الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نقاد السينما: المهرجان يشكِّل خريطة إبداع لجيل الشباب

نقاد السينما: المهرجان يشكِّل خريطة إبداع لجيل الشباب
15 أكتوبر 2012
سلمان كاصد (أبوظبي) - بعد أيام من بدء مهرجان أبوظبي السينمائي تتضح ملامح هذه التظاهرة الإعلامية والفنية الكبرى، وتبدو سمات وخصائص المهرجان متجلية في طبيعة الإقبال الجماهيري الكبير على مشاهدة الأفلام التي تعرض فيه. وفي جولة سريعة لما يتحقق في هذا المهرجان، نجد أن بعض الأفلام من الجدة بحيث قدمت قريباً في أكبر المهرجانات السينمائية العالمية، بل إن بعضها لم يقدم أصلاً إلا الآن في مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته السادسة هذه. ماذا يقول المتابعون والنقاد حول ما تحقق من توجهات صحيحة يسير على طريقها المهرجان ليؤكد تواصله مع الثقافة والناس، ولابد أن نعرف أن النقاد والمتابعين لهم رؤيتهم المستقاة من تجارب مهرجانات عالمية يحضرونها وعندما يدلون بآرائهم فإنهم يقتربون إلى حد بعيد من صواب ودقة تجربتهم ومعايشتهم لتحركات عجلة السينما في العالم وما يسفر عنها من جديد وما ينطوي فيها من تكرار، غير أن مهرجان أبوظبي السينمائي وبحسب آراء النقاد أصبح صورة فريدة للثقافة العربية وبؤرة توجه للثقافة السينمائية العالمية، وهو في جميع الأحوال يتقدم باتجاه العالمية كونه ظاهرة عربية بامتياز. تساءلنا في البدء “مع تعدد المهرجانات السينمائية العربية والعالمية، يطل علينا مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته السادسة بأفكار جديدة وبأطروحات مختلفة، كيف يمكن لهذه الأفكار أن تجعل المهرجان في الصدارة؟ وما هو المتحقق؟ وما هو الطموح؟”. ونؤكد ثانية أن هذا السؤال يجيء بعد أيام من انطلاقة المهرجان كي نرصد آراء النقاد التي شاهدت أياماً من فعالياته. مهرجان عربي ومن هذا المنطلق يرصد الكاتب باسل العودات بعض الملامح العامة للمهرجان وما ظهر منها خلال الايام القليلة الماضية فيقول: “من خلال متابعة مهرجان أبوظبي السينمائي منذ دورته الأولى، نلحظ أن المهرجان يرسّخ خطواته سنة بعد سنة كواحد من أهم المهرجانات في المنطقة العربية عموماً، وفضلاً عن نموه وتوسعه عاماً بعد عام، أصبح المهرجان ميداناً يسعى إليه صنّاع السينما ونجومها بدلاً من أن يسعى هو لاجتذابهم، وبات يحتضن عدداً أكبر من أبرز الأفلام العربية والعالمية، ويستضيف برحابة نجوماً لامعين كل دورة، من مختلف أنحاء العالم، وأصبحت العلاقة بين المهرجان والمهتمين بعالم السينما وصناعتها علاقة ودودة وخاصة”. ويواصل العودات حديثه: “بشكل عام، تذخر الدورة السادسة الحالية بعدة تحولات إيجابية من شأنها أن تزيد من رسوخه وأهميته، ومع استلام مخرج وسينمائي إماراتي شاب إدارة المهرجان خلفاً لإدارة غربية، تجلت بعض هذه التحولات بطغيان الصبغة العربية عليه، إن كان لناحية الأفلام المشاركة أم لناحية لجان التحكيم، وهذا أمر إيجابي لمهرجان عربي بأرض عربية، وفي نفس الوقت لم تتراجع مشاركة السينما العالمية، وكان التوازن سيد الموقف، خاصة وأن إدارة المهرجان وكادر البرمجة نجحا في استقطاب نخبة الأفلام الغربية والعربية”. احتفالية حميمية ويضيف العودات: “بالفعل بدأ المهرجان يجسّد ما قاله علي الجابري مدير المهرجان بأن المهرجان “موطناً عاطفياً للسينما العربية”، وأصبح احتفالية حميمية بأفضل ما تقدمه السينما أكثر منه مهرجاناً كلاسيكياً، يقدّم أرقى المواهب في المنطقة”. ويقول: “الأمر الآخر هو العنصر الشاب، فقد بدا اهتمام المهرجان واضحاً بهذا العنصر، من خلال مشاركتهم بالمهرجان، في أقسامه ومسابقاته المختلفة، ومن خلال صندوق دعمه السينمائي، ومن الواضح أن للمهرجان استراتيجية بعيدة المدى تهدف لوضع الثقة بالشباب الواعد في عالم السينما، ومنحهم فرصة نادرة لإبراز مواهبهم وقدراتهم، ليكونوا صنّاع سينما المستقبل، رغم تأثّر الإنتاج السينمائي العربي خلال السنتين الأخيرتين بسبب التحولات التي جرت وتجري في بعض الدول العربية، وتأثّر الحضور الثقافي والفني بهذه الأزمات، إلا أن المهرجان استطاع استقطاب أبرز الأفلام المُنتجة، وأكّد أنّه بات بالصدارة إلى جانب المهرجانات العريقة الأخرى، ولهذا اجد ان استمرار المهرجان لم يعد تحدّياً بحد ذاته، فقد بات جزءاً من لوحة صناعة السينما وترويجها في المنطقة، التحدي الأهم هو أن يبقى في رأس القائمة، الاقتراحات عديدة ومكررة في الغالب، ولا تخلو جعبة ناقد أو مخرج أو نجم من قائمة من الاقتراحات، تتنوع بتنوع اهتمامهم، لكن الجميع، ولثقته بإدارة المهرجان، وانفتاحهم على الجميع بطيبة وصداقة، تجعل الجميع على ثقة بأنهم سيقّدمون كل عام ما في جعبتهم من أفكار ومشاريع، وقد أثبتوا كل عام أن جعبتهم لا تنضب”. شخصيته المتميزة أما الناقد السينمائي علاء المفرجي فيسهم في هذا الحوار ويقول: “لا شك أن مهرجان أبوظبي السينمائي وبعد اكثر من خمس دورات من انطلاقته الاولى استطاع ان يحقق حضورا لافتا في المشهد السينمائي، مكتسبا شخصيته المتميزة وتفرده بالمبادرات والافكار الخلاقة، ولعل اهم ما يتميز به هذا المهرجان هو استيعابه للإبداع الشبابي في كل مكان من العالم إن كان ذلك من منح الفرصة لصناع الافلام الشباب في بعرض تجاربهم السينمائية الاولى او من حيث توفير التمويل المناسب لانتاح اعمالهم من خلال مشروع سند هذه التجربة الرائدة التي ينفرد بها مهرجان ابوظبي السينمائي”. ويضيف المفرجي: “وكان لابد لهذا المهرجان ان يحافظ على حيويته وتجدده المستمر، لنفاجأ كسينمائيين في دورته السادسة هذه بالخطوات الشجاعة في اضفاء ملمح جديد له، واقول شجاعة لانها تحمل قدرا كبيرا من المغامرة المحسوبة التي تزامنت مع الادارة الاماراتية الجديدة للمهرجان هذا العام برئاسة علي الجابري والتي تشكل نقطة تحول نوعية في تاريخ مهرجان أبوظبي، وهي خطوة ستعزز ولاشك من الحضور المهم لهذا المهرجان بين المهرجانات السينمائية العربية والعالمية”. ويقول: “ان المهرجان وبعد خمس دورات من انطلاقته اكتسب خبرة كبيرة في التنظيم والمنهاج المنتج، وهو ما ساهم في خلق كادر وطني مؤهل للاضطلاع بادراة دفته.. وهو هنا ـ اي المهرجان ـ قد حقق الهدف الأساسي من تأسيسه وهو الاسهام في اشاعة ثقافة وصناعة سينمائية على اسس مدروسة في بلد ناهض مثل الامارات، وبتقديري ان هذه الافكار الجديدة على اهميتها ليست الا الخطوة الاولى في ان يتبوأ المهرجان مكان الصدارة بين المهرجانات العربية”. ستة أعوام ومن جانبه يرى الناقد ناجح حسن منجزات المهرجان فيصفها قائلا: “ستة اعوام ليست بالمسيرة الطويلة التي مضت على تاسيس مهرجان أبوظبي السينمائي لكنها حفرت له مكانة على خريطة الابداع السينمائي خليجيا وعربيا ودوليا، فمنذ انطلاقته لم يكتف القائمون عليه على ان يكون جسرا للثقافة السينمائية بين الحضارات بل اهتم بصناعة افلام المنطقة وركزت فعالياته المتنوعة ومسابقاته التي ضمت اعمال محترفين وشباب في اطلالتهم الاولى لان يتنافسوا معا ويحققوا المزيد من الاعمال ويعمل على دعم اصحاب المواهب وكان له ذلك حيث بدأ حصاده وفيرا عاما تلو آخر”. ويضيف: “واللافت ان اهتمام المهرجان بصناعة الافلام المحلية انعشت طاقات الشباب ليس في الامارات فحسب بل وفي سائر انحاء بلدان الخليج والى جوار ذلك جاء تفاعله مع تلك السينما في الكثير من البلدان العربية، وشكل ارضية خصبة للمشهد السينمائي في الخليج في مبادرات استفادت من جهود سبقت ظهور المهرجان لكنه بنى عليها وقام بتطويرها لتكون حالة نهوض في السينما الخليجية”. انفتاح وتسامح ويواصل ناجح حسن فيقول: “واخذت تلك الاعمال في الامتداد الى خارج المنطقة وبدأ العالم يطلع على قصص وحكايات ابناء المنطقة بانفتاح وتسامح ثم افرد لها زوايا خاصة في المؤسسات الاكاديمية والنشاطات والفعاليات السينمائية للطلبة والمهتمين وعشاق الفن السابع”. ويضيف: “كما يحسب للمهرجان في دورته الأخيرة اتكاءه على قدرات من ابناء منطقته الخليجية والعربية الذين صار بمقدورهم منافسة اقرانهم في المهرجانات الدولية نظرا لانغماسهم في دورات المهرجان السابقة حيث استفادوا بفعل حنكتهم ومهاراتهم مع قدرات وخبراء متخصصين في تنظيم وادارة هذا النوع من المهرجانات”. ويختتم قوله: “لقد شكل مهرجان ابوظبي إضافة نوعية الى مهرجانات المنطقة كما انه سد نقصا في هذا النوع من المهرجانات الكبيرة التي تتجرأ على تقديم العروض الاولى في المنطقة والعالم مثلما يعمل على استضافة صناع السينما العربية والعالمية بسائر تلاوين اجيالهم وقدراتهم ويضعهم معا بغية الاستفادة من تراكم خبراتهم وتجاربهم وهو يستعيد ايضا قامات السينما الرفيعة العالقة في ذاكرة عشاق الفن السابع”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©