الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فوز «الجمهوريين».. مزيد من القيود على أوباما

10 نوفمبر 2014 00:00
ماذا يحدث عندما يتولى الحزب، الذي عرّف نفسه بأنه عنصر شاذ ومتمرد وأنه محتقر للتسوية ورافض لشرعية معارضيه، زمام الأمور بالفعل في واشنطن؟ فالجمهوريون يسيطرون الآن على كل من مجلسي الشيوخ والنواب، بعد أن قال الشعب كلمته، وبصوت عال في الانتخابات الأخيرة. فأخيراً حقق «ميتش ماكونيل» هدف عمره. وسيحصل زعيم الأغلبية على مكتب رائع وسيارة أجمل وقدرة على التحكم في جدول أعمال مجلس الشيوخ. لكنه سيحصل أيضاً على حزب منقسم بعمق ويعاني من صداع مستمر جراء محاولاته للإبقاء على جميع زملائه في المدينة للتصويت، خاصة أن العديد منهم مشغول بالحملة الرئاسية وجمع المال ومناشدة العناصر الأكثر تطرفاً في الحزب. وربما يواجه «جون بوينر»، الذي يتمتع بأكبر أغلبية جمهورية في مجلس النواب منذ عام 1929، تحديات خطيرة. إن المشرعين القادمين هم أكثر راديكالية ومناهضة للمؤسسة، وسيتعين على «بوينر» أن يبذل جهداً أكبر للحفاظ على سيطرة هذه الأغلبية الأكثر قوة على أي شيء ينقذ التشريعات المتشددة. مرحباً بكم في الكونجرس الأميركي رقم 114، حيث ستتضخم الحرب داخل الحزب الجمهوري نتيجة السلطة الجديدة التي حصل عليها. فرغبة التيار الرئيسي للجمهوريين في تجاوز علامتهم التجارية «حزب لا» وإثبات أن بإمكانهم الحكم، ستصطدم مع القوى التي تواصل جذب الحزب الجمهوري إلى اليمين ومعارضة أي شيء يفعله الرئيس. هذه المعركة بداخل الحزب ستحدد الكونجرس الجديد تقريباً بنفس قدر المعارك مع رئيس ديمقراطي. وخلال دورة 2014، أدار الجمهوريون حملات منضبطة لتولي مجلس الشيوخ، لكن الرسالة المنظمة والمناهضة لأوباما بالكاد تعني أن مؤسسة الحزب الجمهوري قد صدت التمرد. لقد تحدث «ماكونيل» وزملاؤه بعد فوزهم عن تضافرهم للحكم، لكنهم أيضاً متمسكين بموقفهم بشأن إلغاء قانون الرعاية بأسعار معقولة، ودحر غيره من سياسات أوباما الرئيسية. إن اتساع وعمق فوز الجمهوريين سيقنع قاعدة الحزب -والنشطاء من التيار المحافظ عموماً- بأن العرقلة التي تسببوا فيها خلال السنوات العديدة الماضية قد نجحت، وبأن لديهم السلطة والولاية الكافيتين للدفع بسياسات راديكالية مناهضة للحكومة، وبأن أية تسوية ستعد خيانة لروح اليمين الأميركي. وسيثبت أمل «ماكونيل» في العودة إلى مجلس شيوخ «الكبار» أنه وهم. وما علينا سوى الانتظار فقط حتى يحضر أول مشروع قانون ويقدم الديمقراطيون سلسلة من التعديلات تهدف إلى إحراج 24 عضواً جمهورياً بمجلس الشيوخ حتى إعادة الانتخاب في عام 2016. وكما يلجأ الديمقراطيون إلى المماطلة لمنع استراتيجية الحزب الجمهوري لإجبار الرئيس على القبول أو المعارضة، إلى وابل من مشاريع القوانين، فإن «ماكونيل» سيواجه ضغوطاً لتوظيف «خياره النووي» والقضاء على تعطيل مشاريع القوانين. وفي مجلس النواب، أضاف الجمهوريون إلى أغلبيتهم في غرفة أصبحت أكثر استقطاباً من ذي قبل، مع عدد أقل من الموالين للقيادة الجمهورية وعدد أقل من أعضاء منظمة «الكلب الأزرق الديمقراطي» للتدخل في حالة وجود فراغ. ويفقد «بوينر» الحلفاء وأنصار الحزب، مثل «توم بيتري» بسبب التقاعد. وسيشهد شهر ديسمبر مسابقات على تولي القيادة؛ وسينجو «بوينر» لكن الرغبة السائدة في التوصل إلى بديل إيجابي لنظام إصلاح الرعاية الصحية وتشريع الهجرة أو حتى مشروع قانون البنية التحتية.. ستصطدم بمنشار «حزب الشاي». وعليه، سيكون التوصل إلى تسويات مع مجلس الشيوخ في ظل هذه الظروف -حول مشاريع قوانين قادرة على الفوز بـ51 صوتاً جمهورياً أو النجاة من عرقلة الديمقراطيين- بمثابة معركة شاقة. كما أن ذلك من شأنه تعقيد استراتيجية مؤسسة الحزب الجمهوري المتجهة نحو انتخابات 2016، والتي تتمثل في دفع الرئيس للتنازل حول أمور مثل قانون الرعاية الصحية، أو خط أنابيب «كيستون».. وفي نفس الوقت تمرير مجموعة من القوانين تظهر أجندة الجمهوريين البناءة، وجعل الرئيس يعترض عليها ومن ثم إظهار الديمقراطيين باعتبارهم حزب العرقلة. وعلاوة على ذلك، فإن الاختلافات الثقافية والهيكلية بين مجلس النواب ومجلس الشيوخ تضمن صراعاً يشبه تقريباً الصراع بين الكونجرس والرئيس. إن مجلس الشيوخ ومجلس النواب الجمهوريين لا يُترجمان بشكل طبيعي إلى سلسلة من التشريعات الجمهورية. فليس من السهل التوصل لسياسات ملموسة تهدف إلى حل المشاكل دون خلق انقسامات في صفوف الحزب أو غضب من قاعدته. وستكون هناك أشياء يستطيع الكونجرس الجمهوري الجديد القيام بها؛ مثل الاعتراض على معظم الترشيحات القضائية والتنفيذية لأوباما، وعقد الكثير من جلسات الاستماع للتحقيق في فضائح حقيقية ووهمية ومضايقة مسؤولي أوباما من خلال المطالبة بشهادتهم مراراً وتكراراً. وهذه الأعمال تجعل من الصعب بالنسبة لأوباما استخدام سلطته التنفيذية على أكمل وجه وبالسرعة التي يريدها. إن أوباما لا يواجه فقط الكونجرس الجمهوري بالكامل، ولكن كذلك قاعدة ديمقراطية غاضبة بسبب قضايا تتعلق بالضربات الجوية بدون طيار، والفشل في إصلاح قوانين الهجرة.. وهي تخشي أن يقوم زعيمها بإبرام صفقات مع العدو. *توماس مان **نورمان أورنشتاين * زميل بارز في معهد بروكينجز ** باحث مقيم في معهد أميركان إنتربرايز ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©