الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الببلاوي: دعم الإمارات لمصر يدشن لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين

الببلاوي: دعم الإمارات لمصر يدشن لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين
26 أكتوبر 2013 14:32
أكد معالي الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء المصري أن موقف دولة الإمارات الشقيقة في دعم مطالب الشعب المصري التي خرج من أجلها في ثورة 30 يونيو، يدشن لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين ترتقي إلى مستواها التاريخي، وتليق بأصالة وكرم الشعبين اللذين يرتبطان بعلاقات أخوية وإنسانية راسخة، تمثل لكل منهما ضرورة أمن استراتيجي وضرورة تنموية مشتركة ومصالح متبادلة ودائمة. وثمن جهود دولة الإمارات حكومة وشعباً وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، في مساندة ودعم الشعب المصري خلال المرحلة الصعبة التي مر بها. وقال الدكتور الببلاوي خلال لقائه مع أعضاء الجالية المصرية بأبوظبي مساء أمس بفندق سانت ريجنسي، إن الدعم الإماراتي لمصر في المرحلة الراهنة شمل كافة المناحي السياسية والاقتصادية والاستثمارية، حيث لعبت الدبلوماسية الإماراتية النشطة دوراً حاسماً في تغيير الكثير من مواقف الدول الفاعلة تجاه ثورة يونيو، كما أسهم الدعم الاقتصادي الإماراتي في تجنب مصر الكثير من المشاكل والأزمات الحادة. وتطرق الدكتور الببلاوي خلال اللقاء إلى الوضع الداخلي في مصر، موضحاً أن الحكومة المصرية لن تستطيع إعادة الأمن بنسبة 100 في المائة لكن تحاول استعادة الشعور بالأمن، وهو ما تحقق بالفعل في الشارع المصري، حيث بدأ المواطن المصري يشعر بأن هناك دولة تحمي الأرواح والممتلكات وهو من أهم الملفات السياسية التي بدأت الحكومة العمل على حلها خلال الفترة المقبلة. وأشار إلى أنه من أكثر المتفائلين بمستقبل مصر وهذا لا يعني أن الأمور سهلة، موضحاً أن هناك أشياء عاجلة لابد من حلها في الوقت الحالي وأهمها المحور الأمني والاقتصادي والذي لن يقوم دون عدالة. ولفت الدكتور الببلاوي إلى أن الثورة لم تقم من أجل تغيير أشخاص بأشخاص، ولكنها قامت من أجل إحلال الديمقراطية وإرساء قواعدها، منوهاً إلى أن الخطوط الكبرى في الجانب السياسي تحققت من خلال إقرار خريطة الطريق ووجود حكومة “ تكنوقراط “، تعمل على إعادة الحياة الطبيعية وتشكيل لجنة الخمسين لتعديل الدستور تعقبها الانتخابات الرئاسية. حماية المسار الديمقراطي وأكد أن الحكومة تعمل على إقرار مبادرة لحماية المسار الديمقراطي لأنه لن تقوم حياة ديمقراطية من دون دستور مدني يؤمن بالعدالة والإنصاف. وأوضح أن الحكومة تعمل على إقرار مجموعة من الإصلاحات التشريعية في المجال السياسي، مشيرا إلى أهمية وجود رؤية للمستقبل. ونوه رئيس الوزراء المصري إلى أن ثورتي 25 يناير و30 يونيو قامتا من أجل الحياة الديمقراطية المدنية، فمصر ملك للجميع وليست لفريق دون آخر وأن خارطة الطريق وضعت المعالم الرئيسية وأن الحكومة وضعت برنامجاً لحماية المسار الديمقراطي. ويرافق رئيس الوزراء المصري وفد يضم معالي الدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التعاون الدولي، ومعالي المهندس شريف إسماعيل وزير البترول والثروة المعدنية ومعالي أسامة صالح وزير الاستثمار، ومعالي الدكتور هشام رامز محافظ البنك المركزي والمهندس طارق الملا الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للبترول إضافة إلى عدد من كبار المسؤولين. وشدد معاليه خلال اللقاء على أن مصر، ستظل مدنية، وأن مصر تمر بمرحلة صعبة تحتاج إلى تضافر الجهود من كافة أفراد المجتمع. تركة ثقيلة وقال إن الحكومة الحالية ورثت تركة ثقيلة من النظام السابق، مؤكداً أن الشعب المصري استعاد ملكيته لمصر، ولن يفرط فيها، بعد ثورة 25 يناير رغم الآلام، مشيراً إلى أن الشعور الوطني زاد لدى المصري أضعافاً مضاعفة، لكنه أحياناً يمارس الحرية بنوع من التهور، مشيراً إلى أن النظام السابق كلف مصر كثيراً، ولم ينتج حكومة أو معارضة قوية، وأن مصر تسعى لاستعادة وضعها الإقليمي والعربي الذي أعاده إليها الشعب عقب ثورته المجيدة. مساندة الأشقاء وأضاف أن مصر تحتاج إلى دعم ومساندة من الأشقاء في مختلف الميادين، موضحاً أنه ليس غريباً أن نرى هذه المواقف من الدول العربية الشقيقة، وخاصة دولة الإمارات وثقلها الإقليمي والعالمي، وأشار إلى أنه من أكثر المتفائلين بمستقبل مصر، رغم الصعوبات، التي نواجهها، ومن أبرزها الأمن الذي نأمل تحقيقه بنسبة 100%. وأكد رئيس الوزراء المصري أن الأمن والاستقرار العربي مسؤولية الجميع، وأمن مصر من أمن أمتها العربية، ولا يمكن فصلهما، وأن أمن الخليج أمن لمصر وأمن مصر من أمن الخليج والأمة العربية، وأن مصر تمر بظروف ليست سهلة، مضيفا: “هي مرحلة تاريخية هامة إذا نجحنا فيها سيتم اعتبارها تجربة هائلة”، مشيراً إلى أنه بالرغم من الصعوبات التي تواجه الدولة، فإن كافة الأعباء التي تمر بها لن تكون سوى تكلفة بسيطة، مقابل الخلاص وإنقاذ مصر من مخطط كان يستهدفها، مشيراً التنظيمات الموجودة والتي ترتبط بمفاهيم معينة، مؤكداً أن الشعب المصري لن يعيدها مرة أخرى. وقال الببلاوي خلال لقائه مع الجالية المصرية إن دولة الإمارات تواصل دعمها للشعب المصري، وإن الزيارة الحالية تتضمن توقيع حزمة من الاتفاقيات المختلفة تاركاً المجال للجانب الإماراتي في الإفصاح عنها. وأكد معاليه أن الإمارات من أهم الدول التي ساندت مصر في أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو على كافة المستويات. كما قام العديد من المسؤولين الإماراتيين بزيارة مصر أكثر من مرة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وفي مقدمتهم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ هزاع بن زايد مستشار الأمن الوطني وسمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية. وعبر الببلاوي عن شكر مصر وتقديرها لدولة الإمارات حكومة وشعبا على دعم ومساندة بلاده، وقدم الشكر إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ولصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وإلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، وإلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مؤكداً أن زيارته الأخيرة لمصر كان لها بالغ الأثر في تعزيز الثقة في الاقتصاد المصري، وأن الشعب المصري كان ممتناً لهذه الزيارة. وألقى معاليه الضوء على حزمة المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات لمصر، والتي ساهمت في تحسين الأوضاع واستقرارها في مصر. وتحدث معاليه عن بعض المشكلات التي تواجه عمل الحكومة وتقف عقبة أمام استقرار المواطن المصري وشعوره بتحسن الأوضاع، وخاصة في القطاع السياحي والأمني والاقتصادي. وقال إن مصر في حاجة إلى فترة زمنية للخروج من الأوضاع الراهنة، مؤكداً أنها تحتاج إلى الدعم لمواجهة تداعيات الفترة السابقة، لافتاً إلى أن إنجاز الدستور وإقامة الانتخابات البرلمانية ليسا وحدهما كفيلين باستقرار الأوضاع المجتمعية والاقتصادية والأمنية، ولكن هناك حاجة إلى قوانين ضابطة وملبية لاحتياجات المواطنين. الانفتاح على العالم وأكد رئيس الوزراء المصري أن مصر تتطلع إلى الانفتاح على مختلف دول العالم، وتهيئة المناخ لجذب الاستثمارات الأجنبية، وأن مصر في حاجة إلى مضاعفة الادخار الاستثماري بمعدل 30% سنوياً على الأقل ولعدة سنوات مقبلة. واستعرض رئيس الوزراء مع الجالية عدداً من المشكلات التي تواجه الاستثمار في مصر ورد على ما أثير حول المخاوف من ضياع أموال هيئة التأمينات الاجتماعية، مؤكداً أن هذه الأموال مملوكة للهيئة وأن الحكومة مسؤولة عن حمايتها وتوفير المعاشات لأصحابها. كما تطرق اللقاء إلى الشق الأمني وحرية الإعلام وحزمة القوانين المطلوبة لدعم الحريات العامة والخاصة. علاقات استراتيجية وأخوية بين مصر والإمارات قدم السفير إيهاب حمودة سفير مصر لدى دولة الإمارات - في بداية لقاء رئيس الوزراء المصري مع أبناء الجالية المصرية - لمحة عن العلاقات التاريخية، والتي أسسها ورعاها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، الذي نسج علاقات شديدة التميز والخصوصية بين الشعبين الشقيقين، وأرسى دعائمها بمواقف كبرى لن تنساها مصر مهما مرت السنين والأزمان. وأوضح السفير إيهاب حمودة أن زيارة رئيس الوزراء للإمارات ستستكمل سلسلة المباحثات الهامة بين البلدين، والتي تتناول العلاقات بين الدولتين، وبحث سبل تعظيم الاستثمارات الإماراتية في مشروعات تنموية على أرض مصر، كل ذلك في منظومة متكاملة يضعها البلدان الشقيقان لتأسيس علاقات استراتيجية وأخوية مستقبلية، مؤكداً أن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، دائماً تنتصر لقيمها الأصيلة، وتضرب المثل الصادق في دعم الدول العربية في أزماتها وظروفها الصعبة. الإمارات من أكبر الدول المستثمرة في مصر أبوظبي (الاتحاد)- يتضمن جدول أعمال الزيارة مناقشة أوجه التعاون الثنائي بين البلدين في ضوء حزمة المساعدات التي تعتزم الإمارات تقديمها إلى مصر، فضلا عن المشروعات الاستثمارية التي يمكن تنفيذها خلال الفترة القادمة. تجدر الإشارة إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر والإمارات يبلغ حوالي 1.5 مليار دولار أميركي. وتعد الحمضيات الطازجة أو المجففة والخضراوات والفواكه والخضراوات المحفوظة والأغذية المصنعة، والفحم الحجري والحديد من أهم الصادرات المصرية إلى الإمارات، بينما تستورد مصر من الإمارات العصائر والأدوية والورق ومنتجات الطباعة والصابون. وعلى صعيد الاستثمارات، تتبوأ الإمارات المركز الثالث من بين أكبر الدول المستثمرة في مصر، وذلك بإجمالي مساهمات في رأس المvال يبلـغ حوالـي 5 مليارات دولار حتى منتصف 2012. ويبلغ عدد الشركات الإماراتية التي تعمل في مصر حالياً حوالي 550 شركة، بعد أن كان عددها منذ 10 سنوات لا يتجاوز 114 شركة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©