السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

يحيى عبد الكريم: دوري المحترفين سيحدث نقلة نوعية وأندية الشارقة لن تغيب عنه

24 فبراير 2007 03:26
حوار- سعيد عبد السلام: هناك ثلاثة مجالس رياضية حالياً بأبوظبي ودبي والشارقة، قل لي: هل من الممكن أن تحدث تلك المجالس نقلة حقيقية للرياضية بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة؟ نعم: يمكن أن تكون دافعاً، وكذلك جهة تنظيمية للرياضة في الأندية التي تشرف عليها··· كما أنها منوطة بوضع سياسات عامة، بالإضافة إلى نوع من الرقابة والتوجيه والدعم أيضاً، كل هذه الأمور تجعلها تساهم في إحداث نقلة نوعية لرياضتنا، لكن في نفس الوقت لا تأخذ دور مجالس الإدارات بالأندية، وأيضاً لا تطغى على دور المؤسسة الاتحادية وهي الهيئة العامة للشباب والرياضة التي تعد صاحبة الريادة لكونها تمثل الدولة· لكن الهيئة لم تطور من نفسها أو قوانينها·· ترى ما السبب؟ هذا صحيح، فالهيئة أصبح دورها مفقوداً ويضعف من يوم إلى آخر، وصار وجودها شرفياً في المحافل الرياضية والمناسبات، وصار دورها ضعيفا جداً، وحتى ميزانيتها ضعيفة· وكيف تفعِّل دورها لكي تبتعد عن الدور الشرفي الذي وضعتَها فيه؟ لكي نفعَّل دورها لابد أن تحصل على هذا الدور من خلال التشريعات لكونها جهة مشرعة وداعمة ليس من النواحي المادية فقط، بل أيضاً والتنظيمية، حتى الميزانية التي تقدمها للاتحادات ضعيفة مقارنة بما تتكبده الأندية والاتحادات من مشاق مادية، لذلك لابد أن تحصل الهيئة العامة للشباب والرياضة على أضعاف ميزانيتها الحالية حتى لا يصبح دورها مغيباً كنوع من التخلي عن المسؤولية، كما أن عملية أنها تقوم بتقديم ميزانية لكل اتحاد لعبة وهو يتولى توزيعها على الأندية وهذا تخلى عن دورها الأساسي· هل هذا تقصير من الهيئة أم ماذا؟ أراه تقصيراً من الجميع أي من الحكومة والمسؤولين والهيئة، فحتى التركيبة التنظيمية لها تأثير في إضعاف دور الهيئة·· فليس من المعقول أن تكون الأندية أقوى من الهيئة!! ونحن مقبلون على الاحتراف كيف استعد مجلس الشارقة الرياضي لهذه الخطوة؟ إن مجلس الشارقة الرياضي تكوَّن لسد ثغرة موجودة من ناحية مساعدة الحكومة على التنظيم والإشراف على الأندية والأنشطة الرياضية في إمارة الشارقة، وهو أيضاً منوط بتطوير المستوى الرياضي، وبناءً عليه تم تشكيل لجنة تطوير أوضاع اللاعبين التي أترأسها ومقصود بعملها تطوير كل اللعبات، لكننا بدأنا بتطوير كرة القدم لكونها اللعبة الرئيسية، خصوصاً أن هناك توجها من الدولة واتحاد الكرة بتطبيق الاحتراف في الأندية· فنحن كلجنة قمنا بالالتقاء مع كل المعنيين بأندية الشارقة وانتقينا بعض الخبرات، سواء داخلية أوخارجية للحصول على أكبر الخبرات، واطلعنا على بعض التجارب غير العربية، ووضعنا تقريراً وتصوراً لتطبيق الاحتراف وبيَّنا فيه المعوقات التي يجب تجاوزها غير اللاعبين، لأن هناك أمورا عديدة يجب الاهتمام بها من أجهزة وغيرها، وكذلك الأمور الاجتماعية بحيث يتزامن كل هذا مع تطبيق الاحتراف، وتم رفع الموضوع إلى مجلس الشارقة الرياضي، وأعتقد أنه خلال الأيام القادمة سيتم مناقشة كل الأمور لاتخاذ القرار· ؟ وما أبرز المعوقات التي قابلتكم وكذلك الإيجابيات؟ ؟؟ أول شيء يتمثل في العقلية وهي أساس ليس للاعبين فقط بل أيضاً العقلية الإدارية، فأنت تفكر في اتجاه وغيرك يفكر في اتجاه آخر تماماً، فعقلية أطراف اللعبة تعد أهم المعوقات، الشيء الثاني يتعلق بالنظام الاجتماعي الموجود، ثم موضوع تفرغ اللاعبين لكرة القدم فقط· وعن الإيجابيات قال: إنها تكمن في الرغبة الموجودة لدى كل الأطراف للدخول في عملية الاحتراف· ؟ وماذا عن الميزانيات وكيف سيتوفر الغطاء المادي للاحتراف؟ ؟؟ في البداية سوف تتولى الحكومة عملية الصرف، لكن في نفس الوقت لابد أن تحاول الأندية تطوير إيراداتها· ؟ وهل سيتم تقسيم اللاعبين إلى فئات من حيث الراتب والحوافز؟ ؟؟ نعم: بالطبع، فلابد أن يكون هناك فئات ومزايا تفرق بين لاعب وآخر··· كما أن مستوى اللاعب هو الذي سيحدد هذا الأمر· ؟ ومتى يدخل الاحتراف حيز التنفيذ بإمارة الشارقة؟ ؟؟ كان من المفترض أن يدخل من بداية هذا الموسم، والمطلوب أن يبدأ وهذا يعتمد على المجلس· ؟ وهل ستتفق لوائحكم مع لوائح اتحاد الكرة والفيفا أم ستختلف؟ ؟؟ لا··· لابد أن تتفق، لكن الذي نستطيع أن نفعله هو القيام بأمور تنظيمية داخلية· ؟ ومتى نبدأ جني ثمار الاحتراف في رأيك؟ ؟؟ من خلال لقائنا مع المختصين يتضح لنا أنه لا يمكن جني الثمار قبل 5 سنوات على الأقل، والبعض الآخر يقول: عشر سنوات، لأن الاحتراف ليس نظاما، بل هو أسلوب حياة، بمعنى أنك تؤثر في محيطك وتتأثر به· ؟ دعنا نتحولْ ببوصلة الحديث إلى دورة كأس الخليج، وقل لي: هل الفوز باللقب جاء في وقته أم ماذا؟ ؟؟ نعم: جاء في وقته، ولا نستطيع أن نقول: إنه وقت مناسب، لأن كرة الإمارات كانت في حاجة ملحة إلى بطولة· وقال يحيى عبدالكريم: هناك كلمة أقولها دائماً: إن منتخب الإمارات خصوصاً بعد الفوز بكأس الخليج كان أنجح مشروع أو أنجح مؤسسة أو هيئة اتحادية إذا جاز التعبير··· لأنه المشروع الموحد الذي التفَّ حوله كل أبناء الإمارات من صغير وكبير، ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، ومن كل فئات المجتمع، الأمر الذي يجعله أنجح مشروع· فالمدرب الفرنسي برونو ميتسو مدرب ذكي، كانت له خيارات كثيرة بعضها صحيح والبعض الآخر مخطئ، لكنني أرى اختياره لراشد عبدالرحمن مدافع الجزيرة من أنجح الخيارات، فهو راهن على شيء ونجح فيه، فهو مدرب ذكي يعرف كيف يستغل الأدوات التي في حوزته، لكن لا أحد ينكر أن الجميع شارك في نجاح المنتخب من أجهزة ومسؤولين وجماهير وإعلام· ؟ وهل ترى أن هذا الفوز سيعوضنا الزمن المفقود؟ ؟؟ بالطبع لا، لذلك يجب أن نمشي في الطريق ولا نتوقف، كما علينا التفكير بعقلية متطورة ومتفتحة، فالمفروض أن اللقب قد تحقق وانتهى الأمر، لذلك يجب أن ننساه ونفكر في الأيام القادمة، وهل سنستمر إلى الأمام وكيف نسخر كل الأدوات؟· قد لا نكون الأفضل من النواحي الفنية بين المنتخبات الخليجية التي شاركت في البطولة، لكننا كنا الأفضل في نواح كثيرة، من هنا علينا أن نفكر لكي نستمر في المضي إلى الأمام كي نكون الأفضل في كل مناحي الحياة، كما يجب أن نفكر بشكل متوازن وليس مندفع، فالنجاح يبغي عمل وبالكلام لا يمكن لنا أن ننجح، كما من الضروري أن يكون هناك عمل مستمر يبدأ من الفئات السنية، وأضرب مثالا على ذلك بالموهوب إسماعيل مطر، فلو رجعنا كيف بدأ وكيف كان يتدرب وكم عدد المباريات التي لعبها حتى وصل إلى هذا المستوى، الأمر الذي يجعلنا نأخذه كمثال ونقيس عليه كيف يمكن أن يتم تطوير لاعب· فإسماعيل مطر ليس مجرد موهبة موجودة فقط بل هو نتاج عمل مدربين كثيرين· ؟ وهل من ضمن خططكم عملية تطوير الكوادر بالأندية؟ ؟؟ نعم من ضمن خططنا العمل على تطوير الفرق السنية بالأندية، لأن الاستمرار في النجاح يحتاج إلى قاعدة قوية، والقاعدة تحتاج إلى إعداد كبيرة، حيث يكون لك بدائل للاختيار وأيضاً تبدأ من سن مبكرة· ؟ وهل الاحتراف سيقف حائلاً أمام استكمال مراحل التعليم؟ ؟؟ على العكس تماماً، فمثلما يتعلم كرة القدم لابد من الاهتمام بالدراسة جنباً إلى جنب، بالإضافة إلى تعمل ممارسة الحياة، لأنه كلما ارتفع مستوى اللاعب من الناحية الدراسية ارتفع مستواه الرياضي، وهذا ليس بجديد بل يطبق في كل المدارس على مستوى العالم· ؟ وهل ستكون أندية الشارقة حاضرة مع تطبيق الاحتراف؟ ؟؟ هذا يعتمد على نظام الاحتراف، حيث يجب أن نتعرف عليه في البداية، وأتصور أن أندية الشارقة لن تغيب· ؟ وهل ترى أن دوري المحترفين سيحدث نقلة نوعية للكرة؟ ؟؟ بالتأكيد، سوف يطور اللعبة، لكن علينا ألا نتوقع أن يكون ذلك سريعاً، لكن هذا التطوير يعتمد على النظام ومدى التزام كافة أطراف اللعبة خاصة من ناحية الجانب الإداري، حيث يكون هناك تنظيم إداري على أعلى مستوى، لأن التنظيم والإدارة هو أساس نجاح أي مشروع، كما أن الاحتراف ليس مال فقط بل هو نظام متكامل· فهناك جزء مهم يتعلق بضرورة أن يدرك اللاعب التغير الذي يجب أن يطرأ عليه، فمثل ما له من حقوق عليه أيضاً واجبات، وفي النهاية لابد أن يوقن الجميع أن هذه لعبة بمعنى أن تكون المتعة موجودة لكل الأطراف حتى اللاعب الذي عليه أن يتمتع باللعب، كما لابد أن يكون لديه دافع ذاتي لتطوير نفسه وزيادة الرغبة في تحقيق الفوز· فهناك معادلة تقول: إن الدافع الداخلي الضعيف+ الدافع الخارجي قوي لا تحقق النجاح، وبالتالي فإن الدافع الداخلي يحتاج إلى تدريب وتوعية، وهذا الذي يخلق في اللاعب نزعة الفوز· فهناك الآن لاعبون غير محترفين، لكنهم يمارسون حياتهم بطريقة احترافية، حيث الانضباط موجود في كل شيء، سواء داخل الملعب أو خارجه· كما أن احترام الوقت يعد شيئاً مهما جداً، لأن اللاعب الذي لا يحترم الدقيقة خارج الملعب لا يحترمها داخل المستطيل الأخضر، وتلك الدقيقة قد تحسم نتيجة بطولة وليس مباراة فقط· وتطرق الكابتن يحيى عبدالكريم إلى ضرورة توسيع القاعدة حتى يحقق الاحتراف أكبر قدر من النجاح، فقال: أرى ضرورة الإسراع في تسجيل ومشاركة أبناء الإمارات وأيضاً أبناء الوافدين من مواليد الدولة، لأنه كلما اتسعت القاعدة كلما كان المردود أفضل· وعن فتح الباب أمام اللاعب الأجنبي الثالث في الدوري قال: أنا لست ضد اللاعب الأجنبي الثالث، لكن لابد أن يتم تقييم الأمور من منطلق أنه كلما زاد عدد اللاعبين الأجانب كلما حرمت لاعباً مواطناً من اللعب، وهذا معناه عندما تضيف لاعباً أجنبياً ثالثاً فإنك ستحرم 31 لاعباً مواطناً من التواجد داخل الملعب· اللعب في الخارج ثم تطرق إلى نقطة أكثر أهمية عندما قال: إن الأهم من ذلك أن تفتح الأبواب أمام اللاعب المواطن لكي يلعب في الخارج، حيث لابد من ذلك حتى يرفع مستواه ليس الفني فقط، بل حتى الارتقاء بتفكيره واكتسابه لخبرات وثقافات جديدة، مما سيكون له أكبر الأثر في ارتفاع مستوى المنتخب الوطني، وعلينا أن نأخذ القارة الأفريقية كمثال في هذا الجانب الذي جعلها تتطور سريعاً وتتفوق على الكرة الآسيوية· صحيح بدأت الآن كوريا واليابان والصين وايران يصدرون لاعبين إلى أقوى الدوريات في أوروبا، وانعكس ذلك بشكل ايجابي على ارتفاع مستوى الكرة في تلك الدول، ولابد أن نحذو حذوهم حتى نصل إلى مصاف الدول الأولى في القارة· شغلونا بميتسو ونسينا الأساسي قال يحيى عبدالكريم: في الفترة الأخيرة شغلنا الجميع بميتسو وهل سيستمر أم سيرحل، وهنا نقول: صحيح أن الأفراد يلعبون دوراً مهماً في تحقيق أي نجاح، وكذلك القيادة، لكن لابد أن يعتمد النجاح على العمل المؤسسي، حيث يكون هناك نظام والجميع له دور فيه، كما علينا ألا نبحث عن النجاح فقط، بل لابد من الانشغال بعملية الاستمرار في النجاح، وهذا هو الفارق بيننا وبين المنتخبات الأوروبية، قد تتغير المجالس، وكذلك الأفراد، لكن لابد أن تستمر العجلة في عملية الدوران، لذلك لابد من وجود برامج من خلال عمل مؤسسي متكامل ليس في الرياضة وحدها بل في جميع مناحي الحياة· حماس بلا متعة عندما جاء الحديث عن الدوري وكيف يرى مبارياته ومستواه؟ قال: حقيقة أرى أن المستوى الفني أقل من المتوقع، صحيح أنك قد تجد الحماس موجودا وبذل الجهد والعطاء أيضاً، لكن ليست هناك متعة حقيقية، وهناك عدة عوامل وراء ذلك منها فترات التوقف الطويلة التي أثرت على سير الدوري، كما أن مستوى اللاعبين الأجانب أراه ضعيفاً حتى الجيدين منهم غير مستقرين في المستوى، لذلك لابد من تقليص فترات التوقف حتى نحافظ على استمرارية الدوري واكتساب اللاعبين لنسق المباريات الذي يساهم في ارتفاع مستواهم، وبالتالي ينعكس الأمر بشكل ايجابي على مستوى الدوري· ظاهرة طبيعية وصحية عن اعتلاء فرق جديدة لصدارة الترتيب، وابتعاد فرق عريقة، وهل هذا في صالح الدوري أم ضده؟ فقال الكابتن يحيى عبدالكريم: هذه سنة كرة القدم، حيث هناك فرق تأخذ فترات راحة غير مقصودة، وقد تكون بسبب عدم ترتيب الأمور بشكل جيد مثلما حدث للشارقة عندما يعتزل جيل بأكمله كان يجلب البطولات ويصعد جيل جديد، الأمر الذي يحتاج معه إلى وقت لاكتساب هذا الجيل لخبرة التعامل مع البطولات، وكذلك فريق العين الذي كان فرس الرهان في السنوات الماضية تأثر هذا الموسم، لكنه بالتأكيد سيعود إلى سابق عهده، فتلك الظاهرة التي تحدث هذا الموسم أراها صحية وطبيعية وتحدث في العالم أجمع· أقوال مهمة عن رأيه في إمكانية إقامة الدوري بدون الدوليين مستقبلاً؟ قال: في حقيقة لا يمكن أن تحرم فريقا من لاعبيه الدوليين في مسابقة الدوري الذي يتوقف في جميع العالم عندما يشارك المنتخب في مباراة دولية أو بطولة· وأكد أيضاً ضرورة أن يهتم الاتحاد الآسيوي بتنظيم مسابقاته بشكل أفضل، ويضع روزنامة واضحة المعالم لمدة خمس أوعشر وحتى عشرين سنة أسوة بما يحدث في الاتحاد الأوروبي حتى تستطيع الدول أن تضع برامجها بشكل صحيح لا تتخلله فترات طويلة من التوقف تضر بالمسابقات وتساهم في هبوط مستوى اللاعبين· نعود ونؤكد ضرورة زيادة جرعة الاحتكاك الخارجي للمنتخب مع فرق ومنتخبات أفضل منا حتى يساهم هذا في تطوير أداء المنتخب، وأيضاً يتعود اللاعبون على اللعب في ظروف ومتغيرات صعبة وضغوطات تساهم في اكتسابهم لخبرات تنفع كثيراً· من الضروري ايضاً الاهتمام بالقاعدة التي تمثل الأساس لكونها الرافد الحقيقي للمنتخبات الوطنية، وبالطبع لا يقل أهمية الاهتمام بالأجهزة الفنية التي تعمل مع تلك القاعدة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©