخدمة في الصالونات. لكنها تشترط أن يكون الهواء داخل الصالون لا يحتوي على أكثر من 0,75 جزء من المليون جزء خلال الدوام اليومي الذي لا يتعدى ثماني ساعات، وعلى جزأين من المليون جزء خلال الدوام اليومي الذي يصل إلى 15 ساعة. ومن المعلوم أن ذرات الفورمالدهيد تنتشر في الهواء كلما استخدم الحلاقة مُجفف الشعر أو جهاز فرد الشعر الذي يُستعمَل لجعل الشعر المجعد مستوياً وناعماً ومنسدلاً. ويقول ديفيد مايكلز، المسؤول الأعلى بإدارة السلامة المهنية والصحة “تكمن مسؤوليتنا في التأكد من أن مكان العمل خال من المخاطر الصحية. والفورمالدهيد أحد هذه المخاطر”. ويُقدر مايكلز عدد صالونات الحلاقة والتجميل في الولايات المتحدة الأميركية بحوالي 75 ألف صالون يعمل فيها أكثر من 500 ألف شخص. ولا توجد لدى إدارة السلامة المهنية والصحة أي سجلات أو إحصاءات عن عدد الصالونات التي تستخدم منتجات تنعيم الشعر المصنعة من الفورمالدهيد. مغالطات لواصق المكونات يقول جون بيلي، أحد المسؤولين بإدارة الأغذية والأدوية ومسؤول علمي سابق في مجلس العناية الشخصية والمنتجات التابع لمؤسسة تجارية تحمل نفس الاسم “تقوم وظيفة هذه الكريمات على تكسير روابط مكونات الشعر”. وبفعل ذلك، يتأتى لكل حلاق أو مُصفف أن يُعيد ترتيب الشعر عبر تجعيده أو تنعيمه، وتثبيته في أي شكل أراد. فالفورمالدهيد، يقول بيلي، يربط الكيراتين أو البروتين بناصية الشعر ويحميه من فقدان الشكل الذي ثُبت عليه”. وقد أرسلت إدارة الأغذية والأدوية الأميركية مؤخراً رسالة إنذار إلى الشركة اللاتينية التي تُصنع منتج شعر قوي المفعول، متهمةً هذه الأخيرة بممارسة التضليل والتغليط في حق عملائها من خلال وسمها المنتج بالخالي من الفورمالدهيد على الرغم من “احتوائه على جليكول الميثلين الذي هو عبارة عن سائل مشتق من مادة الفورمالدهيد نفسها، وهو ما يضر المستهلكين الذين يستخدمونه بسبب وُثُوقهم في محتوى المطبوع على لاصق مكونات المنتج”. تحقيقات باشرت إدارة الأغذية والأدوية وإدارة السلامة البيئية والصحة إجراء تحقيق حول استخدام كميات الفورمالدهيد في منتجات تنعيم الشعر منذ سنة بعد تلقيها شكوى من مصفف شعر في مدينة بورتلاند بولاية أوريجون. وقد بدأت إدارة السلامة البيئية والصحة وشركاؤها الحكوميون منذ ذلك الحين سلسلة تحقيقات شملت قُرابة 24 صالوناً يستخدم العاملون فيها منتجات تنعيم الشعر، و9 شركات تختص في تصنيع وتوزيع هذه المنتجات تقع مقراتها في مختلف المدن التي وردت منها الشكاوى، وتلقت الإدارة 300 طلب مساعدة بهذا الشأن من الحلاقين ومصففي الشعر والعاملين بالصالونات. وحسب البيان الصحفي الذي صدر عن إدارة السلامة البيئية والصحة، فإن عدداً من الصالونات في نيويورك ونيوجيرسي وأربعة مصانع وشركات توزيع في فلوريدا ثَبُت فشلها في حماية عُمالها من التعرض للفورمالدهيد، واعترفت بإخفاقها في التواصل مع مستخدمي هذه المنتجات مثل أرباب الصالونات ومصففي الشعر لتوعيتهم بمخاطر التعرض للفورمالدهيد. وأفادت الإدارة أن تحقيقاتها كشفت عن إفراط عاملي بعض الصالونات في التعرض للفورمالدهيد، وعن ارتفاع نسبة الفورمالدهيد وانتشار ذراته المتطايرة في الهواء الداخلي لبعض الصالونات الأخرى بشكل خطير. ارتفاع التكلفة يقول ديفيد، صاحب الصالون الذي تعمل فيه فارجا مصففة شعر، إنه قلل من عدد العلاجات اللاتينية للشعر إلى مرتين في اليوم حتى لا تنتشر ذرات مادة الفورمالدهيد الكيميائية بشكل ضار في هواء الصالون، وإنه ركب نظام تهوية أفضل من حيث الجودة وجهاز تطهير للجو يعمل على مدار الساعة لتجنب تعرض العاملين في الصالون أو مرتاديه للفورمالدهيد أو أي مادة أخرى ذات مفعول مماثل. ويقول ديفيد مُوضحاً “الوصفات الخالية حقاً من الفورمالدهيد ليست بنفس قوة مفعول منتجات التنعيم والتمليس المحتوية على نسب قليلة من الفورمالدهيد، لكنها تبقى بدائل جيدة ما دام الزبون ومصفف الشعر يعلمان الفرق بين الاثنين”. ويقول كذلك إنه متيقن من أن الكثير من الزبائن سيستمرون في تفضيل الوصفات والمنتجات التي تحتوي على الفورمالدهيد إلى أن تُقرر الحكومة وقف بيعها بشكل نهائي. فالمفعول القوي للفورمالدهيد في تثبيت أي شكل أو لون على الشعر يُغري الكثيرين، فلا يملكون مقاومته حتى عند علمهم بالأعراض الجانبية لذلك على صحة الشعر والجسم”. ولا تُخفي فارجا قلقها بشأن النتائج طويلة الأمد المحتملة على صحتها باعتبارها تستخدم منتجات تحتوي على هذه المادة الكيميائية بشكل يومي، لكنها تأمل أن يُساعد القناع الذي تضعه على وجهها كلما همت بوضع سائل الفورمالدهيد على شعر الزبونة في استبعاد أي ضرر قد يلحق بصحتها أو تقليل حجمه. يعترف الكثير من النساء غيرها يلجأن إلى منتجات التمليس والتنعيم على الرغم من شكهن في احتوائها على مواد مضرة على المدى المتوسط أو البعيد، لكن ضيق الوقت وضغط العمل وتحوُل حسن المظهر إلى متطلب إجباري للحفاظ على الوظيفة حتم على هذه الفئة من النساء اختيار هذا النمط سريع المفعول في تصفيف الشعر على حساب صحتهن، ومع علم الكثير منهن أن سحر الفورمالدهيد وقوة مفعوله يخبئ وراءه مواد مسرطنة ذات قابلية للتراكم والتبرعم بهدوء، ثم مداهمة الشخص في وقت لاحق بأورام خبيثة تجعله يندم ويتحسر على ما فعل، ويتمنى لو يرجع به الزمن إلى الوراء لتصحيح أفعاله. هشام أحناش عن “واشنطن بوست” إضاءات ? ارتفاع تركيز الفورمالدهيد في منتجات تنعيم وتمليس الشعر وعدم توفر تهوية كافية للشعر أثناء وضع الكريم تجعل مساوئه أكثر من منافعه ? السلامة المهنية تقتضي ألا يحتوي الهواء داخل الصالون على أكثر من 0,75 جزء من المليون خلال دوام 8 ساعات، وعلى جزأين من المليون خلال دوام 15 ساعة. ? يمكن للفورمالدهيد أن يكون مُثيراً للاهتياج والحساسية، كما يمكنه أن يجعل العين تدمع والأنف يسيل والحنجرة تنحرق. وفي بعض التفاعلات التجريبية الشديدة، يمكنه أن يتسبب في الإصابة بالسعال والحشرجة، أو حتى بعض الأعراض الشبيهة بالربو ? سبق لبعض مستخدمي منتجات تنعيم وتمليس الشعر أن أُصيبوا بحالات شملت التقيؤ وتساقط الشعر وفقدانه، ووُصولاً إلى الإصابة بالصلع التام بسبب استعمالهم منتجات تحتوي على مستويات أو تركيزات عالية من الفورمالدهيد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©