الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشاعر عن طريق اللعب

16 أكتوبر 2012
عقبت أم عاملة على أحد المواضيع التي تتحدث عن ضرورة استقطاع حيز زمني من وقتها وتمنحه لطفلها، ليس لتمنحه الأمان والحب والحنان، بل لتلاعبه وتلاطفه وتستفز مشاعره، لتعرف من هو، وكيف يفكر وماذا يريد منها؟ وقالت الأم: كيف أقوم بكل ذلك، وأنا التي لا أستطيع الحديث معه، نظرا لضيق الوقت؟ كيف أوفر الوقت لمذاكرته، ولملاعبته؟ كيف أوفق بين كل ذلك إلى جانب مسؤولية البيت؟ وتحججت هذه الأم ككثير من الأمهات بضيق الوقت، في حين يعتبر اللعب إحدى الوسائل التعبيرية التي تمكن من دخول عوالم الصغير ومعرفة ما يجول في رأسه وتوجيهه. ربما لا يفطن العديد من الناس لأهمية فتح المجال أمام الأطفال للتعبير عن مشاعرهم، بصور مختلفة، ولعل الحوار واللعب من أهم هذه الوسائل، ففي فترة من الفترات كان الأطفال يتقمصون دور الأب، ويظهرون تسلطه وغضبه خفية، ويكشفون عيوبه مما يستدعي الإصلاح، كما كان بعض الأطفال يقومون بدور الأم، مما يجعلها تلتفت لبعض السلوكيات الخاطئة، وكانت هذه الأعمال على بساطتها تصلح اعوجاجات قد نرتكبها عن غير قصد. تلك المساحات الزمنية من اللهو واللعب فتحت الباب أمام الأهل لمراقبة تصرفات أبنائهم ولو عن بعد، فالطفلة تقلد أمها في أعمال تمثيلية درامية، بينما الطفل يحاكي تصرفات الأكبر منه، لعب بكل الوسائل المتاحة فتجعل الطفل يصقل مهاراته بخلق آليات للتأثير تارة وللإضحاك تارة أخرى، مجال فتح الباب أمام الابتكار والتنافس. فاللعب له دور في تنشئة الأطفال، واليوم يغيب عن ذهن بعض الأهل أن اللعب يعتبر وسيطا تربويا يساهم في تنمية سلوك وشخصية الطفل، ورغم ما ينادي به التربويون والإخصائيون من ضرورة منح الطفل فسحة للعب وممارسة النشاط الحركي، فإن هناك من الآباء والأمهات، من يهملون ذلك نتيجة المؤثرات الحديثة. والحديث هنا يتعلق بالألعاب الإدراكية المشاعرية الدرامية التي يمارسها أحد الوالدين مع أولاده، ومن خلالها يطلع على طريق تفكير صغاره، ويقترب منه وتتقوى أواصر المحبة وتمرر الرسائل، وتخلق الذكريات، مما يزيد تعلق الأطفال بالأهل، لكن واقع الحال يظهر أن اكتساح الألعاب الإلكترونية البيت والمراكز التجارية، جعل الطفل يكاد يكون قطعة من هذه الألعاب، يتوحد معها ويكاد لا يفارقها ليل نهار، وهذا الموضوع له تأثيرات خطيرة على الصغار، لكن أغلب الأمهات لا يدركن ذلك. وفي هذا السياق قالت إحدى الأخصائيات التربويات إن اللعب يساعد الطفل في السيطرة على القلق والمخاوف والصراعات النفسية البسيطة، يساعده على تحقيق التوازن النفسي، تنمية المشاركة الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين وتعزيز السمات الاجتماعية المرغوبة، وفي تنمية المهارات الحركية والنمو الجسمي، كما يساعد في تنمية القدرات العقلية، وفي تنمية مدركات الأطفال وتنمية تفكيرهم وحل مشاكلهم وصقل مواهبهم، يساعد في تعرف الطفل على نفسه وكشف امكاناته. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©