باريس (أ ف ب) - يبدو أن آيريس «الكوكب القزم» الواقع في أقاصي النظام الشمسي، أصغر مما كان مقدرا مع حجم يوازي حجم بلوتو، فيما سطحه ناصع براق جدا، وفق ما أظهرته عمليات المراقبة التي أجراها فريق دولي من علماء الفلك.
اكتشاف آيريس العام 2005، أثار جدلا؛ فالكوكب الذي يحمل اسم آلهة الشقاق في الميثولوجيا اليونانية، بدا أكبر من بلوتو الذي كان يفترض أن يحتل المرتبة العاشرة في كواكب النظام الشمسي. إلا أن الاتحاد الفلكي الدولي قرر في نهاية المطاف العام 2006 تصنيف آيريس وكذلك بلوتو في فئة جديدة أطلق عليها اسم الكواكب «القزمة».
وبفضل ثلاثة تلسكوبات منصوبة في تشيلي رصد برونو سيكاردي (مرصد باريس وجامعة بيار وماري كوري) في نوفمبر الماضي، حجب آيريس لضوء نجمة من كوكبة قيطس. وعند مروره أمام النجمة البعيدة حجبها الكوكب القزم لمدة 30 ثانية. وآيريس كان حينها على مسافة 15 مليار كيلومتر من الشمس أي حوالي مائة مرة المسافة الفاصلة بين الأرض والشمس. ونظرا إلى مدة حجب نور النجمة، تمكن علماء الفلك من احتساب شعاع آيريس. ولخص الفريق المؤلف من نحو ستين عالم فلك، الذي نشرت نتائج أعماله مجلة «نيتشر» العلمية البريطانية «بما أن شعاع بلوتو يقع بين 1150 كيلومترا و1200 كيلومتر، يبدو آيريس على أنه توأم بلوتو مع سطح براق».
وأشار مرصد باريس في بيان إلى أن «حجب نور النجوم هو الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها من الأرض رصد تفاصيل شكل الكواكب بدقة». وسمحت عملية المراقبة هذه باكتشاف ان سطح ايريس يعكس 96% من نور الشمس أي أكثر بكثير من الثلج المتساقط حديثا. ويبدو أن سطح آيريس ناصع في حين أن الأجسام السماوية المجلدة في أقاصي النظام الشمسي تتعرض لقصف من أحجار نيزكية صغيرة جدا. ويوضح برونو سيكاردي أن «لمعان آيريس قد يكون عائدا إلى حداثة الجلدي على الأرض أي أنه لا يعود إلى بدايات النظام الشمسي».
ويكمل آيريس في غضون 560 عاما دورة مطولة حول الشمس. والمسافة الفاصلة بينه وبين الشمس تتراوح بين ستة مليارات و15 مليار كيلومتر. وأوضح «كلما اقترب آيريس او ابتعد عن الشمس فإن أجواءه المؤلفة من الازوت تتكثف وتصبح طبقة رقيقة لماعة سماكتها ملم واحدا تقريبا. ومن ثم تتبخر مجددا». وفي غضون قرون قليلة عندما سيكون آيريس على أقرب مسافة من الشمس ستصل الحرارة فيه الى 238 درجة تحت الصفر وسيتحول الازوت الجامد إلى غاز فورا. وسيتكون عندها غلاف جوي مائة ألف مرة أصغر من غلاف الأرض.
عدد اليوم
