الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حرب سوريا... في شارع ٍبطرابلس!

حرب سوريا... في شارع ٍبطرابلس!
27 يناير 2013 22:27
باباك ديهغانبيشه سوزان هايدموس بيروت يقول مسؤولون أمنيون لبنانيون رفيعو المستوى إن مقاتلين سنة لبنانيين أخذوا يتقاطرون على سوريا بأعداد أكبر خلال الأشهر الأخيرة، من أجل الانضمام إلى المتطرفين الإسلاميين الذين يحاربون الحكومة السورية. ويُعتبر الدور التصعيدي الذي يلعبه المقاتلون اللبنانيون في النزاع، نتيجةً مباشرةً لتوطيد العلاقات بين المتطرفين الدينيين السنّة على جانبي الحدود، لكنه يثير مخاوف في لبنان بشأن تجدد التوترات الطائفية. ويشير المسؤولون الأمنيون اللبنانيون إلى أنه في مقدمة التحالف السني المتزايد توجد «جبهة النصرة»، وهي مجموعة متشددة يُعتقد أن لها علاقات بتنظيم «القاعدة» وتعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية أجنبية. وقد أقام مقاتلو «جبهة النصرة» علاقات مع خلايا متطرفة توجد مقار معظمها خارج طرابلس، التي تعد ثاني أكبر مدينة في لبنان، والتي لطالما شكلت مرتعاً لبعض حركات التطرف السنية. وفي هذا السياق، قال مسؤول أمني لبناني طلب عدم الكشف عن هويته لأنه لم يؤذن له بالتحدث بشكل رسمي: «إن علاقة قوية تربط بين قيادة جبهة النصرة في سوريا والمتطرفين السنة في طرابلس». ويشار هنا إلى أن العديد من السنة اللبنانيين يدعمون المعارضة في سوريا بقوة، في حين يدعم الشيعة اللبنانيون بشكل رئيسي حكومة الأسد التي يقودها العلويون. غير أن مجموعات متشددة شيعية في لبنان، مثل «حزب الله»، الذي يعتبر أقوى مجموعة سياسية وعسكرية في البلاد، قامت هي أيضاً بإرسال مقاتلين إلى سوريا خلال الأشهر الأخيرة. وفي هذا الإطار، يقول هلال خشان، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في بيروت: «إن السنة في لبنان، سواء كانوا متطرفين أم لا، وسواء كانوا متدينين أم لا، ينحازون بقوة إلى جانب الانتفاضة السورية». وإلى ذلك، تلعب الانقسامات حول سوريا داخل لبنان دوراً في توسيع الاشتباكات الطائفية بين المقاتلين السنة والشيعة في طرابلس، وكذلك في العاصمة بيروت. وعلى سبيل المثال، فقد توفي خلال العام الماضي وحده 70 شخصاً على الأقل في مثل هذه الاشتباكات. ويقول مسؤولون أمنيون لبنانيون إن أوضح مثال على ازدياد وتوطد العلاقات بين المقاتلين السنة في لبنان ونظرائهم في سوريا، هو ما حدث في أواخر نوفمبر الماضي، عندما عبرت مجموعة تتألف من 22 متطوعاً متعاطفاً مع المعارضة السورية الحدود من شمال لبنان إلى سوريا. وقد كانت أغلبية المجموعة تتألف من شبان لبنانيين، وإن كان من بينهم أيضاً بعض الفلسطينيين والسوريين الذين يعيشون في لبنان، كما يقول المسؤولون. وبعد تقدمها لبضعة كيلومترات في الجانب الآخر من الحدود، وقعت المجموعة في كمين نصبته لها قوات الأمن السورية بالقرب من بلدة تلكلخ وتعرضت لوابل من إطلاق النار، حسب المسؤولين الأمنيين اللبنانيين الرفيعين الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنه لم يؤذن لهم بالتحدث بشكل رسمي، فقُتل تسعة عشر رجلا، ونشرت صور فيديو على الإنترنت بعد وقت قصير على الهجوم، يظهر فيها مسلحون وهم يرفسون ويلعنون جثث المقاتلين. غير أن موت أولئك المقاتلين تسبب في أيام من الاشتباكات بين المقاتلين السنة والعلويين في طرابلس في أوائل ديسمبر، ما أدى إلى سقوط 12 قتيلا وعشرات الجرحى. ويقول المسؤولون اللبنانيون إن ذلك الحدث جاء عقب عدة أشهر كان يدعو خلالها زعماء سنة متطرفون في طرابلس أتباعهم إلى زيادة الدعم لنظرائهم على الجانب الآخر من الحدود. وفي هذا السياق، تم تشكيل مجموعات صغيرة في شمال لبنان من أجل تسهيل نقل الأسلحة والذخيرة والمعدات اللوجستية، إضافة إلى المقاتلين، عبر الحدود إلى سوريا، بمساعدة من المهربين. وكانت هذه المجموعات تتواصل في البداية مع نظيرتها السورية بواسطة الهواتف المحمولة، غير أنها ما لبثت أن تحولت إلى استعمال وسائل اتصال أكثر تطوراً وأماناً، مثل الهواتف العاملة بواسطة الأقمار الصناعية. ومن جانبهم، يقول زعماء دينيون سنة في طرابلس إن العلاقات بين المقاتلين في سوريا ولبنان مبالغ فيها، وإن المعارضة السورية لا تحتاج إلى مساعدة مقاتلين لبنانيين. وفي هذا الإطار، يقول الشيخ سالم الرفاعي، رجل الدين السني: «إننا نقول لهم ألا يذهبوا إلى سوريا، لأنهم ليسوا في حاجة إليهم هناك». مضيفاً: «ثم إنهم لا يعرفون الطبيعة الجغرافية للمنطقة، وسيحتاجون إلى الطعام والمأوى، وهو ما سيشكل عبئاً على المعارضة في سوريا». ومع ذلك، يُظهر سكان طرابلس علناً دعمهم للثوار السوريين، حيث ترفرف أعلام المعارضة على الأسطح، وتنتشر الجداريات التي تدعو إلى خلع الأسد. أما النقطة الساخنة الرئيسية بالنسبة للأطراف التي تدعم وتعارض الأسد في المدينة، فهي شارع سوريا، وهو شارع مزدحم تفصل متاجره وبناياته التي تحمل آثار الرصاص وإطلاق النار بابَ التبانة، وهو حي أغلبية سكانه من السنة، وجبل محسن، وهو حي تقطنه أغلبية علوية. الجيش اللبناني قام بوضع ناقلات جند مدرعة على بعد كل بضعة مبان على طول الشارع واستطاع حفظ السلام خلال الأسابيع الأخيرة. لكن الاضطرابات اندلعت في أماكن أخرى من المدينة. ويقول المسؤول الأمنـي اللبنانـي الرفيـع عن الوضع في طرابلس: «لقد أثبت المتطرفون أنهم هم الذين يسيطرون على الوضع، لأن كثيرين يدعمونهم»، مضيفاً: «والحكومة لا تستطيع إيقافهم». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©