السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ميرفت أمين.. سيرة جيل

ميرفت أمين.. سيرة جيل
26 أكتوبر 2013 01:29
نعتقد أن حضور النجمة المصرية ميرفت أمين، (مواليد 1946)، فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي الدّولي في نسخته السابعة ضيفة شرف، أمر يستحق الاهتمام للعديد من الأسباب، أولها أن هذا هو حضورها الأول للحدث منذ انطلاقته، وثانياً لندرة ظهورها الإعلامي، فهي ليست نجمة (مستهلكة) على صعيد البرامج التلفزيونية، وبخاصة برامج المنوعات، التي يهدر بعضها قيمة وتاريخ العديد من نجوم السينما بعد استضافتهم في أحاديث لا تسمن ولا تغني من جوع، وربما يكون هذا سببا كافيا لفضول الجمهور الذي سيتابع حضورها، بلا شك للتعرف إلى شخصيتها وطريقة تعبيرها وتجربتها، وهو أيضاً ما سيحقق رواجاً خاصاً لفعاليات وأفلام المهرجان على نحو كثير من مهرجانات العالم التي تستقطب النجوم، واستثمار حضورهم للترويج وإضفاء الجماليات على أجواء الحدث، وتنويع التجارب الحوارية ما بين النجوم والجمهور الذي يحث الخطى على الدوام باتجاه النجوم والتعرف إليهم عن قرب، وثالثاً لأنها النجمة الأكثر جاذبية من بنات جيلها في سينما السبعينات (مديحة كامل، نجلاء فتحي، سهير رمزي، بوسي)، ورابعاً وهذا الأهم، أن ميرفت أمين كانت بحق الصورة المثالية لنجمات سينما السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، من خلال وقوفها بطلة أمام أهم مطربين في العالم العربي، عبدالحليم حافظ (فيلم “أبي فوق الشجرة”) للمخرج الراحل حسين كمال، وفريد الأطرش (فيلم “نغم في حياتي”)، وشاركها البطولة النجم حسين فهمي، وإخراج هنري بركات، وأيضاً وقوفها أمام النجم عادل إمام في أكثر من فيلم أهمها (البحث عن فضيحة، واحدة بواحدة، مرجان أحمد مرجان)، وأخيراً لجاذبيتها وجمالها الذي ورثته عن والدتها الأسكتلندية. ولعل ذلك ما سهل مهمتها كنجمة استطاعت أن تنجز عبر مسيرتها أكثر من 140 فيلماً سينمائياً، من أهمها: “الأراجوز” (أمام الممثل العالمي عمر الشريف)، “سواق الأوتوبيس” (أمام نور الشريف)، “زوجة رجل مهم” (أمام الممثل أحمد زكي)، “عودة مواطن”، “ثرثرة فوق النيل”، “حساب السنين”، “الحب تحت المطر”، “رجل ضد القانون”، “الحب المحرّم”، “لا تبكي يا حبيب العمر”. انطلقت أمين في عالم السينما عام 1967، بفيلم بعنوان “حب المراهقات” أمام الممثل الراحل أحمد مظهر الذي رشحها لبطولة الفيلم، وفي عام 1968 كان فيلمها الثاني مع رائد سينما الواقعية صلاح أبوسيف بعنوان “القضية 68” أمام الفنان الكبير محمود ياسين، الذي كان أحد أهم نجوم السينما الرومانسية في ذلك الوقت، بعد نجاحها الساحق هذا، تحققت لها انطلاقة هائلة نحو أشكال مختلفة من السينما والأفلام، فقدمت: للمتزوجين فقط 1969 للمخرج إسماعيل القاضي، وثلاث نساء للمخرج محمود ذو الفقار، وأنف وثلاثة عيون للمخرج حسين كمال، والغفران 1971 للمخرج عبد الرحمن شريف، وهاربات من الحب، وشلة المراهقين، والسكرية مع المخرج حسين الإمام. تجربة ميرفت أمين في سينما الثمانينات، مختلفة تماما مع تجربتها مع سينما السبعينيات، فقد أفادت بقوة من خبرتها الطويلة ومعرفتها في فن السينما في اختياراتها من الأفلام ضمن تيار الواقعية الجديدة في السينما المصرية وقد شاهدنا لها أفلاما رائعة، وفيها روح الابتكار، والأداء الفني الراقي، مثل جملة أفلامها مع عاطف الطيب، ومحمد خان، ومحمد أبوسيف، وهاني لاشين، وأحمد السبعاوي، ومن هذه الأفلام على سبيل المثال: الحب وحده لا يكفي 1981 للمخرج علي عبد الخالق، وفيلم للفقيد الرحمة 1982 للمخرج عمر عبد العزيز، وفيلم المنتقمون 1984 للمخرج ياسين إسماعيل ياسين، وفيلم تزوير في أوراق رسمية للمخرج يحيى العلمي، وقد حققت في هذا الفيلم نقلة نوعية في تجربتها بعد أن أدهشت الجمهور والنقاد، بعد أن قدمت أداءً رائعاً راقياً، بدور والدة الممثل هشام سليم، والمطرب إيمان البحر درويش، إلى أن جاءت مجموعة من الروائع السينمائية التي شاركت في بطولتها، مثل فيلم “أحلام صغيرة” 1993 مع المخرج خالد الحجر، و”ليه يا هرم” للمخرج عمر عبد العزيز، و”القتل اللذيذ” 1998 للمخرج أشرف فهمي، فيما تستعد هذه الأيام للمشاركة في فيلم جديد بعنوان “حلم بانكوك” أمام أحمد بدير وندى بسيوني، وسيجري تصوير مشاهده بين القاهرة وتايلاند، وذلك بعد آخر أفلامها مع عادل إمام “مرجان أحمد مرجان”. وعرف عن النجمة ميرفت أمين نجاحها في تكوين ثنائيات سينمائية استثنائية مع عدد من النجوم، وبخاصة محمود ياسين ونور الشريف، في مجموعة من الأفلام الرومانسية وفق سينما تلك الأيام بحلاوتها التي فقدناها مع تطور تكنولوجيا ثورة المعلومات. ميرفت أمين من جيل سينمائي لا يعوّض، جيل فقدناه في غمرة زحام السينما التجارية، وزمن منتجي سينما شباك التذاكر، هذا البريق الذي لا ينتهي للنجمة الضيفة، ربما يتوازى مع الاختيارات الناجحة من قبل إدارة المهرجان، لعروض السينما العربية، التي تتمتع بأكبر حضور مؤثر في هذه الدورة. ربما كان أهم ما ميّز طلة النجمة المصرية ميرفت أمين في مرورها على السجادة الحمراء، هو خجلها، والترحيب الحار بها من جمهورها، فبدت وكأنها تقف أمام الكاميرا لأول مرة بعد مشاركتها في أكثر من 140 فيلماً من سينما الرومانسية العربية. ميرفت أمين حيت جمهورها، وحيت أبوظبي، وقالت إن هذه هي المرة الأولى التي تحضر فيها مهرجاناً سينمائياً بعد غياب نحو 17 عاماً عن عالم المهرجانات، وأكدت ميرفت التي طلت على جمهورها بفستان رقيق محتشم، أنها تأمل لقاء جمهورها، وأن تتاح لها الفرصة لمشاهدة الأفلام العربية المشاركة في المهرجان. جمهور ميرفت ذكّرها، على الفور، بفيلم «أبي فوق الشجرة».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©