مع اعتدال الطقس، يعرف سكان أبوظبي بحق كم هو رائع ومثير أن تعيش في جزيرة مثلها، في جيدها سلاسل ذهب من رمال ناعمة ترقد على شواطئ بديعة، مذهلة تطوق المدينة من شتى الاتجاهات.
ويبرز الكورنيش برونقه وحدائقه وممراته النظيفة، كشرفة رائعة تجمع سكان العاصمة كعائلة واحدة، ساعة الأصيل قبل المغيب، للاستمتاع بالطقس والإطلالة الرقيقة على المياه الساحرة، بلونها الأخضر الجميل مع نسمات لطيفة تبدو وكأنها تلقي تحية المساء على الجميع. وتصفو السماء وتكشف بسخاء عن لونها الأزرق الجميل، يتألق كمحيط شاسع فوق الرؤوس.
إنها أبوظبي ما بعد حر الصيف القائظ، حيث كل شيء يبدو من حولنا وكأنه يولد من جديد، لامعاً ومصقولاً وندياً، كالورد على الشجر، والقمح في السنابل، أخضر يانعاً، تبلله قطرات الندى.
وتتكشف حقيقة الألوان في كل مكان. وكأننا للمرة الأولى نرى الأحمر والأخضر والأزرق.
تنادي أبوظبي عشاقها، وتهمس في الأذان، أن أتوني، وتفتح أبوابها على مصاريعها للنسيم العليل والريح الطيبة ودفء الشمس الحنون. همس كالسحر، لا يفلت منه أحد. حتى الطير في السماء.
إنها أبوظبي تبدأ رحلة الشتاء، كمغامرة مذهلة تعد أصحابها بالكثير من المفاجآت والدهشة على طول الطريق، فمن يستطيع المقاومة؟
يحيي إبراهيم - أبوظبي
عدد اليوم
