كانت ليلة افتتاح مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته السابعة، بحجم وقيمة ومكانة المهرجان، في هذه الليلة تألق النجوم والنجمات على السجادة الحمراء، وتمتع حضورهم بكثير من الألق والبهاء والبهجة.. أضواء.. حركة.. ضجيج.. استعداداً لأيام مهرجانية قادمة.. في ليلة الافتتاح وما قبلها رصدنا بعين متابعة، بعض مظاهر الحدث، وما جرى في أروقته، هذه المشاهدات من قلب المهرجان، ومن رؤية النجوم والنجمات لهذا الحدث السينمائي الكبير الذي يعكس جمال وروح السينما الحقيقية.
فورست ويتكر.. تألق مرتين
النجم الأميركي الأسمر سجل حضوره الطاغي في المهرجان مرتين، الأولى تألقه على السجادة الحمراء وحديثه مع جمهوره، حديث كشف عن بساطته وتواضعه وخبرته في الوقوف على هذه السجادة التي غالباً ما تصنع الأزمات لبعض النجوم، وتألق مرة ثانية بوقوفه على المسرح، لتسلم جائزة اللؤلؤة السوداء للإنجاز المهني، وكان لافتاً تلك التقاليد واللمسات العاطفية التي حبكها جمهور الصالة، حيث وقف الجميع مع تصفيق حاد، تقديراً له، ولمسيرته الفنية الرائعة.. خيراً فعلت إدارة المهرجان أن انتبهت لهذه القامة السينمائية الكبيرة، وكان لافتاً أكثر أن ينهي ويتكر وقفته على خشبة مسرح قصر الإمارات، بأن قدّم بصوته أغنية حب لجمهوره، وللإمارات، حينما عبر عن اعتزازه بها وبمهرجانها الذي وصفه بأجمل التظاهرات السينمائية.
على طاولة مدير المهرجان
نضع هذه الحكاية أمام مدير المهرجان علي الجابري، وتتلخص الحكاية في المعاناة اليومية للصحفي، حتى تتاح له فرصة المتابعة، ونقصد بذلك (حفل الافتتاح)، حيث إن بطاقة الاعتماد الصحفية يبدو أنها لا تفي بالغرض، سواء من حيث حضور أكثر من فيلم في اليوم الواحد، وأشياء أخرى، نعتقد أنها تعكّر مزاج الصحفي الذي يعتبر أن هذا المهرجان هاجسه الأول، لعكس صورة مشرقة عنه، وتقديمه إلى العالم بأفضل صورة..
ننتظر أن يقوم الفنان الجابري، بتوجيه جهات الاختصاص في المهرجان عن هذا الأمر، حتى تفتح مساحة أكبر للصحفي للتحرك على خريطة المهرجان بأكملها، وبالبطاقة الصحفية من دون أن تحتاج هذه البطاقة إلى مزيد من الإجراءات المعقدة.
ذكرى أحمد.. تهتم بسينما المرأة
أكدت الممثلة الإماراتية ذكرى أحمد، قيمة سينما المرأة في المهرجان، وأنها ستجتهد في مشاهدة معظم أفلامها، لكنها ستخص بالمشاهدة، الفيلم الإماراتي “كاتشاب” للمخرج حسن الجابري، ويعرض ضمن منافسات الأفلام الروائية القصيرة في مسابقة أفلام من الإمارات. الفيلم يتحدث عن فتى مراهق يرسم كل ما يشاهده أو يتخيله في حياته اليومية بـ«الكاتشاب». ذكرى أحمد، ممثلة مسرحية متميزة، مشغولة هذه الأيام بمسرحية للأطفال بعنوان “ليلى والذئب” لمرعي الحليان، وكانت لفتت انتباه الجمهور في طلتها على السجادة الحمراء، حيث التقطت لها مئات الصور.
هدى الغانم.. فلسفة ديك
الفنانة الإماراتية المتألقة على الدوام هدى الغانم التي تشارك في فيلم “فلسفة ديك”، للمخرج ياسر النيادي، أكدت اعتزازها بالمشاركة في هذا الفيلم الذي يعرض في 26 دقيقة ضمن الأفلام الروائية القصيرة. الغانم قالت إن للمهرجان طعماً ولوناً ومذاقاً خاصاً، وعلينا أن نقدم كل ما يسترعي انتباه ضيوفنا وصناع السينما في العالم، وأن ما نملكه اليوم من مقومات وخبرات وممكنات بعد سبع دورات ناجحة، يمكن أن يحقق لنا صناعة سينما بمواصفات عالمية. هدى الغانم كانت بسيطة جداً في طلتها على السجادة الحمراء، ملتزمة بالزّي الوطني الإماراتي، وهذا ما انفردت به عن بقية نجمات السجادة.
الدراجي.. تحفيز المخرجين العرب
العراقي محمد جبارة الدراجي، مخرج فيلم “تحت رمال بابل”، الذي يعرض ضمن منافسات مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، في عرضه العالمي الأول، أكد أن المهرجان يحفّز المخرجين العرب، وأنا واحد منهم، كما تمنى أن يكون فيلمه بمستوى وقيمة هذا المهرجان البعيد كلية في اختياراته للأفلام عن منهج التسييس أو التدخل السياسي، كما يحدث في بعض المهرجانات.
علّق الدراجي على ليلة الافتتاح بقوله إنها بسيطة ورقيقة وغير متكلّفة، ومع ذلك تشعر بانك تعيش أجواء عالمية بالمقاييس كافة.
حضور أردني لافت
الحضور الأردني كان لافتاً، في ليلة الافتتاح، كانت هناك طلّة خاصة للممثل الأردني أياد نصار، بطل مسلسل “الجماعة”، وأيضاً حضور الناقد السينمائي الأردني ناجح حسن، وهو ناقد متخصص على مستوى المهرجانات العربية والدولية، وأيضاً حضور الناقد السينمائي عدنان مدانات، جميعهم أكدوا أهمية الجانب النظري وحوار التجارب الذي يثيره المهرجان من خلال هذا التجمع النقدي الفريد من نوعه، حيث يحضر نخبة من نقاد السينما العرب، وبخاصة من مصر والمغرب العربي، قالوا نحن بحاجة إلى مثل هذا المهرجان المتطور المتنامي بوضوح واستقلالية.
بيل .. بريطاني عالمي عن العبودية
نعتقد أن أهم فيلم في مسابقة آفاق جديدة بعنوان “بيل” للمخرجة البريطانية إلمدثر اشانتي، هو من أهم أفلام مسابقة آفاق جديدة، من بطولة النجمة السمراء غوفيو مباثا الخام، فيلم ملحمي كبير، يتحدث عن فترة العبودية في القرن الثامن عشر، وما الحقه الاستعمار البريطاني من مخاطر مهولة في جانب تجارة الرقيق، الفيلم مرشح لنيل جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم روائي، وأروع ما فيه أجواؤه وأداء بطلته الذي يجمع ما بين القوة والرومانسية.
عدد اليوم
