الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تعريف الأميركية المسلمة

27 يناير 2013 22:31
إيريكا سانشيز كاتبة مستقلة تقيم في شيكاغو ربما يبدو تعبير «النسوية الإسلامية» تعبيراً متناقضاً في نظر البعض، وذلك نتيجة لميل الإعلام لتصوير المرأة المسلمة على أنها ضحية. أصبحْتُ كلاتينية تشعر أحياناً أنها مستثناة من طرح التيار النسوي الرئيسي، مهتمة بالنسويات المسلمات عندما لاحظْتُ أنهن غائبات أيضاً عن المنشورات الشعبية للمرأة. وحتى يتسنى لي فهم هذه الأصوات غير المسموعة، قمت بتنظيم مقابلات مع عدد من الأميركيات المسلمات في الآونة الأخيرة، واكتشفْتُ أن هؤلاء النساء أبعد من أن يكنّ ضحايا. والواقع أن العديد من النساء المسلمات يعرّفن أنفسهن على أنهن نسويات يكافحن بنشاط من أجل حقوقهن. ويجد المرء ضمن هذه المجموعة نساءً يفسّرن هذا التعبير بعدد من الطرق المختلفة. وهناك جدل دائر، كما يجد المرء داخل التيار الرئيس للحركة النسوية الأميركية. «أستطيع رؤية التبرير للنسوية في ديانتي. فالقرآن الكريم يقول إننا جميعاً متساوون عند الله تعالى»، تقول فاطمة فاخرائي، مؤسِّسة «مسلمة ميديا واتش»، قبل أن تضيف: «يبدو أن كرامة كل إنسان لها أهميتها». إلا أن بعض النساء يشعرن بالتردد حيال تعبير «النسوية» حتى وهنّ يكرّسن حياتهن من أجل المساواة في النوع الاجتماعي. لا تعرّف مهرونيسا قيوم، مؤسِّسة «بيتابوليس للاستشارات والتدوين»، نفسها كنسوية مسلمة، ولكنها لا ترفض هذا التعبير. «ولأن الأمر ينتهي بي إلى التحدث في قضايا تؤثر على المرأة، مثل الاغتصاب كجريمة حرب في سوريا، على سبيل المثال، فإنني أوضع في خانة معينة. ولكن دفاعاً عن هؤلاء اللواتي يعرّفن أنفسهن كنسويات مسلمات، فإنني لا أعتقد بأن التعبيرين يعانيان من أي تنافر معرفي. بالنسبة لي، أعتقد أن التعبير عبارة عن إسهاب زائد». وتشرح «قيوم» نموذج الاحترام العميق الذي كان النبي محمد (ص) يكنّه لزوجاته، وحقيقة أن زوجته الأولى خديجة كانت صاحبة أعمال ناجحة. «إذا أُطلق عليّ تعبير نسوية مسلمة، فإن السبب هو نظام الأبوية»، تقول قيوم. أحد مصادر قلقها الرئيسية قضية المساحة العامة للمرأة، عملياً وفكرياً، في المراكز المجتمعية. في بعض المساجد على سبيل المثال، لا تستطيع النساء المشاركة بنفس قدرات الرجال. «يشكل مجرد وجود مكان نظيف مشترك محمي، تحدياً كبيراً أمام المرأة»، تضيف قيوم. لا تقتصر النسوية بالنسبة لبعض النساء على قضايا تتعلق بالإسلام فقط. وتركز شيستا باتل، على سبيل المثال، على العنصرية وحقوق السكان الأصليين. وتعرّف باتل على أنها مسلمة نسوية معادية للعنصرية تشارك في العمل الناشط لحقوق السكان الأصليين في كندا. «تفسيري يقع أكثر ضمن المجموعة السياسية». وحسب باتل: «لا يوجد فهم متآلف للنسوية المسلمة». وتدرّس باتل، وهي من أصول باكستانية، أفراد جالية بلدها الأصلي، قضايا السكان الأصليين، وتقول: «عملي هو تثقيف نفسي حول كفاح السكان الأصليين، وتثقيف النساء اللائي يشبهنني في الشكل». وحسب باتل، فإن واحدةً من أكثر القضايا خلافية بين النسويات المسلمات اليوم هي مفهوم المخبِرين من السكان الأصليين، وهو وصفها للنساء اللواتي يصبحن مراجع حول قضايا المجتمعات الإسلامية، مثل ما يسمى بجرائم الشرف. وهي تؤمن بأنه من الأمور الخطرة أن يُنظَر إلى أي فرد على أنه خبير يستطيع شرح جميع قضايا الإسلام لبقية العالم. «الأمر سام وضار جداً»، تشير السيدة باتل، عندما يُنظر إلى امرأة على أنها تتحدث نيابة عن جميع المسلمات. نشأت صفا ساميزاد يزد، محررة الفنون والثقافة والموسيقى في إعلام «أصلان» مسلمة، ورغم أنها لم تعد متدينة، إلا أنها تُعرَف بـ«المسلمة الثقافية»، وهي تقول إن الكثير من النسوية الإسلامية مذكورة في القرآن الكريم. وبالنسبة لها فإن الإسلام «دين الحوار والمجتمع». ويتحدّى تعبير «النسوية الإسلامية»، كما تُظهر هؤلاء النساء المتنوعات، النماذج المتداولة، ويضم مجالا واسعاً من وجهات النظر لا تستطيع أية امرأة، حتى ولو كانت مسلمة، أن تعرّفه بدقة. ومن المفيد التذكّر في المرة القادمة التي نسعى فيها كمهنيين إعلاميين لمعرفة وجهات نظر امرأة مسلمة، أن نقوم فعلياً بإجراء مقابلة مع فرد دينامي. وسوف أبذل جهداً، أنا شخصياً، للسعي من أجل الحصول على بصيرتهن وفطنتهن ووجهات نظرهن، عندما أكتب عن قضايا المرأة. نستطيع جميعاً الاستفادة من سماع سردهن حتى نفهم بصورة أفضل تعقيدات وتنوعات تجربة امرأة مسلمة في الثقافة الأميركية. ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©