موسى يطالب الخرطوم بمحاكمة متهمين في جرائم دارفور

نفى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس وجود مشاورات أو اتصالات بغرض تحرك عربي لعقد مؤتمر دولي بشأن دارفور· و أكد عمرو موسى في مؤتمر صحفي مشترك أمس مع الوسيط المشترك للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بدارفور جبرائيل باسولي، أن كافة الأطراف تعمل على التوصل إلى حلول لوقف محاكمة الرئيس السوداني عمر البشير، استناداً إلى إجراءات تتخذها الحكومة السودانية وتحركات الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي· وأشار إلى أن توقيت هذه التحركات يقتضي تقييم صحيح للمواقف السياسية وبالتالي التحرك داخل مجلس الأمن في اللحظة المناسبة· وقال باسولي إن لقاءه مع موسى تركز حول تداعيات قرار الجنائية الدولية بشأن توقيف البشير· وأضاف أن هذا القرار لا يسهل عملية الوساطة التي نقوم بها لكن لا يجب علينا ان نقف مكتوفي الأيدي أمام مثل هذه الصعوبة· وأكد ''سنتحصل على الوسائل التي يمكن من خلالها تحاشي هذا القرار لأن هدفنا هو بناء السلام والاستقرار في دارفور والسودان''· وحول طرد مسؤولي الإغاثة الدوليين من السودان، قال عمرو موسى إنه ''بصرف النظر عن وجود مبرر أو غيره هناك جهود كبيرة بذلت وخلال زيارتي إلى السودان تحدثت طويلا مع الحكومة السودانية على أعلى المستويات في هذا الموضوع وهناك أكثر من مئة منظمة عاملة في دارفور من الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية وهذه المنظمات لها مهمة كبيرة لمساعدة النازحين''· وحول ما إذا كانت هناك بوادر انفراج للأزمة الخاصة بتوقيف البشير، قال موسى لا أستطيع أن أتحدث عن بوادر لانفراج الأزمة في ضوء زيارتي الأخيرة للخرطوم ولقائي مع باسولي أمس، لكنني أستطيع أن أتحدث عن إصرار على الاستمرار في العمل السياسي واتخاذ الخطوات اللازمة للخروج من هذا المأزق لأننا كلنا مسؤلون عنه''· وأكد الأمين العام للجامعة ضرورة قيام حكومة السودان بإجراء محاكمات للمتهمين بارتكاب جرائم في دارفور، مشددا على أن هذه مسألة يجب الإسراع فيها وان تتم في الخرطوم وان يتم تعديل القانون الجنائي السوداني كما تم الاتفاق عليه طبقا للتعديلات السابقة في عدد من القوانين السودانية· وكان العاملون الأربعة في منظمة أطباء بلا حدود وهم فرنسي وايطالي وكندية وسوداني، الذين أطلق سراحهم بعد تعرضهم للخطف في دارفور، وصلوا مساء أمس الأول إلى مطار الخرطوم· الى ذلك اجتمع عبد الرحمن بن حمد العطية الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس في الأمانة العامة بالرياض مع الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي يقوم بزيارة للسعودية· وتم خلال الاجتماع استعراض العلاقات التي تربط دول مجلس التعاون وجمهورية السودان في شتى المجالات ، خاصة ما يتعلق بمقترح إقامة منتدى اقتصادي ثقافي بين دول مجلس التعاون والسودان إضافة إلى آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية· وفي معرض رده على الصحفيين حول موقف المحكمة الجنائية الدولية تجاه الرئيس السوداني، أعرب العطية عن أسفه وانزعاجه من موقف المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس البشير مبديا استغرابه لصدور مثل هذا الموقف في الوقت الذي أخذت فيه الجهود المبذولة من أجل تسوية أزمة دارفور تؤتي نتائجها المشجعة· وأكد على أهمية تحقيق سيادة القانون الدولي من دون تدمير جهود السلام وبغير تقويض وحدة الأوطان وسلامتها الإقليمية ، داعيا المجتمع الدولي ومجلس الأمن على وجه الخصوص، إلى العمل وعلى نحو فاعل من أجل وضع الأمور في نصابها السليم حفاظا على هيبة القضاء الدولي وتفاديا لتفشي سياسة الكيل بمكيالين في سبيل تكريس جهود السلام على طريقة تسوية عادلة· من جانبه أشاد إسماعيل بمواقف دول مجلس التعاون المشرفة حيال القضايا السودانية ووقوفها الدائم معه وفي كافة المحافل الدولية ، مُثمِّناً الجهود الحثيثة والمُكثَّفة التي بذلها المسؤولون في دولة قطر برعاية صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر لتحقيق بداية عملية لإنهاء الصراع في إقليم دارفور وبما يُحقِّق الأمن والاستقرار للشعب السوداني