الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كل نص ينطوي على «متعة مخبوءة»

كل نص ينطوي على «متعة مخبوءة»
10 نوفمبر 2014 01:00
محمد عبدالسميع (الشارقة) حول موضوع «الدهشة في الأعمال السردية» أقيمت ضمن فعاليات معرض الشارقة للكتاب 33، ندوة بحثية شارك فيها كل من: د. أنطوان الدويهي، عبدالفتاح صبري، دوجلاس برستون، صبا امتياز. وأدارتها فاطمة عبدالله. في مستهل مداخلته يرى عبد الفتاح صبري أن الواقعية السحرية ذات صلة بثقافتنا وتراثنا، وأن كتاب «ألف ليلة وليلة» أحد أهم كتب التراث العربي، الملتصقة بالسحرية، كما أن الآداب العالمية وأدب أميركا اللاتينية ارتكنت عليه تمتح منه روحه الساحرة وعوالمه الغرائبية والعجائبية. وأشار صبري إلى أن كُتّاب كثر ولجوا هذه العوالم، لما يختلط فيها الواقع بالخيل، منهم نجيب محفوظ، الذي تضمنت أعماله التجليات الشعبية والأجواء المدهشة لعالم حقيقي تحتضنه الحارة، التي يقدم من خلالها آفاق الحياة المصرية العميقة بأجوائها الشعبية ومكتنزاتها القيمية والسلوكية وما فيها من غرائبية، وامتزاج الفانتازيا بالخيال والأحداث الواقعية لتأتي الدهشة والإثارة والتشويق. واستعرض صبري نماذج روائية لكتاب مثل خيري شلبي، إبراهيم الكوني، محمد مستجاب، سحر خليفة، عبدالخالق الركابي وغيرهم ممن استطاعوا أن يوظفوا الدهشة الآسرة والمتعة الفنية المبنية على سحر مستوحى من الصوفي والتراثي والحبكة المنطوية على امتاع فني عميق يثير كوامن الفرح والدهشة. وتحدث دوجلاس برستون قائلاً : الدهشة تكون في الأزمنة المكانية أو المتجددة في العمل السردي أو في قدرة الكاتب على إنتاج أحداث ليس من السهل توقعها. فالدهشة في الحدث الذي يخرج من الشخصية. ومن الممكن أن تكون الدهشة في نغمة موسيقية. والرواية الجيدة هي التي تأخذك في رحلة لم تقم بها من قبل وتخرجك من مسارك العادي. وأشار د. أنطوان الدويهي إلى أن الدهشة هي أمر نسبي لأنه يتعذر فصل الدهشة عن المدهوش، فهي ليست بالأمر المطلق. وهي ممكنة في كل شيء في سائر الأعمال الأدبية، كما في سائر الفنون وأيضاً في مجمل العلوم وإنجازاتها المذهلة. وقال الدويهي: يمكننا القول إن العارف بكل شيء لا يدهش بشيء، وأن غير العارف بشيء يدهش بكل شيء. لكن الدهشة الكامنة في ذاتها كما في المدهوش بها، لا ينضب معينها لذلك يبقى باب الدهشة مفتوحاً على الدوام. وأضاف الدويهي: رغم أهمية الدهشة في الكتابة السردية فإنها ليست غايتها الأساسية. العمل الأدبي يتخطى الدهشة والإدهاش والتشويق. لأنه يهدف أساساً إلى بناء عالم آخر، جديد فريد، شخصي، ذاتي، مستمد من الأعماق كوني الجوهر. هناك فوارق عميقة بين دهشة وأخرى. هناك هوة هائلة تفصل مثلاً بين الدهشة في كتب أجاتا كريستي المرتكزة إلى الأحداث والتشويق البوليسيين، والدهشة لدى كاتبٍ مثل مارسيل بروست النابعة من الغوص في أعماق النفس البشرية، وفي روح الأمكنة والحالات. ورأت صبا امتياز أن الدهشة تكمن في الشخصية فهي المسؤولة عن إنتاج الأحداث واختزال كثير من عناصر السرد من خلال ممارستها. وأضافت صبا: من الممتع أن ترى الشخصية موجودة في تجربة الكاتب فلكل كاتب طريقة مختلفة في الكتابة ولكن لابد أن يكون على دراية بما يكتب عنه، وأن يكتب عن شخصية يعرفها. فالشخصية الروائية هي التي تستطيع تحديد مستوى الدهشة والمفاجأة ومدى تأثيرهما.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©