الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

‎الشراكة اليابانية الأوروبية

26 أكتوبر 2013 00:50
بدأ الجدل يحتدم بين اليابان والاتحاد الأوروبي في مساعيهما للتوصل إلى شراكة اقتصادية، فأوروبا تضغط على اليابان كي تزيل الرسوم الجمركية على النبيذ والجبن وأغذية معالجة أخرى، بينما تطلب اليابان من الاتحاد الأوروبي أن يزيل الرسوم الجمركية على المنتجات الصناعية، مثل السيارات والأجهزة المنزلية. وقد بدأت الجولة الثالثة من المفاوضات بين اليابان والاتحاد الأوروبي من أجل التوصل إلى شراكة اقتصادية في بروكسل يوم الاثنين الماضي. ومن المتوقع أن تجذب المفاوضات اهتماماً واسع النطاق، لأن إزالة الرسوم الجمركية على الأغذية الزراعية أصبح يمثل نقطة خلاف جوهرية في مفاوضات التجارة الحرة للشراكة عبر الهادي التي تشارك فيها اليابان. وستستمر المحادثات حتى يوم الجمعة. ويقول مصدر مطلع على المحادثات، إن الاتحاد الأوروبي يطالب اليابان بإلغاء الرسوم الجمركية على المنتجات الغذائية المعالجة، مثل النبيذ والجبن والزبدة. وتحظى مثل هذه المنتجات الأوروبية بشعبية كبيرة في اليابان، ولذا فإن خفض الرسوم الجمركية عليها سيزف خبراً سعيداً للمستهلكين في اليابان، ولكن المزارعين اليابانيين المنافسين والأنشطة الاقتصادية المرتبطة بإنتاجهم ستتضرر دون شك. واليابان مقصد رئيسي للصادرات الزراعية الأوروبية وتحتل المرتبة الخامسة بعد الولايات المتحدة وروسيا ودولتين أخريين في قائمة الدول المستورة للمنتجات الزراعية الأوروبية. وقد بلغ إجمالي الصادرات الأوروبية إلى اليابان نحو 640 مليار ين عام 2011 (ما يعادل 6,5 مليار دولار حالياً) وأغلبيتها من الأغذية المعالجة. ويمثل الجبن واللحوم المجمدة مكونات ثابتة في الصادرات الأوروبية إلى اليابان. وتشكل المنتجات الزراعية نحو 7 في المئة من إجمالي صادرات الاتحاد الأوروبي. وحتى الآونة الأخيرة، ركز الاتحاد الأوروبي على الزعم بأن معايير السلامة اليابانية في السيارات والمنتجات الغذائية أصبحت تمثل حواجز تجارية غير جمركية. ويُعتقد أن فرنسا، أكبر الدول الزراعية في الاتحاد الأوروبي، وإيطاليا ودولاً زراعية أخرى في القارة العجوز، منخرطة في مسعى إزالة الرسوم الجمركية في هذه الجولة من المحادثات لأن فتح السوق اليابانية سيعطي دفعة كبيرة لقطاع الأغذية في هذه الدول. وتركز اليابان في الجانب الآخر على إزالة الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الصناعية مثل نسبة 10 في المئة من الرسوم التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على السيارات، وهي تمثل أربعة أمثال النسبة التي تفرضها الولايات المتحدة على السيارات اليابانية وتبلغ 2,5 في المئة فقط. وتواجه الأجهزة الإلكترونية المنزلية مثل التلفزيون ذي الشاشات المسطحة أيضاً رسوماً جمركية تصل إلى 14 في المئة في الاتحاد الأوروبي. وتسعى اليابان أيضاً إلى إزالة قيود الاتحاد الأوروبي الأخرى غير الجمركية في مجالات تتضمن المشتريات الحكومية مثل طلبات مشروعات الأشغال العامة وتبسيط الإجراءات على الصادرات والواردات. وفيما يتعلق بمشتريات الحكومة، يسعى الاتحاد الأوروبي لتقديم مقترح يقيد النفاذ إلى مشروعات الأشغال العامة أمام الدول من خارج الاتحاد الأوروبي التي تعتبر أسواقها غير مفتوحة بما يكفي. ويعتقد أن تلك الإجراءات وضعت بسبب القلق من الشركات الصينية. ولكن الشركات اليابانية قد تتضرر أيضاً إذا كانت البضائع المستخدمة في المشروعات التي تنافس عليها قد تم الحصول عليها من دول مثل الصين. وتطالب اليابان بإعادة النظر في هذه اللوائح. وتفحص اليابان أيضاً مشكلات أخرى في تيسير التجارة منها فرض معايير بيئية مختلفة داخل الاتحاد الأوروبي، مثل معالجة المواد الكيماوية وحالات تم فيها تشديد اللوائح قبل التنسيق مع الدول المشاركة الأخرى. وفي بداية المفاوضات يوم الاثنين أشار مارو بيتريكسيون كبير المفاوضين الأوروبيين إلى اتفاق التجارة الحرة الذي أبرمه الاتحاد الأوروبي مع كندا يوم الجمعة الماضي. وأنجز الاتفاق 99 في المئة من معدل التحرير أو نسبة البضائع المعفية من الرسوم الجمركية. وقال بيتريكسيون إنه يعتقد أن معايير مرتفعة أيضاً ستطبق في المحادثات مع اليابان وهو تعليق قصد به فيما يبدو أن يضع ضغوطاً على طوكيو. وتقترب محادثات الشراكة عبر المحيط الهادي الآن من ذروتها. ويتوقع أن يفحص الاتحاد الأوروبي بعناية المحادثات ويضغط على اليابان كي تضمن نفس شروط إمكانية الدخول إلى السوق التي وافقت عليها في اتفاقية المحيط الهادي. ومنذ الجولة الأخيرة من محادثات الشراكة عبر الهادي والحزب الديمقراطي الحر في اليابان يفحص الآثار التي قد تتسبب فيها إزالة الرسوم الجمركية على «خمسة بنود مهمة» منها الجبن. وترغب طوكيو في تسريع إيقاع محادثات اتفاق شراكة اقتصادية مع الاتحاد الأوروبي عن طريق تبادل المقترحات مثلًا لإزالة الرسوم الجمركية في اجتماع قمة الاتحاد الأوروبي واليابان الشهر المقبل. ويتوقع أيضاً أن محادثات اليابان والاتحاد الأوروبي ومفاوضات الشراكة عبر الهادي ستؤثر كل واحدة منهما في الأخرى ولذا فإن كل العيون تنظر الآن إلى الطريقة التي ستعالج الحكومة بها العمليتين التفاوضيتين. يويا يوكوبوري كاتب في «يوميوري شيمبون» اليابانية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©