السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إلى أي مدى يساند أوباما إسرائيل؟

10 نوفمبر 2014 00:00
ماذا يعني أن تكون مناهضاً لإسرائيل؟ هذا هو السؤال المثار في واشنطن. فقد جادل الجمهوريون لسنوات بأن الرئيس «باراك أوباما» مناهض لإسرائيل، وسنسمع هذه التهمة على نحو أكثر تواتراً باقتراب 2016. والهدف الأبدي للجمهوريين هو فصل اليهود الأميركيين عن الحزب الديمقراطي. ولا شك أنه إذا كانت «هيلاري كلينتون» ستترشح، فإن الجمهوريين سيقولون إنها تترشح لتتولى مسؤولية أوباما المناهض لإسرائيل، وإنها لم تحب إسرائيل حقاً! لكني أود التركيز على ما يعنيه أن تكون مناهضاً لإسرائيل في سياق سياسات أوباما الشرق أوسطية. وحكمي من واقع التجربة بسيط: إذا كنت تعتقد أن الوضع الراهن في الشرق الأوسط مستديم، أو إذا كنت ترى أن إسرائيل بإمكانها الحفاظ على المستوطنات، وتدمير الفلسطينيين، فبالإمكان الحكم على أوباما بأنه مناهض لإسرائيل. وإذا كنت تعتقد أن الوضع الراهن غير مستدام، وأن إسرائيل عليها التحرك بسرعة لفصل نفسها عن الفلسطينيين وإلا ستواجه مستقبلا تصبح فيه دولة ثنائية القومية تسن القوانين للحرمان الدائم من الفلسطينيين (وبالتالي تصبح حقاً منبوذة عالمياً).. فإن أوباما لا يمكن وصفه بأنه معاد لإسرائيل. لكن العكس صحيح: فأوباما، مثل العديد من القادة الإسرائيليين، أن تكون موالياً لإسرائيل هو أن تؤيد تحريرها من احتلال الفلسطينيين. إن موقف أوباما بشأن مستقبل إسرائيل مماثل لموقف وزير المالية الإسرائيلي «يائيير لابيد» ووزيرة العدل «تسيبي ليفني» وزعيم حزب العمل «اسحق هيرتسوج».. فهؤلاء يدركون أن إسرائيل تسير في اتجاه خطير ومدمر للذات. وعدم رغبة «نتنياهو» في مناقشة سياسات من شأنها تحقيق الاستقلال الفلسطيني في نهاية المطاف، يعتبر واحداً من المصادر الرئيسية لانهيار علاقته مع أوباما. وقد ارتكب أوباما وفريقه أخطاء عديدة في إدارتهم عملية السلام التي تمر حالياً بغيبوبة. وعلى الأخص، فقد تولى الرئيس منصبه مطالباً بالتجميد الكامل للمستوطنات، دون أن تكون لديه خطة احتياطية حال رفض إسرائيل مطالبه. وتجميد الاستيطان، خاصة في أجزاء من الضفة الغربية بعيدة عن جدار الفصل الإسرائيلي، شرط ضروري للتقدم في الجهود الرامية إلى قيام دولة فلسطين، لكن هذا المطلب وضع الزعيم الفلسطيني عباس في موقف حرج: فقد سبق له التفاوض مع إسرائيل حتى أثناء بناء المستوطنات، لكنه لا يمكن اعتباره أقل عداءً للمستوطنات من الرئيس الأميركي. لكن هذه مسألة تتعلق بالتكتيكات، وفيما يتعلق بالاستراتيجية، فقد كان أوباما محقاً. فقد ذكر لي سابقاً في معرض حديثه عن عدم استدامة المسار الإسرائيلي الحالي: «إن التزام الولايات المتحدة تجاه أمن إسرائيل لا يخضع لاختلافات دورية في السياسة. إنه التزام صلب وقد أيدته بفخر طوال فترة ولايتي. وأعتقد أن المودة التي يشعر بها الأميركيون تجاه إسرائيل، والرباط الذي يشعر به شعبنا ودعم الحزبين لإسرائيل.. لن يتأثر». وأضاف: «إذا كنت لا ترى اتفاق سلام واستمراراً في البناء الاستيطاني العدائي، وإذا كان الفلسطينيون يعتقدون أن إمكانية قيام دولة فلسطينية مجاورة وذات سيادة لم متاحة، إذن فإن قدرتنا على إدارة الفشل الدولي ستكون محدودة». وقال إنه لم يسمع بعد عن رؤية مقنعة لبقاء إسرائيل كديمقراطية ووجود دولة يهودية تعيش بسلام مع جيرانها في غياب اتفاق سلام مع الفلسطينيين عبر حل الدولتين». إن وجود دولة فلسطينية قد لا ينهي النزاع، لكن الصراع لن ينتهي في غياب الدولة الفلسطينية. وإذا لم تتحرك إسرائيل لخلق الظروف في الضفة الغربية لإقامة دولة فلسطينية يوماً ما، فإنها ستتوقف يوماً ما عن كونها دولة يهودية أو دولة ديمقراطية. إن أوباما ليس معادياً لإسرائيل لأنه يوضح هذه الحقيقة المؤسفة. جيفري جولدبيرج * * كاتب متخصص في شؤون الشرق الأوسط والسياسة الخارجية الأميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©